لماذا يشارك الرئيس السيسى فى قمة «فيشجراد»؟
الثلاثاء، 04 يوليو 2017 12:22 م
قمة تجمع دول "فيشجراد" قمة تحولت هذا العام إلى قمة سياسية فوق العادة بعد حضور الرئيس السيسى لفعاليتها التى أنطلق اليوم بدعوة رسمية من رئيس دولة المجر فيكتور أوربان، وبذلك يكون السيسى هو أول زعيم عربى وشرق أوسطى تتم دعوته إلى أعمال القمة.
وكما أعلنت رئاسة الجمهورية فى ختام الاجتماعات الخاصة بالقمة التى انطلقت اليوم يعقد قادة الدول الأربع والرئيس السيسى، مؤتمراً صحفياً لعرض نتائج اجتماعات قمة التجمع.
من هو تجمع فيشجراد ؟
"فيشجراد" والتى انطلقت من العاصمة المجرية بودابست هى اختصار لــ Visegrád Group أو Visegrad four وتعرف بمجموعة V4 وتتكون من دول سلوفانيا وبولندا والمجر والتشيك، وتعد التكتل السياسى والاجتماعى والثقافى لدول أوروبا الوسطى، خاصة أن تلك الدول تحظى بثقافات شبه متقاربة.
وأطلق اسم التجمع على اسم مدينة "فيشجراد" الواقعة فى شمال العاصمة المجرية بوادبست، على الضفة اليمنى من نهر الدانوب، تلك التى اجتمع فيها زعماء التحالف للمرة الأولى فى 15 فبراير 1991م.
كما يطلق فى بعض الدوريات اسم مثلث فيشجراد على هذا التحالف، نظرًا لأنه كان يتكون فى البداية من ثلاثة دول فقط هى تشيكوسلوفاكيا والمجر وبولندا قبل أن تنفصل الجمهوريات التشيكوسلوفاكية وتنبثق عنها دولتا التشيك وسلوفاكيا وبالتالى تنضمان إلى التحالف ويصبح تحالفا رباعيا.
وبعد نحو 13 عامًا من تأسيس الحلف انضم كل أعضائه إلى الاتحاد الأوروبى وتحديدا فى يوم الأول من إبريل بالعام 2004م، ليصبح واحدا من أقوى التحالفات الثقافية والاقتصادية والعسكرية والسياسية فى أوروبا.
مصر وتجمع فيشجراد
مشاركة الرئيس السيسى والتى تعتبر حدث هام فى القمة هذا العام ليست الأولى لمصر فى اجتماعات هذا الحلف، ففى مايو من العام 2014 شارك وزير الخارجية المصرى السابق نبيل فهمى، فى أعمال المؤتمر لأول مرة على مستوى وزراء الخارجية وكانت مشاركة مميزة حيث عقد نبيل فهمى وزير الخارجية، الاجتماع الأول لآلية "فى 4 + إيجبت" على مستوى وزراء خارجية دول تكتل "فيشجراد".
وتناول الاجتماع عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وكذلك بعض الملفات السياسية الهامة الخاصة بمصر ومنطقة الشرق الأوسط والأزمة السورية وقضايا سياسية أخرى هامة.
وتطورت العلاقات بين مصر ودول المجموعة وفى اليوم الأول من يونيو بالعام 2016 حيث زار، بيتر سيزيارتو، وزير الخارجية المجرى، نظيره سامح شكرى وعقدا جلسة مباحثات استهدفت الاستفادة المتبادلة وفتح مجالات للتعاون بين بلدان فيشجراد والقاهرة.
دعوة السيسى لفيشجراد
تنعقد القمة سنويا بحضور الدول الأعضاء ولم توجه دول المجموعة أى دعوة إلى أى طرف خارجى من ذى قبل سوى ألمانيا واليابان ومصر، ما يشير إلى أن مصر ثالث أهم دولة بالعالم من المنظور الفيشجرادى، ويعد الرئيس السيسى أول رئيس عربى وشرق أوسطى يتلقى الدعوة من المجموعة للحضور، وبالتالى يصبح أهم زعيم عربى وشرق أوسطى من وجهة نظر الدول أعضاء المجموعة.
وتعتبر دول المجموعة المناطق السياحية المصرية على رأس المقاصد الترفيهية والأثرية التى يجب زياراتها على مستوى العالم، ويعتبر مواطنو تلك الدول شواطئ البحر الأحمر أهم مناطق بحرية سياحية فى العالم؛ ولذلك تسعى السياسية المصرية إلى زيادة أعداد السائحين من مواطنى تلك الدول لدعم القطاع السياحى.
وتسعى القاهرة ودول فيشجراد للبناء على بروتوكول التعاون الأمنى الذى تم توقيعه بين الرئيس السيسى والرئيس المجرى فى خلال زيارة الأول إلى بودابست قبل نحو عامين، وخاصة فى مجالات مكافحة الإرهاب، فى وقت يشهد فيه تنظيم "داعش" أيامه الأخيرة بالإقليم.
مصر واقتصاد فيشجراد
ترجع أهمية استفادة مصر من تفعيل هذه الآلية إلى قوة هذه الدول الاقتصادية، حيث يبلغ الناتج المحلى الإجمالى لتجمع "فيشجراد" نحو 591 مليار يورو عام 2013، كما أن الدول الأربع تمثل مصدرًا مهمًا للسياحة الوافدة إلى مصر، حيث بلغ أعداد سائحيها الوافدين إلى مصر أكثر من 650 ألفًا عام 2010.
وتستهدف مصر الاستفادة من التجارب الاقتصادية لدول المجموعة، خاصة أن كل الدول الأربع الأعضاء فى المجموعة من الدول ذات الدخول العالية والاقتصاد المستقر، وتحظى بفرص استثمارية كبيرة، ومن الدول التى حققت قفزات اقتصادية فى غضون أعوام قليلة.
وتسعى مصر لتوسيع صادراتها إلى دول المجموعة، لاسيما أن السنوات الماضية شهدت تصدير عدد بالغ من المنتجات المصرية إلى تلك الدول على رأسها القطن والخضراوات والفاكهة والأسمنت والأسمدة والسجاد، والأجهزة الكهربائية والزجاج والألومنيوم والكيماويات العضوية والمطاط والوقود، والملابس والإكسسوارات.