أكذوبة النجم الأعلى إيرادات
الثلاثاء، 11 يوليو 2017 09:00 ص
مع انطلاق ماراثون عيد الفطر السينمائى، وحدوث منافسة بين نجوم السينما الكبار، من خلال خمسة أفلام، وهى «هروب اضطرارى» و «جواب اعتقال» و «تصبح على خير» و «عنتر ابن ابن ابن شداد» و «الأصليين»، ومع أول أيام العيد، بدأت الحرب تشتعل بين النجوم فى الإيرادات، وفى السوشيال ميديا، حيث خرج علينا كل موقع أو إصدار صحفى، تربطه علاقة بالنجم بطل الفيلم، ليقول عنه إنه هو نجم الشباك الأول، ليس هذا فقط، وإنما لجأ البعض إلى اختراع لقب أو مصطلح جديد، وهو تصدر الإيرادات فى الدول العربية، مع العلم أن عدد دور العرض فى الدول العربية، قليل جدًا بالمقارنة مع مصر، وبعد ذلك برر عدد من النجوم عدم تصدرهم الإيرادات بالتخلى عن الإعلانات التجارية الخالية من الراقصة والأغانى الشعبية.
وأصبحنا كصحفيين فنيين، لا نعرف من هو الأعلى فى الإيرادات، إلا من خلال دور العرض، وهنا أسأل: لماذا لا توجد جهة رسمية، تحدد من الأعلى والأكثر إيرادًا، وأين غرفة صناعةالسينما من هذا العبث فى المشهد السينمائى؟ وهل دور هذه الغرفة هو إعلاء مصلحة المنتجين فقط، أم الاهتمام بالصناعة، وكل ما يتعلق بها؟، وهذا المشهد يذكرنا بما حدث مع دراما رمضان والقنوات الفضائية، حيث وجدنا أن كل قناة تدعى أنها هى الأعلى مشاهدة، ويخرج علينا تقرير أبسوس، ليعطى الأكثر مشاهدة لقنوات بعينها، تعودنا أن تكون هى الأكثر مشاهدة منذ عدة سنوات، وأصبح الحال فى الدراما والسينما، مثل حال الأسعار وارتفاعها وعدم وجود رقابة عليها، إنها الفوضى.. كل تاجر يسعر بضاعته على حسب ما يريد، ويقيمها على مزاجه!
فى هذا الموسم السينمائى، كانت الحرب شرسة بين نجوم لهم جماهيرية كبيرة، مثل محمد رمضان، وتامر حسنى، وأحمد السقا، وهؤلاء النجوم لا يهمهم سوى أن يحتلوا المركز الأول، فكل نجم سخر امكانياته ليثبت أنه الأول.
ولم نر أى فنان منهم، شجع منافسه، أو اعترف بهزيمته، وكنت أتمنى أن أرى هؤلاء النجوم، يتعاملون معًا بروح رياضية، ولكن هذا لم يحدث.
وبالرغم من الأخبار المفبركة عن تصدر فيلم بعينه لإيرادات الموسم، فإن الحقيقة الواضحة فى هذا الموسم، هى تصدر فيلم «هروب اضطرارى» للإيرادات من خلال دور العرض نفسها، حيث تجد الإقبال على هذا الفيلم هو الأكبر.
ومن المؤكد أن السر وراء ذلك، هو وجود عدد كبير من النجوم، شاركوا فى العمل مع أحمد السقا، منهم فتحى عبد الوهاب، وغادة عادل، وأمير كرارة، ومصطفى خاطر، وهو ما شجع الجمهور لمشاهدة الفيلم، حيث مل المشاهد من البطل الأوحد فى كل شىء سواء فى الفن أو السياسة، وأصبح العمل الجماعى، هو الضمان الوحيد للمشاهد، لكى يدفع ماله لمشاهدة العمل، إضافة إلى العديد من العناصر، التى ساعدت على نجاح الفيلم من الإخراج وغيرها.
والملفت هو عدم تحقيق مسلسل الحصان الأسود للسقا، نفس نجاح فيلمه «هروب اضطرارى»، فكل تجارب السقا الدراميه لم تحقق نجاحًا كبيرًا مثل أفلامه، فهل يعيد حساباته فى الدراما ويركز فى السينما؟.. مجرد نصيحة لنجم محبوب.
كما قال لى أحد المنتجين الكبار، إن سر نجاح الفيلم، هو أمير كرارة لتحقيقه نجاحًا كبيرًا فى شخصية سليم الأنصارى، التى بسببها ذهب الجمهور للسينما لمشاهدة سليم الأنصارى مرة أخرى، وعندما فكرت فى هذا الكلام، وجدته منطقيًا لأن مسلسل كلبش حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا عند الفئات الشعبية التى تذهب إلى السينما فى العيد، وهو نفس الجمهور، الذى كان يدخل أفلام محمد رمضان، ولذلك من المؤكد أن غيابه عن موسم رمضان الدرامى، كان هو السبب فى عدم تحقيقه إيرادات كبيرة، مقارنة بما كان يحققه فى الماضى.
وفتحى عبد الوهاب أيضاً، قدم شخصية الضابط بشكل جديد ومختلف فى فيلم «هروب اضطرارى»، بعيدًا عن القسوة والعنف واستخدام السلاح، واهتم بتفاصيل الشخصية، وحبه للأكل، ولهذا كل من شاهد الفيلم، قال إنها المرة الأولى التى نشاهد فيها فتحى بشكل كوميدى ودم خفيف.
هل ستستمر الحرب بين هؤلاء النجوم كثيرًا؟.. هذا ما سنعرفه خلال الأيام القادمة، وهل السوشيال ميديا، أصبحت هى الساحة التى يحارب فيها النجوم بعضهم، وهل ستظل كذلك أم ستكون للجمهور كلمة ويختارون من هو بطلهم؟.
أتمنى أن أشاهد منافسة بروح رياضية بين النجوم فى المرات المقبلة، وأن يتعلموا درسا، وهو أن النجومية زائلة، وأن تكون رقم واحد ليس بأعمالك الفنية فقط، وإنما بأخلاقك وجهدك وتعبك وحبك للناس ولزملائك.