بعد سقوط داعش.. العالم ينتظر موجات «ارتدادية» أكثر عنفًا
الجمعة، 07 يوليو 2017 01:52 م
يعاني تنظيم داعش الإرهابي في بؤر تواجده في سوريا والعراق، من ويلات هزائم متكررة على يد القوات الحكومية بالبلدين وقوات سوريا الديمقراطية، فالقوات العراقية أعلنت سقوط دولة داعش في الموصل 29 يونيو، تزامن مع انسحابه بالكامل من مدينة حلب في نهاية نفس الشهر، ما يعني أن التنظيم بات مهددًا بشكل كبير.
تزامن أيضًا مع تراجع سيطرته في مدينة الرقة التي تمثل معقله الرئيسي، والتي دخلتها ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة أمريكًا بعد عمليات عسكرية استمرت لأشهر، من جهة الجنوب بعد عبورها نهر الفرات واقتحامها المدينة من الغرب والشرق قبل ذلك، بشكل ساهم، إلى حد كبير، في تضييق الخناق على التنظيم من ثلاث جهات.
بالتتبع لحياة التنظيم فإن الهزائم التي يتلقاها أحيانا تنذر بموجات ارتدادية لذئابه ومقاتليه، ولا يعني سقوطه بشكل كامل، فمن المؤكد أن سيتجه إلى تبني آليات جديدة يحاول من خلالها الاستمرار رغم الضغوط القوية التي تفرضها العمليات العسكرية المتوالية التي يشنها ضده التحالف الدولي وبعض الأطراف المعنية بالحرب ضد الإرهاب في كل من العراق وسوريا.
تحدثت دراسة لمركز المستقبل للدراسات المتقدمة، عن تلك التغيرات التي يشهدها التنظيم، قالت إن هناك عدة متغيرات رئيسية يعول التنظيم عليها لمواجهة الانهيار التنظيمي المتوقع في معقله الرئيسي، والاستمرار في نشاطه، وهما الخريطة «التنظيمية» و«الفكرية».
بحسب الدراسة، فإن يمكن القول إن داعش يمتلك آليةً تنظيمية متشعبة تواجه جهود محاصرتها بشكل كامل صعوبات عديدة لا يمكن تجاهلها، نظرًا لامتدادها الجغرافي عبر مناطق متعددة من العالم، لاسيما بعد أن تمكن من تأسيس عدد من الفروع خارج العراق وسوريا، أطلق عليها «ولايات خارجية»، وبلغ عددها 17 حسب بعض التقديرات، وقد أعلن عنها عبر ما يسمى بـ«مؤسسة الفرقان»، أحد منابره الإعلامية.
وتكمن أهمية فروع التنظيم، رغم عدم ثقلها التنظيمي، في أنها بؤر جاذبة للأعضاء والقيادات الفارين من العراق وسوريا، وهو ما يدعم من قدرتها على تأسيس هيكل تنظيمي جديد بديل عن الهيكل الذي يتعرض للانهيار حاليًا في كل من سوريا والعراق، وأبرز تلك المناطق في مدينة ماراوي بالفلبين وتمثله مجموعة «ماوتي» في الفلبين.
تضيف الدراسة، إلى جانب ذلك، فإن التنظيم يمكن أن يعتمد على ما يسمى الذئاب المنفردة، في مواصلة العمل على نشر توجهاته وتطبيق أفكاره، وهم المتطرفون الذين يرتبطون بالتنظيم من الناحية الفكرية وليس التنظيمية، ويقتنعون بأفكاره ويقومون بتنفيذ عمليات إرهابية غالبًا دون تعليمات مباشرة من قيادة التنظيم، بدافع المناصرة والتأييد.
سعى داعش خلال الفترة الماضية التي أعقبت سيطرته على مناطق واسعة في شمال العراق منذ منتصف عام 2014، إلى تكوين منظومة فكرية مكنته من استقطاب عدد كبير من المتعاطفين معه سواء من منطقة الشرق الأوسط أو ومن دون شك، فإن ذلك يزيد من احتمالات انتقال تلك التوجهات والأفكار مع العناصر التي تسعى في الفترة الحالية إلى الانتشار في مناطق أخرى لا يتعرض فيها التنظيم لضغوط قوية، من أجل مواصلة سعيها إلى نشر أفكاره من جديد.
ووفقًا لتلك الرؤية، فإن معظم المجموعات الإرهابية التي بايعت داعش منشقة في الأساس عن تنظيم القاعدة، على غرار ما حدث في بعض دول غرب إفريقيا والصومال والفلبين.
وانتهت الدراسة إلى القول إن سقوط هيكل تنظيم داعش في معاقله الرئيسية في كل من العراق وسوريا، ربما يمثل بداية مرحلة جديدة لمواجهة أكثر صعوبة، وهى مواجهة المنظومة الفكرية التي ربما تكون أكثر خطورة من الآلية التنظيمية، بشكل يفرض على القوى المعنية بالحرب ضد الإرهاب رفع مستوى التنسيق فيما بينها لمواجهة تداعيات مع بعد انتهاء معركتي الموصل والرقة.