«الهجمات الارتدادية».. محاولات داعش للعودة إلى مناطق هزائمه
الأحد، 09 يوليو 2017 01:08 م
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن العمليات الإرهابية المدعومة من تيارات متطرفة تلتحف بعباءة الدين، تستوجب تنفيذ إستراتيجية مواجهة تجمع بين الهجوم السريع العاجل الهادف لمحاصرة وتفكيك خطر الإرهاب والتطرف، وبين جانب دفاعي ممتد دائم يستبق العمليات الإرهابية للوقاية من مخاطرها.
وقال المرصد في بيان له، اليوم الأحد، إن استقراء التجارب الدولية والإقليمية في مواجهة الإرهاب تنقسم إلى: استراتيجيات سريعة وعاجلة تستهدف العناصر المتطرفة، في طور تنفيذ العمل الإرهابي، واستراتيجيات طويلة المدى تستهدف تجفيف منابع التطرف ومحاصرته ومنعه من الانتشار من خلال برامج تربوية وتنموية وإجراءات قانونية واجتماعية.
تناول التقرير عدة آليات في إطار مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف وهي: استشعار الإرهاب، وتوفير الشريك المجتمعي، والحواضن المجتمعية، والمحتوى البديل على الإنترنت.
ولفت المرصد إلى أهمية توفير حواضن اجتماعية مضادة للإرهاب والتطرف في مواجهة تلك الحواضن الداعمة له؛ لأن عملية فك الارتباط بين الفرد المحتمل تطرفه والفكر المتطرف تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أنه لا بد أن تتبع بخطوة خلق حاضنة بديلة لهذا الفرد حتى لا يصاب بالانتكاسة ويعود من حيث بدأ.
تتوافق تحذيرات المرصد التابع لدار الإفتاء، مع إستراتيجية يعيشها التنظيم الإرهابي في الوقت الحالي، في ظل هزائم متكررة في بؤر تمركزه بسوريا والعراق، وهي «الهجمات الارتدادية»، وتهدف لإعادة ضرب مراكز القوى في المناطق التي تمت هزيمته فيها.
مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأمريكية «ويست بوينت»، قال إن التنظيم الإرهابي عاود توجيه ضربات في 16 مدينة سورية وعراقية تم طرده منها، في محاولة لإثبات أنه قادر على العودة في أي وقت، وأنه عاد لتكتيك الضربات المتكررة وتهديد الأمن بشكل دائم.
التقرير الذي نشرته مواقع أجنبية، قال إن التنظيم نفذ 1468 هجومًا في 16 مدينة؛ 11 منها في العراق و5 في سوريا، منذ إخراج أعضاء داعش من بعض المدن حتى أبريل الماضي، ما بين توجيه ضربات لكمائن بأسلحة صغيرة وهجمات انتحارية.
الجزء الشرقي من مدينة الموصل شمال العراق، والذي بدأ تحرير في 17 أكتوبر من العام الماضي، بحسب التقرير، سجل أعلى عدد من الهجمات الداعشية، بلغت 130 هجمة منذ أن أخرجت القوات العراقية مقاتلي التنظيم منها، واحتلت مدينة «بيجي» في العراق المركز الثاني من حيث عدد الهجمات الشهرية التي بلغت 21هجمة.
واستخدم مقاتلو داعش مجموعة متنوعة من التكتيكات ضد المدن التي كانوا يسيطرون عليها من قبل.
وقال التقرير إن الهجمات التي تحدث عن بعد وتستخدم أسلحة مثل الصواريخ وبنادق القناصة مثلت 56% من حالات شن الهجمات بينما استخدمت التفجيرات الانتحارية في حوالي 5% فقط من العمليات، وفي مدينة الرمادي استخدم داعش عددًا كبيرًا من المتفجرات «المرتجلة» أي «اللاصقة»، لأن المهاجمين عادة ما يعلقونها على سيارة أو شاحنة باستخدام مادة لاصقة.
واستخدم التنظيم العمليات الانتحارية رغم أنها الأقل شيوعاً على الإطلاق، لنشر الرعب في المدن المحررة، لكن الصعوبة النسبية لإعداد وتنفيذ مثل هذه الهجمات، بما في ذلك العثور على الدروع المؤقتة وإعادة تجهيز المركبات معها وبناء القنابل تجعل منها سلاحاً يختار بعناية.