رامى عبد الحميد يكتب.. قبل عودة الجماهير «اعقلوها» الأول
الثلاثاء، 11 يوليو 2017 09:53 م
لا شك أن جميع من يعمل في هذه البلد بداية من القيادة السياسية وأصغر فرد لديه رغبة قوية وشديدة في عودة الجماهير للمدرجات بعد أن افتقدها اللاعبين والمتابعين لكرة القدم على مدار السنوات الماضية.
لعل البعض من حين لأخر يطالب الدولة ووزارة الشباب والداخلية بضرورة حضور الجماهير في المباريات، ويحاول المسئولين تجربة عودة الجمهور للمدرجات رويدا رويدا عن طريق المباريات التي تشارك فيها الأندية والمنتخبات بالمسابقات الأفريقية.
لايعنيني ما حدث من قلة أحدثت شغبا في مباراة الزمالك وأهلى طرابلس، لعله يكون غضبا غير مقبول من شباب يرغب في صعود فريقه لدوري الأبطال الأفريقي.
لكن لا أحد ينظر إلي المخاطر العديدة التي سوف تحدث من وراء عودة الجماهير مجددا خاصة مع «طيور الظلام» التى تعبث وراء تخريب واستغلال أي شئ لهدم بناء طوبة داخل هذه البلد.
المخاطر عديدة والبعض يغفلها وينظر لمصلحته الشخصية فقط وليس مهما المصلحة العليا، على رأس المخاطر هو أن الدولة فحسب بل والعالم بأكمله يحارب الإرهاب الغادر التي تدعمه بعض الدول الداعمة للإرهاب في مقدمتها قطر، الأمر الذي سوف يجعل «خفافيش الظلام» يستغلون الأكمنة الأمنية لتأمين المباريات والجماهير في اقتحامها وإحداث بلبلة خارج أسوار المستطيل الاخضر في ظل حالة الارتباك والقلق التي يشهدها الشارع.
أهم المخاطر التي يجب أن يضعها البعض في الاعتبار هو أن الدولة حاليا تمر بمحلة انعدام وزن من الناحية الاقتصادية، ويتحمل المواطن مشقة ارتفاع الأسعار من أجل عبور هذه المرحلة حتى يستقيم ميزان الموازنة العامة للدولة، لذلك يجب أن يعلم الجميع أن تكاليف تأمين المباراة الواحدة فقط في حضور الجماهير يتجاوز الـ 100 ألف جنيه وفقا لمعلومات مؤكدة من وزارة الداخلية!!، الأمر الذي يكبد خزينة الدولة ملايين الجنيهات شهريا.
كما أن المخاطر تشمل أيضا تكرار مأساة حوادث مجزرة بورسعيد والدفاع الجوى لاقدر الله في ظل حالات الاحتقان التي يشهدها الوسط الرياضي حاليا والمشاحنات بين الجماهير وبعض رؤساء الأندية، فضلا عن استغلال بعض أجنحة تنظيم جماعة الإخوان الإرهابي شباب الألتراس عن طريق الطابور الخامس وذيولهم.
لذلك يجب مناشدة أولي الأمر وأصحاب القرار قبل التفكير في عودة الجماهير للمدرجات دراسة الموقف و«أعقلوها» الأول، مصر من وراء القصد.