هكذا تمكن الإخوان من السيطرة على قطر بعد هروبهم من مصر
الإثنين، 10 يوليو 2017 12:04 م
نجحت أذرع جماعة الإخوان الإرهابية من التوغل في الدولة القطرية وإحكام السيطرة على مفاصلها، رغم إدعاء الدوحة بإتباعها للمنهج السلفي الوهابي، وهو ما يتعارض مع معتقدات جماعة الإخوان.
في خمسينات القرن الماضي، عمد الإخوان إلى السيطرة على منظومة التعليم في تلك الدول، بهدف السيطرة على عقول الأجيال الناشئة، واستغلالهم في المستقبل في تنفيذ مخططاتها المشبوهة، حيث نجحت في تنفيذ خطتها انطلاقا من إمارة قطر، التي وجدت فيها الأرض الخصبة لنشر فكرها المتطرف.
انتشرت طلائع الجماعة الإرهابية في قطر مع نهاية الخمسينات من القرن الماضي، عقب قرار الرئيس جمال عبدالناصر، بالإفراج عن عناصرها، بعدما اشترط على الشيخ أحمد حسن الباقوري، وزير الأوقاف آنذاك، ألا يتدخل الإخوان في شؤون مصر السياسية.
سمح عبد الناصر لعناصر الإخوان بالسفر إلى بعض الدول العربية، التي كانت لا تزال تحت الانتداب البريطاني، واختار الشيخ عبد البديع صقر، أحد أعلام الجماعة حينها، دولة قطر، حيث بدأ في تنفيذ مخطط التغلغل في منظومة التعليم حتى أصبح وزيرا للمعارف، ثم مستشارًا ثقافيًا للشيخ أحمد بن علي حاكم قطر آنذاك، وأنشأ دار الكتب القطرية.
اختار الإخوان فى إمارات الخليج عز الدين إبراهيم مسؤولًا لهم، ووصل الدوحة بعد أن تم طرده من الإمارات بعد مؤامراته مع الجماعة هناك، ولحق به كمال ناجي وعلى شحاتة من السودان، وعبد الحليم أبوشقة ومحمد مصطفى الأعظمى.
فعقب وصول عبد البديع صقر إلى الدوحة، أحضر بدوره مجموعة من أعضاء الجماعة الذين فروا إلى السودان، وعلى رأسهم الدكتور كمال ناجي، الذي تمكن بعد وصوله الدوحة من الاستحواذ على الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، مدير المعارف، ليتولى إدارة مكتبه ممسكًا بمفاتيح التعليم في قطر، أما العضو البارز الآخر في التنظيم، كان علي شحاتة، الذي أقنع الشيخ سحيم آل ثاني، بأن يكون مدرسًا خاصًا له ومستشارًا ثقافيًا.
أما يوسف القرضاوي في هذه الفترة فقد ساهم هو والجماعة في تأسيس وزارة التربية والتعليم، كذلك معهد الدراسات الدينية، ثم أنشأ مشروع مجلة الأمة القطرية، التي صدر منها 72 عددًا حتى توقفت، وتولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة الإسلامية في جامعة قطر، كما أصبح مديرا لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر.
في ضوء تلك الصورة، يتضح مدى انتشار الإخوان في قطر، وتركيز التنظيم الدولي على استهداف مؤسسات التعليم والمراكز الصيفية والأنشطة الطلابية والكشفية، بعد تولى أعضاء التنظيم مناصب قيادية، وتم استغلال تلك المؤسسات التعليمية في ترسيخ فكر التنظيم، وإعادة صياغة العقول، والسيطرة على البعثات من خلال منح بعثات لأعضاء التنظيم.
الدوحة ضمت لاحقا عددا من كبيرا من رموز الإخوان حول العالم لتصبح المدينة خلية نحل بالنسبة لهم، وأموالها موظفة لتنظيمهم وإعلامها يشكل منصاتهم الأبرز، لتصبح رأس الرمح في مشروعهم نحو السلطة وليضحوا هم بيادقها في اختراق البلدان الأخرى والتأثير على سياساتها.