دماء العرب على كف «دولة الحمدين».. الأيادي القذرة تدمر سوريا وليبيا واليمن والعراق
الخميس، 06 يوليو 2017 07:34 م
لم يتوقف تمويل دولة قطر للجماعات الإرهابية المسلحة في المناطق الملتهبة بالعالم العربي، فمن سوريا بدأت مشوارها الداعي إلى الفوضى فانتقلت بعدها إلى ليبيا ومن ثم العراق واليمن، فلا يخفى على أحد دعمها للميليشيات المتشددة بالمال والسلاح منذ اندلاع ثورات ما تعرف بالربيع العربي والتي انتقلت من تونس لتصل إلى مصر ثم ليبيا وسوريا واليمن، وتعدى حجم التمويل الذي وصل من الدوحة إلى هذه الجماعات الإرهابية مليارات الدولارات.
وبدأ دعم الدوحة لهذه الجماعات والميليشيات التي عرفت في بدايات الاضطرابات والتوترات الأمنية التي أعقبت عام 2011 بالثوار وأعضاء المجالس العسكرية المنشقة عن الجيوش العربية، ليس بالأسلحة والعتاد فحسب، بل تعداها إلى إرسال جنود كانوا يرافقون زعيم الجماعات الإرهابية المقاتلة.
سوريا
أعطت قطر في بداية الأزمة السورية كل أموالها ونفوذها لمحاولة فرض السيطرة على الميلشيات المسلحة داخل سوريا، وعلى الرغم من عدم قدرة الدوحة في التأثير الفعلي على مجريات الأمور داخل الوضع السوري وتراجع دورها بشكل واضح عن بداية الأزمة، إلا أن استمرت في دعم هذه الميلشيات حتى وقتنا الحاضر ظنًا منها أن تكتسب منها مصلحة في وقت مقبل، ففي حديث سابق، قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن بلاده ستواصل تسليح المليشيات السورية، حتى إذا أنهى الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب الدعم الأمريكي لهم، الأمر الذي يؤكد الموقف القطري المشبوه في دعم الجماعات الإرهابية في سوريا والذي أصطحب بدور تخريبي لقناة الجزيرة الآلة الإعلامية لدولة قطر عن طريق اللعب بالصور المزيفة لتساند بها النصرة وداعش وفتح الشام والتي اعتبرتهم في فترات ما بأنهم جماعات سياسية مهمشة لديها كل الحق في المشاركة بالحكومة.
النصرة
روبرت فيسك الكاتب البريطاني المشهور وجه اتهامات صريحة لقطر بإنها تدعم جبهة النصرة الذي تصنفه الامم المتحدة بانه جماعة إرهابية، وعلى الرغم من أن قطر لا تنفي علاقتها الوطيدة بالجماعة الإرهابية الأقوى والأشهر في سوريا إلا أنها لم تبدى صراحة موقفها من الدعم المالي والعسكري لها على الرغم من أن كل قنواتها الإعلامية كالجزيرة والعربي 21 تقدم لها الدعم الإعلامي الكامل.
وقال روبرت فيسك في سابقة له «ليس هناك شك بأن هناك علاقة بين قطر وجبهة النصرة» مستشهدًا بلقاء قناة الجزيرة مع زعيم التنظيم الجهادي أبو محمد الجولاني، وهو الأمر الذي أثبت الترويج الكامل لهذا التنظيم ليكون بديل عن الحكومة السورية رغم أنه إرهابي، وبالإضافة إلى محاولات قطر الدائمة بإعلان الجبهة فك انفصالها عن القاعدة لتجميل صورتها وهو ما أكده وزير الخارجية القطري السابق خالد بن محمد العطية صراحة في حديث لقناة «التلفزيون العربي» في 2015 بأن بلاده تتمنى من "جبهة النصرة" الابتعاد عن تنظيم "القاعدة"، في إشارة لضرورة انفصالها عن التنظيم الأم.
والنصرة يقودها أبو محمد الجولاني، وتعدادها بين 5000 -7000 مقاتل، وأعلنت انفصالها عن القاعدة العام الماضي، وغيرت مسماها لتكون جبهة فتح الشام، وهي تنشط في عدد من المحافظات السورية وتسيطر على مناطق من شمال سوريا.
ونقلت تقارير إعلامية سورية عن مصادر من داخل “الجبهة” ومصادر مقربة منها إن قطر التي تتمتع بعلاقات طيبة مع الجماعة تعمل على تشجيعها على الانفصال عن "القاعدة" مقابل تزويد التمويل، ولفتت إلى أن أجهزة مخابرات من دول خليجية من بينها قطر اجتمعوا مع “أبو محمد الجولاني” زعيم “جبهة النصرة” عدة مرات في الأشهر القليلة الماضية لتشجيعه على التخلي عن تنظيم القاعدة ومناقشة الدعم الذي يمكن لهذه الأجهزة تقديمه، ووعد المسئولون بالتمويل بمجرد تحقق الانفصال.
وزارة الخارجية السورية من جانبها قالت إن الفترة الأخيرة شهدت تزايد في توريد الأسلحة لـ«جبهة النصرة»، متهمة تركيا بلعب دور أساسي في ذلك، فيما فيما رأت جريدة «التليجراف» البريطانية أن جبهة النصرة تحصل على تمويل من التنظيم الإسلامي الجهادي الدولية.
وتتناقض هذه المعلومات مع البيان التأسيسي للجبهة الذي جاء فيه هجوم على الفصائل السورية التي تحصل على تمويل من الخارج.
القاعدة
ولم تبتعد قطر عن دعم تنظيم القاعدة الإرهابي فكشفت مجلة فون بوليسي في وقت سابق أن وزارة الخزانة الأمريكية رصدت التمويل القطري في سبتمبر 2014 لتنظيم القاعدة بمبلغ مليوني دولار، وبحسب ما أوردته المجلة في تقريرها فإن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى كشفوا تساهل قطر مع مسلحي تنظيم القاعدة، وأكدوا أن بعض مواطني قطر يمولون تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة ووصفت المجلة موقف قطر بالمتناقض فهي تدعم تنظيم القاعدة وتستضيف قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها.
وتورط الأكاديمي القطري الشهير عبد الرحمن النعيمي، في دعم تنظيم القاعدة باسم التمويل الخيري، كما أنه الممول الرئيسي بحسب الصحيفة لكافة التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وفي عام 2014 انتقدت صحيفة الأمريكية الدوحة معتبرة الدولة الصغيرة الراعي الأول للإرهاب في المنطقة.
كما رصدت الصحف العالمية المساندة الكاملة من قناة الجزيرة القطرية لأنشطة قادة تنظيم القاعدة من خلال الشيح حجاج العاجمي وشقيقه شافعي العاجمي الذين وصفتهم بوسطاء التسليح للجماعات الإرهابية.
احرار الشام وفتح الشام
هي جبهات متحالفة في سوريا ظهرت على الساحة بعد انفصال النصرة عن القاعدة، وتعد في الوقت الراهن الذراع الأيمن لسياسات قطر في سوريا، حيث تنوعت التقارير الغربية التي تحدثت عن تمويل الدوحة لهاتين الجبهتين، فهما كانوا ضمن المتوسطين الأساسين لدى القاعدة لتحرير الجنود اللبنانيين الذي كانت تسيطر عليهم ما دفع مراقبون للذهاب إلى تمويل قطري لهم مقابل هذه العلاقات.
الجيش الحر
من أهم الفصائل المسلحة التي تم تاسيسها في سوريا منذ بدء الحراك السوري في عام 2011 ، وتشكل من قبل كبار الضباط في القوات المسلحة السورية الذين قالوا إن هدفهم هو إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، لكن أضعف هذا التنظيم كثيرًا على خلفية سوء الانضباط والاقتتال بداخله، بينما أصبحت الجماعات الجهادية هي المسيطرة عليه داخل المعارضة المسلحة.
ويعترف الجيش الحر بأنه يتلقي تمويلاته ودعمه من قطر وتركيا، كما أنه يمثل الجناح العسكري للائتلاف السوري المعارض والذي يقيم في تركيا ويعقد اجتماعته بين الدوحة وانقرة، ويعد هذا الحيش اللبنة الأولي لفتح ذراع المعارضة السورية لقبول التبرعات،حيث أن هناك ثلاثة مصادر أساسية حصل من خلالها علي كميات الأسلحة والمعدات الحربية، الأول هروب عدد من قيادات الجيش السوري وانضمامه إلي الجماعات المتطرفة ومعهم عدد لا بأس به من الأسلحة، أما الثاني فكان يغتنمه التنظيم عن طريق غارات الجيش السوري، أما المصدر الثالث والاخير هو الدعم الدولي التي أرسلته الدوحة وانقرة ويتم تمريره عبر الدود التركية واللبنانية.
ليبيا
بدأ الدعم القطري للجماعات المتطرفة في ليبيا في 2011 عبر زعين الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج، غربي البلاد، ومن هنا بدأت الدوحة في الانتقال من دعم جماعة إلى اخرى حتى أصبحت لها ارتباطات وعلاقات بكافة التنظيمات التي تقاتل الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
كتيبة راف الله السحاتي (بنغازي)
ودعمت الدوحة هذه الكتيبة بالمال والسلاح وهي كتيبة يتزعمها إسماعيل الصلابي شقيق قرضاوي ليبيا الإخواني على الصلابي ، ويتبني هذا التنظيم فكرًا متطرفًا وتحالفت مع جماعة أنصار الشريعة التابعة للتنظيم القاعدة، حيث نفذوا اغتيالات وعمليات انتحارية.
مجلس شوري ثوار بنغازي
قامت قطر بتمويل هذا المجلس الذي يصنفه الكثير من الدول على أنه إرهابي ،عبر عضو الجماعة الليبية المقاتلة خالد الشريف وذلك باأكبر الأسحلة والعتا عبر الخرطوم إلى طرابلس إلى مصراته،
وبدأ الدعم القطري لهذا المجلس منذ تشكيله في عام 2014، وتشير التقديرات إلى أن قطر قدمت نحو 750 مليون يورو للجماعات الإرهابية التي تضم مجلس شورى ثوار بنغازي بالإضافة إلى جماعات أخرى للجماعة الليبية المقاتلة وأنصار الشريعة المحظورة ومجلس شورى مجاهدي درنة وسرايا الدفاع عن بنغازي، التي هاجمت قاعدة للجيش الوطني الليبي، مما أدى إلى تصفية العشرات من الجنود.
مجلس شورى مجاهدى درنة
ودعمت قطر ايضًا بكل ثقلها تنظيم مجلس شورى مجاهدي درنة، الذي يتشكل من تحالف يضم الجماعة الليبية المقاتلة وتنظيم القاعدة، ونفذ هذا المجلس اغتيالات استهدفت عسكريين رجال شرطة.
تشكل مجلس شورى مجاهدى درنة -فرع تنظيم القاعدة فى ليبيا- عقب سقوط نظام القذافى مباشرة وضم متطرفين ليبيين وأجانب جاءوا ليبيا إبان الحرب الأهلية لإسقاط نظام القذافى، واستطاعوا بسط نفوذهم الكاملة على المدينة بعد سقوط النظام.
المجلس العسكري بمصراته وفجر ليبيا
وهو أكبر مكون في ميلشيات فجر ليبيا المسئولة عن الفوضي في طرابلس، وارتكب الكثير من المجازر في غرغور والقرو بولي، وجاء دعم قطر لهذا المجلس عبر تمويل فجر ليبيا بالأشكال المباشرة والغير مباشرة.
وكانت قطر تدعم فجر ليبيا على مرآي ومسمع من الجميع حيث كان يتم الدعم عن طريق السفارة القطرية في الاراضي الليبية والتي ظلت تحت سيطرة فجر ليبيا التى تسيطر على طرابلس، وبحسب تقارير ومعلومات سابقة كانت الدوحة تشرف على عملية سرقة الأسلحة من مخازن القذافي لنقلها إلى دول أخري فبحسب الصحفى الأمريكى، سيمور هيرش في مقال له سابق نقلت قطر خلال عام 2012 أسلحة من مخازن القذافى إلى العراق وسوريا فيما عرف بخط الجرزان.
كتيبة ابو عبيدة
واستغلت الدوحة علاقتها الوطيدة بعبد الحكيم بلحاج لتوسيع نفوذها في ليبيا عبر انشاء ترابطات وتفاهمات مع جماعات مقاتلة أخرى، ولذلك امتد الدعم لكتيبة ما تعرف باأبو عبيدة الزاوي التي يعتبر زعيمها من أكبر حلفاء بلحاج.
اليمن
العراق
الحشد الشعبي