عماد متعب.. طائر الليل الحزين «تقرير»
الإثنين، 10 يوليو 2017 10:00 ص
ظلام الليل لا بد أن يعقبه فجر جميل.. لكتابة تاريخ جديد قبل مشهد الوداع الأخير .. فطائر الليل الحزين يحلم بشروق فجر يعانق فيه أميرته السمراء لعلها تكون أجمل ختام لمشوار حافل بالإنجازات.
أبتعد فترة طويلة عن الظهور فوق العشب الأخضر بقميص الأهلي، ليلازم دكة بدلاء الفريق منذ انطلاق الموسم الجاري، ويطالبه الخبراء والنقاد بالاعتزال والاكتفاء بالفترة التي قضاها داخل أسوار قلعة الجزيرة وما قدمه للمنتخبات الوطنية بكافة مراحلها العمرية، إلا أن رده كان قاسياً للغاية مع ظهوره مجددًا على أرضية الميدان، ويعود لممارسة هوايته في جلد الحراس وهز الشباك.
فرغم غيابه الطويل عن المشاركة في المباريات، إلا أنه يظهر بشكل مميز خلال الدقائق التي تُمنح له لقيادة خط الهجوم الأحمر، فيبدع ويمتع ويجبر منتقديه على التزام الصمت التام، بفضل إصراره وروحه القتالية وخبرته التي تحسم الأمور لمصلحته.
مهاجم الأهلى البالغ من العمر 34 عام، جار عليه الزمن فى عهد حسام البدري ، بعد أن أن تعمد الأخير عدم إشراكه فى معظم المباريات التى لعبها الفريق بدورى أبطال أفريقيا أو بطولة الدورى العام، باستثناء 90 دقيقة هى حصيلة متعب من المباريات التى شارك فيها لدقائق قليلة. وتساوى بأى لاعب ليس له قيمة فى الأهلى
حسام-البدري-ومتعب
وقت أن كان البرتغالي مانويل جوزيه مدرباً للأهلي ظل متعب « فتاه المدلل » ، رغم وجود أكثر من مهاجم مميز فى مركز رأس الحربة إلا أن جوزيه كان يراه دائماً أفضل من يشغل هذا المكان بفضل ذكائه فى التحركات داخل الصندوق، وقدرته على التهديف بشكل يفوق أى لاعب آخر ليكون اللاعب الأهم فى قوام الأهلى طوال مدة تدريب جوزيه الذى وصفه بالمهاجم الأهم الذى عرفه الأهلى فى السنوات الـ10 الأخيرة.
وصفه بأهم مهاجم للمدرب الذى يرغب فى النجاح، حسن شحاته عن عماد متعب مهاجم الأهلى الذى برر أسباب الاعتماد عليه بشكل أساسى فى مباريات المنتخب، وعدم منح نفس الفرصة لمهاجمين آخرين ربما يكون لديهم قدرات تفوق متعب.
المعلم يراه طوال الوقت المهاجم الذى يتميز بحاسة التهديف، لذلك يعرف متى يحرز الهدف فى آوقات مهمة من المباريات الحاسمة، وربما تراه يحرز هدف من فرصة معدومة هكذا يكون رأس الحربة ومتعب أفضل من يلعب فى هذا المركز.
لحظات تاريخية سطر خلالها جلاد الحراس تاريخاً من ذهب، لا تزال عالقة بأذهان أنصار القلعة الحمراء والكرة المصرية بشكل عام، كان خلالها متعب هو فارس الثواني الأخيرة وبطل اللحظات الحرجة، ذبح خلالها عدة منافسين بسكين بارد، منها على سبيل المثال وليس الحصر هدفه في شباك المنتخب الجزائري بقميص أحفاد الفراعنة بتصفيات مونديال 2010 وهدفه الحاسم مع الأهلي بنهائي الكونفيدرالية 2014 أمام سيوي سبورت الإيفواري، وزيارته لمرمى وفاق سطيف الجزائري بنهائي السوبر الأفريقي 2015 مع صافرة نهاية المواجهة، وغيرها من الأهداف القاتلة التي حسمت مباريات عديدة لأصحاب الرداء الأحمر مع صافرة نهاية المواجهات الكبرى.
ليبقى عماد متعب هو معشوق الجماهير الأهلاوية وأسطورة تتحدث عن نفسها تتحاكى عنها أجيال وأجيال من عشاق الكرة المصرية بشكل عام والأهلاوية بشكل خاص.
عماد-متعب