خبير التعليم الألماني كريستيان بودة: الترتيب العالمي للجامعات أصبح «مرض»

الأربعاء، 12 يوليو 2017 08:59 م
خبير التعليم الألماني كريستيان بودة: الترتيب العالمي للجامعات أصبح «مرض»
الدكتور أشرف منصور
إبراهيم محمد

قال خبير التعليم الألماني كريستيان بودة، إن قمة العشرين التي عقدت في ألمانيا توضح كم التضارب والأمور الشائكة في البلاد، مؤكدا أن الحكومات ليست قادرها بمفردها على حل المشكلات ويأتي دور المجتمع المدني وأوله التعليم والتعاون مع البعض لحل هذه المشكلات، قائلا: قطعنا شوط كبير في الانفتاح على التعليم مع البلدان الأخرى وتدويل التعليم والبلاد حاليا منشغلة بنفسها ومشكلاتها ومجريات الأحداث تؤكد العودة للخلف خطوة أخرى مع هذه المشكلات المتصاعدة.

وأضاف بودة، خلال لقاء جمع مع الوفد الاعلامي المرافق للجامعة الألمانية ببرلين، بحضور الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس الأمناء، أن الجامعات التطبيقية تلعب دورا مهما ليس فقط في ألمانيا ولكن قد تفعل نفس الدور في مصر، قائلا: ألمانيا دولة فيدرالية مكونة من 16 مقاطعة كل ولاية مسئولة عن ملف التعليم الخاص بها وكل ولاية مسئولة على حدة بكل أمورها، إذ قدر الناس التنافسية في الدولة سينسحب هذا التنافس على المصلحة العامة للدولة، وهناك معارضين لهذه التافسية حتى في ألمانيا نفسها، فالتعليم الجامعي إذا كان موجه لمجموعات ضخمة لابد أن يكون هناك تخصصات مختلفة لأن سوق العمل يحتاج إلى تخصصات مختلفة وحلول كثيرة والطالب لديه نوايا واهتمامات مختلفة لأن ما يسرى على فرد قد لا يسرى على آخر.

وأكد خبير التعليم الألماني، أنه لابد أن يكون هناك عرضا تعليميا لمن يهتمون بالناحية الأكاديمية وفرصا أخرى لأولئك المهتمون بالناحية التطبيقية من خلال إتاحة هذه الجامعات التطبيقية لهم، مؤكدا أن عدد الجامعات البحثية في ألمانيا 107 جامعة تعنى بالبحث العلمى والتعليم الجامعى فى مقابل 216 جامعة تطبيقية أي بمعدل الضعف، قائلا: ثلثي الطلاب بالجامعات البحثية لأن الجامعات التطبيقية مكلفة للغاية والناس يرونها بشئ مختلف، ويبلغ متوسط الطلاب في الجامعة التطبيقية آلاف طالب ومتوسط الطلبة بالجامعة البحثية 16 ألف.

واستكمل بودة أن ألمانيا تتوسع فى الجامعات التطبيقية وأنه سيفرح أكثر في المستقبل إذا أقبل الطلاب أكثر على الجامعات التطبيقية على غرار ما هو حادث فى هولندا التى يبلغ عدد طلاب الجامعات التطبيقية ضعب مثيلهم بالجامعات البحثية، مؤكدا أن الجامعات التطبيقية والبحثية هى مؤسسات تعليم عالى، والجامعة التطبيقية جامعة وليست مهنية أو مدرسة متوسطة أو معهد، ولابد من التفرقة بين الجامعة التطبيقية والتعليم الفنى أو التعليم المهنى لأن الجامعة التطبيقية مختلفة ومكتملة الأركان ولها مميزات كثيرة احتفظت بها منذ بداية الفكرة من المدارس الفنية والمهنية.

وتابع بوده  قائلا: ليس من الذكاء أن نكون ضد العولمة وليس من المستحب استقبال العولمة بكل أفكارها ولابد من وجود عدالة فى هذه العولمة وهذه مهمة شاقة ولن تستطيع أى حكومة إنجازها ولكن يتم ذلك من خلال التفاهم بين الدول، ووضع أرضيات مشتركة ينطلق العمل منها إلى نحو مستقبل أفضل.

وقدم خبير التعليم الألماني، شرحا عن الاختلافات بين الجامعات البحثية والتطبيقية مشيرا إلى أن الجامعات البحثية تمنح الدكتوراه والتطبيقية لا تمنح الدكتوراه إلا بالتعاون مع الجامعات البحثية، مؤكدا الجامعات البحثية لها حقوق متساوية فى التعليم والبحث العلمى وهذه الجامعات مكلفة للغاية لما تنفقه على البحث العلمى، موضحا أن الأستاذ فى الجامعة البحثية يقوم بالتدريس حوالى 8 ساعات فى الأسبوع وباقي الوقت مخصص للبحث العلمي، والجامعات التطبيقية تنفذ بحث علمى تطبيقى عملى من خلال حصولها على تكليفات من الصناعة، والبحث العلمي تبلغ نسبته بهذه الجامعات التطبيقية 25 % وعدد ساعات الأستاذ بالجامعة التطبيقية أسبوعيا من 16 إلى 18 ساعة.

واستنكر بودة النظرة غير الجيدة لمن يعملون بأيديهم، قائلا: "النظرة غير الجيدة للمهندسين الذين يعملون بأيديهم تنم عن اتجاه غير سليم فى التفكير أو سوى ولدينا قمم الصناعات هم المهندسين أو قياداتها وليس أناس خريجى كلية الإدارة، وعدد خريجى المهندسين فى الجامعات التطبيقية أكبر من خريجي الجامعات البحثية ويتساوى خريجو الجامعات البحثية والتطبيقية فى الإدارة والاقتصاد، أما الجامعات التطبيقية فتحتوى على علوم إنسانية قليلة، مؤكدا أن المستقبل للجامعات التطبيقية وعلى مصر التقدم نحو هذه الخطوة لتطوير الصناعة بها، قائلا: «انصح مصر بالتعليم الفني والجامعات التطبيقية التى قد تمثل قاطرة التنمية فى بلدكم العزيز مصر».

وأوضح بودة، أن التدريس النظرى فى الجامعات البحثية كبير والدراسة الأكاديمية أكبر، أما الجامعة التطبيقية تقوم على التطبيق والتدريب، قائلا: هناك فرق كبير بين تعيين الأساتذة فى كل من النوعين للجامعات فالأستاذ فى الجامعة البحثية يشترط فيه الحصل على الدكتوراه قوية ومشرف على الدوريات العلمية وباحث متميز وقام بعمل أبحاث كثيرة ويقوم بعمل كتاب لمدة 6 أعوام عن البحث العلمى ومتطلبات الأستاذية ويحصل على الأستاذية وهو 45 عاما تقريبا، أما الأستاذ فى الجامعة التطبيقية لابد أن يكون حاصل على الدكتوراه وأن يكون عمل لمدة 5 أعوام في العمل التطبيقى خارج أسوار الجامعة وأن يكون حقق شيئا ما خلال فترة عمله التطبيقي، إضافة إلى امتلاكه شبكة من العلاقات الصناعات والمؤسسات تفيد الجامعات.

وأشار إلى أن هناك تخصص واحد فى الجامعات البحثية يتبع نفس معايير تعيين أستاذ الجامعة التطبيقية وهو مجال الهندسة وهذا موجود فى ألمانيا فقط، قائلا: الترتيب العالمى للجامعات أصبح مرض للسياسة التعليمية وتصنيف الجامعات وتحصل الجامعة على تصنيف جيد بنشر أبحاث كثيرة وهذا غير محقق فى الهندسة التى لابد أن يتقن الطالب عمل الهندسة وليس نشر أبحاث علمية، وأحد نقاط تفوق ألمانيا الاقتصادى هو وجود هذه الجامعات التطبيقية.

 

20170708111921_IMG_4889
20170708111921_IMG_4889

 

20170709145457_IMG_4814
20170709145457_IMG_4814

 

20170709145541_IMG_4816
20170709145541_IMG_4816

 

اقرأ أيضا 

رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة يكشف كواليس 15 عامًا من الإنجازات

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق