رشا الشهيد تكتب: أسرة تقرأ.. أمة تنهض

مصر وطن بيحب الحياة.. بيحب النور والنهار.. هتلاقى فيها الخير والأمل مهما كان فى أزمات أو أخبار تحزن.. لكن مصر وأولادها المخلصين زى  نهر النيل.. لا بيقف ولا فى شىء يقدر يوقفه..دايما مليان خير وعطاء.

 

اتعلمنا من أجدادنا القدماء المصريين أهمية الكتابة والقراءة وتدوين كل العلوم وتعليمها للأجيال.. وطبعا ده واضح جدا من خلال البرديات و حوائط المعابد و المقابر الملكية والمسلات المنتشرة فى مصر وكل أنحاء العالم.. كان عندهم إصرار ويقين بأهمية توصيل العلم أي علم بكل الوسائل الممكنة وبطريقة مضمونة إنها لاتضيع ولا تندثر..

 

كان يقينهم إن الإنسان اللى بيقرأ.. هو الإنسان اللى يقدر يبني وطنه ويملك العالم.. وعلى مر الأزمنة أخرجت مصر للعالم كبار الأدباء والمفكرين اللى أثروا المكتبة العربية والعالمية بأرقى الأعمال الأدبية والإبداعية.. أكبر العلماء فى كل المجالات اللى أفادوا العالم بعلمهم ونظرياتهم واختراعاتهم. 

 

كل ده كلام جميل.. وكلنا نعرفه.. لكن إيه الجديد؟

 

فى الفترة الأخيرة وبسبب كثرة الصراعات والتحديات اللى مرت على مصر بدأ يقل دور الثقافة والقراءة.. 

 

ولو أني أرى إن بسبب تهميش دور القراءة والاطلاع حدث تغيب الوعى عند الشباب خاصة وبالتالى كان من السهل يتم برمجة عقولهم سلبا.. وتفاقمت المشكلة مع زيادة أسعار الكتب وصعوبة الحصول على كتاب بسعر مناسب للأسرة المصرية وخاصة الشباب اللى هو الهدف الأساسى فى الإهتمام مع اختلاط  الكتابات الدسمة علميا وأدبيا مع الرث منها والسطحى.

 

لكن زى ما قولنا مصر زى النهر مش بتقف ولا فى شىء يمنعها عن التقدم.. بادرتنا مؤسسة عريقة من أعرق مؤسسات مصر الصحفية والثقافية بمبادرة تبث فى روحنا الأمل.. ترجع لنا اليقين بإن فى بكرة.

 

كانت مبادرة «أسرة تقرأ.. أمة تنهض» اللى أطلقتها مؤسسة دار المعارف إيمانا بدورها الوطنى والثقافى وإيمانا بأهمية العلم والقراءة ونشر الثقافة لمحاربة الأفكار المتطرفة و الإرهاب الأسود.. وإيمانا منها إن المواطن المصري من أهم حقوقه إنه يقرأ وتتيسر له سبل المعرفة.. 

اسم المبادرة بالفعل جذب نظر الكثيرين.. لإنه بمثابة رسالة للجميع.. اقرأوا.. ارجعوا لحب الكتاب لإن ده بداية النهوض.. بداية إننا نرجع لمسارنا على طريق التقدم.. ونلحق اللى فاتنا من موكب الحضارة.

 

الملفت للنظر فى المبادرة إنها قائمة على معارض كتاب مستمرة على مدار أيام العام فى كل محافظات مصر، معارض مليئة بالفعاليات الثقافية والأدبية المتنوعة مابين ندوات لكبار الشخصيات فى جميع المجالات وحفلات التوقيع لكبار و شباب الأدباء. 

 

والبداية من أحب المحافظات لقلب كل المصريين.. محافظة الإسكندرية.. كم أنا شغوفة لانطلاق المباردة و متابعة فعالياتها و التعرف على أعرق دور النشر المشاركة فى المعرض والمبادرة بجانب دار المعارف صاحبة الفكرة والرؤية بالطبع.

 

كلمة أخيرة.. مافي بديل لنا إلا إننا نرجع لما اهتم به أجدادنا القدماء.. نستثمر فى عقولنا وثقافتنا.. يرجع للكتاب قيمة فى بيوتنا وحياتنا.. نرجع لتقديس الكاتب والكتاب كما قدسه المصري القديم فكانت مصر فجر الضمير صاحبة النهوض الأول فى تاريخ الأرض.