القوة الناعمة المصرية.. أذرع يشتد قوامها
الجمعة، 07 يوليو 2017 09:41 م
منذ ظهور مصطلح القوة الناعمة عام 1990، أصبحت تمارسها الشعوب على نطاق أوسع من نظيرتها الصلبة، حيث تحولت من حروب ومعارك إلى غزوات فكرية وثقافية، حيث هناك أمثلة حية لدول كثيرة، فاليابان والهند بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية التي تصدر ثقافاتها في مختلف المجالات من خلال مدينتها الإعلامية الشهيرة هوليود التي تتصدر المشهد الدولي وتجذب أنظار العالم.
القوة الناعمة هي مصطلح صاغه «جوزيف ناي» من جامعة هارفارد الأمريكية حيث أراد بذلك أن يصف القدرة على الجذب والإقناع دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع.
نعم لقد نجحت هذه القوة المستحدثة في عديد من الدول في التأثير، ونشر أفكارها عن طريق الأذرع المختلفة المتمثلة في أن يكون للدولة معنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق والذى يجذب الآخرين إلى احترام هذا النمط والإعجاب بالدولة وثقافاتها المختلفة.
تسعى مصر نحو استعادة قوتها الناعمة والتى تعد أمرا لا غنى عنه لسياستها الخارجية لكي تحقق أهدافها بكفاءة وفاعلية من خلال الإقناع وجاذبية التأثير، حيث اعتمدت القمة الإفريقية قرارا بالإجماع لدعم السفيرة مشيرة خطاب في سباق اليونسكو، وقد جاء القرار مؤكدا على ضرورة الدعم والتحرك الإفريقي لاستقطاب تأييد دول العالم لها.
ويظهر دور مصر في استقطاب دول العالم في مجلس الأمن باعتبار مصر ترأس عدة لجان وهي عضو لسنتين فيما يتعلق بالإرهاب والسلام العالمي ودعوة مصر لحضور G20 العام الماضي في الصين.
ومن الواضح أن الدول العظمى تلجأ إلى استخدامها، وعلى رأسها الولايات المتحدة، كأحد أهم الأسلحة غير الحربية التي تحتويها، فليس الجيش الأمريكي فقط هو مصدر القوة، بل هناك مجموعة من الدعائم لذلك حيث تجتذب الولايات المتحدة العديد من المهاجرين والطلبة للدراسة في جامعاتها المختلفة، ومن ثم يرجعون إلى بلدانهم محملين بالثقافة الأمريكية، وربما يكونوا في مناصب صنع القرار لدى بلدانهم.
كما تحتل أمريكا أكبر نسبة من الحاصلين على جوائز نوبل في الاقتصاد والفيزياء والكيمياء وتعتبر هي أكبر مصدر للبرامج التلفزيونية الفعالة والأفلام على أكبر مدينة إنتاج إعلامي هوليوود، السؤال الذي يطرح نفسه، «هل كانت القوة الناعمة المصرية ذو تأثير مطلوب على العالم الخارجى فى الترويج للثقافة المصرية وسياساتها؟ وهل استطاعت الأدوات المختلفة التي تمثل هذه القوة في نجاح أساليبها؟
نعم.. تعد السينما والدراما هي أحد أهم الأزرع الإعلامية للقوة الناعمة، فقد نجحت الدراما المصرية في الفترة الأخيرة أن تؤدي دورها بعد نجاح بعض المسلسلات الرمضانية مثل مسلسل «الزئبق» من بطولة الفنان كريم عبد العزيز، وهو من ملفات المخابرات العامة المصرية «قصة حقيقية»، حيث نجح هذا النوع من الدراما الممتعة فىي إثراء نفوس المواطنين والعالم الخارجي والترويج لقوة وتأثير جهاز المخابرات العامة المصرية، ليس هذا العمل جديدا على دور الدراما المصرية الفعال، فمنذ عقود قدمت أعمال رائعة مثل رأفت الهجان وجمعة الشوان وغيرها من الأعمال الرائعة .
في هذا النسق أيضا، دعت زيارة البابا فرانسيس في إبريل الماضى للسلام من أرض السلام مصر الأمر الذي شكل صورة طيبة لدول العالم عن مدى احترام الثقافة المصرية للسلام العالمي والحريات.
الجدير بالذكر أن مصر تسعي لجذب التعليم والثقافة وأن الدول الإفريقية بدأت تتزايد لمصر فيما يخص المنح التعليمية التي تقدمها جامعة القاهرة للأفارقة، وبذلك مستقبل القوة الناعمة المصرية نحو التقدم المتنامي السريع.