ما قيمة سلع رخيصة بلا وطن؟
الأربعاء، 05 يوليو 2017 10:20 ص
مصر دولة صاحبة حضارة عريقة، ضاربة في الجذور، وتراث إنساني كبير، ممتد منذ آلاف السنين، لذلك انتفض هذا الشعب العظيم ضد حكم الجماعة الإرهابية ليطيح بهم إلى مزبلة التاريخ.
كان لوجود الإخوان في الحكم ثمناً يجب أن يدفع، فالاحتياطي الاقتصادي استنفذ في ظل الفوضى التي شهدتها البلاد، ولأن عصابة كانت تحكم مصر وليس نظام سياسي وطني، فقد ضربت العشوائية كل شيء ،فقد جرى تعيين الآلاف من اتباع الإرهابية في وظائف حكومية، بإكراه المسئولين في الجهاز الإداري على ذلك، وجرى الضغط على قطاعات أخرى في الدولة، ليصدروا أوامرهم بزيادة مرتبات البعض، ما أدى إلى ترهل الجهاز الإداري للدولة، وارتفاع التضخم وعجز الموازنة.
المعركة التي خاضتها القوات المسلحة والشرطة لتطهير مصر من عصابة الإخوان، كان يجب أن يكون لها ثمن، تمثل في ارتفاع بعض أسعار السلع الغذائية في محاولة من الدولة لاستعادة التوازن الاقتصادي عبر بعض الإجراءات والإصلاحات الاقتصادية.
تحريك الأسعار ثمن بسيط جدا مقابل ما حدث في سوريا والعراق وليبيا، من سيطرة الجماعات التكفيرية الإرهابية على مساحات شاسعة من هذه الدول، والتحكم في مصائر البلاد والعباد، فضلاً عن تدمير البنية التحتية، ونشر الرعب والفزع، وانتشار الأوبئة والأمراض وهروب مئات الآلاف من مواطني هذه الدول من جحيم وجرائم عصابات داعش وأخواتها.
الثمن الذي دفعناه قليل جدا، في مقابل ما تنعم به مصر من أمن وأمان، فعبر شاشات التلفاز انتشرت مشاهد مروعة لأهالينا في هذه الدول وهم يجرون أجسادهم المنهكة جراً، في رحلة إلى المجهول، بعد أن تركوا بيوتهم وأرضهم وذكرياتهم نهباً لإجرام داعش.
المزايدون من جماعة الإخوان لا يهمهم تدمير الأوطان بقدر استيلائهم عليها وتخريبها، في مخطط خبيث يهدف إلى تمكين قوى صهيونية من السيطرة عليه، فهم مخدوعون، لا يدرون أنه جرى استخدامهم منذ أمد بعيد، ومنذ عهد مرشدهم الأول حسن البنا، في ظل مخطط السيطرة على المنطقة، وإعادة تقسيمها لتحيق حلم الكيان الصهيوني في إقامة دولة لهم من النيل إلى الفرات.
تحريك الأسعار تمن بخس يجب أن ندفعه جميعا لنهضة مصر من عثرتها، وحتى تملك مصر قرارها السياسي، فقد كان بالفعل هو الدواء المر الذي علينا تجرعه، لكن في النهاية سيتعافى جسد الوطن من الأمراض التي ظلت تنهش فيه طوال السنوات الماضية، فما قيمة السلع الرخيصة بلا وطن؟