الحب في التراث العربي.. العشق عمى العاشق عن عيوب المعشوق
الإثنين، 03 يوليو 2017 10:25 ص
العشق عمى العاشق عن عيوب المعشوق
أعد الملف السيد عبد الفتاح
العشق جليس ممتع، وأليف مؤنس، وصاحب مالك، وملك قاهر، ملك مسالكه لطيفة، ومذاهبه غامضة
العشق: وهو: اسم لما فضل عن المقدار الذى اسمه الحب، قال فى «الصحاح»: هو فرط الحب. وهو أمر هذه الأسماء
فى ذكر العشق واسمه وما جاء فى حده ورسمه
اعلم أن العشق طمع يتولد فى القلب، ويتحرك وينمو، ثم يتربى، وتجتمع إليه مواد من الحرص، وكلما قوى زاد صاحبه فى الاهتياج واللجاج، والتمادى فى الطمع والفكر والأمانى، والحرص على الطلب، حتى يؤديه ذلك إلى الغم المقلق، ويكون احتراق الدم عند ذلك باستحالة السواد، أو التهاب الصفراء وانقلابها إليها، ومن طبع السواد إفساد الفكر، ومع فساد الفكر يكون زوال العقل ورجاء ما لا يكون وتمنى ما لا يتم، حتى يكون ذلك إلى الجنون، فحينئذ ربما قتل العاشق نفسه، وربما مات غمًا، وربما نظر إلى معشوقه فمات فرحًا، وربما شهق شهقة فتختنق روحه، فيبقى أربعا وعشرين ساعة، فيظنون أنه مات، فيدفنونه وهو حى، وربما تنفس الصعداء فتختنق نفسه فى تامور قلبه، وينضم عليها القلب ولا ينفرج حتى يموت، وتراه إذا ذكر من يهواه هرب دمعه واستحال لونه. ذكره فيثاغورث الحكيم الذى أخذ عن أصحاب سليمان بن داود، عليهما السلام، على ما ذكره صاعد فى كتاب «الطبقات». وقال تلميذه أفلاطون: هو قوة غريزية متولدة من وسواس الطمع وأشباح التخيل، نامٍ بنصال الهيكل الطبيعى، محدث للشجاع جبنًا وللجبان شجاعة، يكسو كل إنسان عكس طباعه حتى يبلغ به المرض النفسانى والجنون الشوقى فيؤديانه إلى الداء العضال الذى لا دواء له. وقال تلميذه أرسطاطاليس: العشق عمى العاشق عن عيوب المعشوق. وهذا كقوله، صلى الله عليه وآله وسلم: «حبك الشىء يعمى ويصم». والذى مشى عليه أبوعلى ابن سينا وغيره من الأطباء، أنه مرض وسواسى شبيه بالماليخوليا، يجلبه المرء إلى نفسه بتسلط فكرته على استحسان بعض الصور والشمائل، وقد تكون معه شهوة جماع وقد لا تكون. وقال سيد الطائفة الجنيد، رحمه الله: العشق إلفة رحمانية وإلهام شوقى أوجبهما كرم الإله على كل ذى روح لتحصل به اللذة العظمى التى لا يقدر على مثلها إلا بتلك الإلفة وهى موجودة فى الأنفس بقدر مراتبها عند أربابها، فما أحد إلا عاشق لأمر يستدل به على قدر طبقته من الخلق، ولأجل ذلك كان أشرف المراتب فى الدنيا مراتب الذين زهدوا فيها مع كونها معاينة، ومالوا إلى الأخرى مع كونه مخبرا لهم عنها بصورة اللفظ. وقال الأصمعى: سألت أعرابية عن العشق فقالت: جل والله عن أن يرى، وخفى عن أبصار الورى، فهو فى الصدور كامن ككمون النار فى الحجر، إن قدحته أورى، وإن تركته توارى. وقال أبو وائل الأوضاحى: إن لم يكن طرفا من الجنون فهو عصارة من السحر. وقالت أعرابية: هو تحريك الساكن، وتسكين المتحرك.
قال ثمامة: العشق جليس ممتع، وأليف مؤنس، وصاحب مالك، وملك قاهر، ملك مسالكه لطيفة، ومذاهبه غامضة، وأحكامه جائرة، ملك الأبدان وأرواحها، والقلوب وخواطرها، والعيون ونواظرها، والعقول وآراءها، قد أعطى عنان طاعتها، وقوة تصرفها، وقياد ملكها، وتوارى عن الأبصار مدخله، وعمى عن القلوب مسلكه. وقال بعضهم: مجهول لا يعرف، ومعروف لا يجهل، هزله جد، وجده هزل.
قال فى «تزيين الأسواق»: العشق يختلف باختلاف المزاج على أنحاء أربعة: سريع التعلق والزوال كما فى الصفراويين، وعكسه كما فى السوداويين، وسريع التعلق بطىء الزوال كما فى الدمويين، وعكسه كما فى البلغميين. عن ابن عباس، رفعه، قال: «من عشق فعف فمات دخل الجنة». زاد الخطيب عنه: «فظفر» ثم أبدل قوله: «دخل الجنة» بقوله «مات شهيدا» وفى أخرى: «وكتم»، والحديث بسائر ما ذكر صححه مغلطاى وأعله البيهقى والجرجانى والحاكم فى «التاريخ» بضعف سويد وتفرده به، ورواه ابن الجوزى مرفوعا، وأبو محمد بن الحسين موقوفا، وأخرجه الخطيب عن عائشة مرفوعا أيضا، وضعفه الحافظ بن القيم فى «الهدى» بجميع طرقه، وأظن أنه الصواب، وإن تضمنه الأكابر فى أشعارهم. وفى أثر ابن عباس أيضا: «الهوى إله معبود». وعن الغزى، قال: رأيت عاشقين اجتمعا، فتحدثا من أول الليل إلى الغداة، ثم قاما إلى الصلاة. ووردت أحاديث كثيرة فى العشق مع العفة. قيل لعذرى: أتعدون موتكم فى الحب مزية، وهو من ضعف البنية، ووهن العقل، وضيق الرئة؟ فقال: أما والله لو رأيتم المحاجر البلج، ترشق بالعيون الدعج، من تحت الحواجب الزج، والشفاه السمر، تبسم عن الثنايا الغر، كأنها شذر الدر، لجعلتموها اللات والعزى وتركتم الإسلام وراء ظهوركم، وبنو عذرة مختصون بمزية الحب وإيثار العشق، ولا تضرب الأمثال إلا بهم. وقال بعض حكماء الهند: ما علق العشق بأحد عندنا إلا وعزينا أهله فيه. وحكى الحافظ مغلطاى: إن العشق يختلف باختلاف أصحابه، فإن الغرام أشد ما يكون مع الفراغ وتكرار التردد إلى المعشوق والعجز عن الوصول إليه، فعلى هذا يكون أخف الناس عشقا الملوك، ثم من دونهم، لاشتغالهم بتدبير الملك وقدرتهم على مرادهم، ولكن قد يتذللون للمحبوب بما فى ذلك من مزيد اللذة، ودونهم أفرغ لقلة الاشتغال، حتى يكون المفترغ له بالذات أهل البادية لعدم اشتغالهم بعوائق، ومن ثم هم أكثر الناس موتا به. ونقل ابن خلكان فى ترجمة العلاف: إن العشق جرعة من حياض الموت، وبقعة من رياض الثكل، لكنه لا يكون إلا عن أريحية فى الطبع ولطافة فى الشمائل، وجود لا يتفق معه منع، وميل لا ينفع فيه عذل. ووجد على صخرة: العشق ملك غشوم، ومسلط مظلوم، دانت له القلوب، وانقادت له الألباب، وخضعت له النفوس، فالعقل أسيره، والنظر رسوله، واللحظ عامله، والتفكير جاسوسه، والشغف حاجبه، والهيمان نائبه، بحر مستقر غامض، ويم تياره طافح فائض، وهو دقيق المسلك، عسير المخرج.
فى أسباب العشق وعلاماته
قال بعض الأطباء: سببه النفسانى الاستحسان والفكر، وسببه البدنى ارتفاع بخار ردىء إلى الدماغ عن منى محتقن، ولذلك أكثر ما يعترى العزاب، وكثرة الجماع تزيله بسرعة، وعلامته: نحافة البدن، وخلاء الجفن للسهر، وكثرة صعود الأبخرة، وغؤور العين وجفافها إلا عند البكاء، وحركة الجفن ضاحكة كأنه ينظر إلى شىء لذيذ، ونفس كثير الانقطاع والاسترداد والصعداء، ونبض غير منتظم، ولاسيما عند ذكر أسماء وصفات مختلفة، وتغير اللون وتنفس الصعداء. قال أرسطاطاليس: للعشق من النجوم زحل وعطارد والزهرة جميعا، فزحل يهيئ الفكرة والتمنى والطمع والهم والهيجان والأحزان والوساوس والجنون، وعطارد يهيئ قول الشعر ونظم الرسائل والملق والخلاعة، وتنميق الكلام، وتليين المرام، والتذلل والتلطف، والزهرة تهيئ للعشق والوله والهيمان، والرقة والتلذذ بالنظر، والمؤانسة بالحديث، والمغازلة الباحثة على الشبق والغلمة، والميل إلى الطرب وسماع الأغانى وما شابهه. ومن علاماته: إغضاء المحب عند نظر محبوبه إليه، ورميه بطرفه نحو الأرض من مهابته له، وحياؤه منه، وعظمته فى صدره، واضطراب يبدو للمحب عند رؤية من يشبه محبوبه، أو عند سماع اسمه، وحب أهله وقرابته وغلمانه وجيرانه وساكنى بلده، وكثرة غيرته عليه، ومحبة القتل والموت ليبلغ رضاه، والإنصات لحديثه إذا حدث، واستغراب كل ما يأتى به ولو أنه عين المحال، وتصديقه وإن كذب، وموافقته وإن ظلم، والشهادة له وإن جار، واتباعه كيف يسلك، والإسراع بالسير نحو المكان الذى يكون فيه، والتعمد للقعود بقربه، والدنو منه، واطراح الأشغال الشاغلة عنه، والزهد فيها، والرغبة عنها، والاستهانة بكل خطب جليل داع إلى فراقه، والتباطؤ فى المشى عند القيام عند وجوده بكل ما يقدر عليه مما كان يتمتع به قبل ذلك حتى كأنه هو الموهوب له، وهذا كله قبل استعار نار الحب، فإذا تمكن أعرض عن ذلك كله وبدله عن ذلك كله وبدله سؤالا وتضرعا كأنه يأخذه من المحبوب، حتى إنه يبذل نفسه دون محبوبه، كما كانت الصحابة، رضى الله تعالى عنهم، يفدون النبى فى الحرب بنفوسهم حتى يصرعوا حوله. ومنها: الانبساط الكثير الزائد، والتضايق فى المكان الواسع، والمحاربة على الشىء يأخذه أحدهما، وكثرة الغمز الخفى، وكثرة التمطى والتكسل إذا نظر إلى محبوبه، إلى غير ذلك مما لا يحصى، فهو ألطف موجود نشأ فى الوجود، وأعز مقصد لذى الهجود. وقال المعلم: العشق نصف الأمراض، وشطر الأعراض، وقسيم الأسقام، وجل الآلام. وله مراتب سبعة تدريجية ذكرها داود الأنطاكى، ولو منح الله شخصا مددا يستغرق المدد، وحياة تستفرغ الأبد، وفراغا يذر الشواغل سدى، ونفحات قدسية تصقل مرآة عقله لقبوله الفيض أبدا، وأفرغ ذلك كله فى تحرير ما أودعه عمر بن الفارض من مراتب العشق وأدواره، وتنقلاته وأطواره، لفنى الزمان ولم يدرك معشاره، وبادت الأكوان ولم يعرف قراره، ولولا ضيق عطن هذا المختصر، لأوضحت لك من بعض تدقيقاته فى أقل كلماته ما يدعك فى حيرة الفكر، وببحار العجب غارقا، ويسكتك وإن كنت مصعقا ناطقا.
فى مراتب العشق وأسمائه وصفاته
فأول مراتبه: الهوى: وهو: ميل النفس، وقد يراد به نفس المحبوب.
ثم العلاقة: وهى: الحب اللازم للقلب.
ثم الكلف: وهو: شدة الحب، وأصله من الكلفة، وهى: المشقة. وقيل: هو مأخوذ من الأثر، وهو شىء يعلو الوجه كالسمسم. والكلف أيضا: لون بين السواد والحمرة، وهى حمرة كدرة.
ثم العشق: وهو: اسم لما فضل عن المقدار الذى اسمه الحب، قال فى «الصحاح»: هو فرط الحب. وهو أمر هذه الأسماء، وقلما نطقت به العرب، وكأنهم ستروا اسمه وكنوا عنه بهذه الأسماء، ولا تكاد تجده فى شعرهم القديم وإنما ولع به المتأخرون، ولم يقع هذا اللفظ فى الكتاب العزيز والسنة المطهرة، إلا فى حديث سويد بن سعيد.
ثم الشغف: قال العزيزى فى «غريب القرآن»: (شغفها حبا) [يوسف:30] أصاب حبه شغاف قلبها، وهو الغلاف، أو حبة القلب، وهى علقة سوداء فى صميمه، و(شغفها حبا) ارتفع حبه إلى أعلى موضع فى قلبها، مشتق من شغاف الجبال، أى: رؤوسها، وقولهم: فلان مشغوف بفلانة، أى ذهب به الحب أقصى المذاهب.
والشغف: بالمهملة: إحراق الحب للقلب، وقد قرئ بهما جميعا.
ومثله فى الإحراق اللوعة واللاعج، فهذا هو الهوى المحرق.
ثم الجوى: وهو: الهوى الباطن، قال الجوهرى: الجوى: الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن.
ثم التتيم: وهو: أن يستعبده الحب، منه سمى تيم الله، أى: عبدالله.
ثم التبل: وهو: أن يسقمه الهوى، وفى «الصحاح»: تبلهم الدهر وأتبلهم: إذا أفناهم.
ثم التدله: وهو: ذهاب العقل من الهوى، ويقال: دلهه الحب، أى حيره.
ثم الهيام: وهو: أن يذهب على وجهه لغلبة الهوى عليه.
ثم الصبابة: وهى: رقة الشوق وحرارته.
والمقة: المحبة.
والوامق: المحب.
والوجد: الحب الذى يتبعه الحزن.
والدنف: لا تكاد تستعمله العرب فى الحب، وإنما ولع به المتأخرون، وإنما استعملته العرب فى المرض.
والشجو: حب يتبعه هم وحزن.
والشوق: سفر القلب إلى المحبوب. قال الجوهرى: الشوق والاشتياق نزاع النفس إلى الشىء. وقد جاء فى السنة: «وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك»، واختلف فيه: هل يزول بالوصال أو يزيد؟
والبلبال: الهم ووسواس الصدور، والبلابل جمع بلبلة، يقال بلابل الشوق، وهى وساوسه.
والتباريح: الشدائد والدواهى، يقال برح به الحب والشوق، إذا أصابه منه البرح، وهو: الشدة.
والغمرة: ما يغمر القلب من حب إن سكر أو غفلة.
والشجن: الحاجة حيث كانت، وحاجة المحب أشد إلى محبوبه.
والوصب: ألم الحب ومرضه، فإن أصل الوصب المرض.
والكمد: الحزن المكتوم وتغير اللون.
والأرق: السهر، وهو من لوازم المحبة.
والحنين: الشوق الممزوج برقة وتذكر يهيج الباعثة.
والجنون: أصل مادته: الستر، والحب المفرط يستر العقل، فلا يعقل المحب ما ينفعه ولا ما يضره، فهو شعبة من الجنون، ومن الحب ما يكون جنونا.
والود: خالص الحب وألطفه وأرقه، وهو من الحب بمنزلة الرأفة من الرحمة.
والخلة: توحيد المحبة، فالخليل هو الذى يوحد حبه لمحبوبه، وهى مرتبة لا تقبل المشاركة، ولهذا اختص بها من العالم الخليلان إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم، كما قال تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا). وصح عن النبى، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إن الله اتخذنى خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا». وفى الصحيح عنه، صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا». وقيل: إنما سميت خلة لتخلل المحبة جميع أجزاء الروح. وزعم من لا علم عنده أن الحبيب أفضل من الخليل، وهذا الزعم باطل، لأن الخلة خاصة والمحبة عامة، قال تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) والغرام: الحب اللازم، يقال: رجل مغرم بالحب، وقد لزمه الحب. وفى «الصحاح»: الغرام: الولوع.
والوله: ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد، وما أحسن قول السيد يوسف بن إبراهيم الأمين: عشق المحبوب ظبيا مثله... فاعتراه لهواه وله
كان معشوقا فأضحى عاشقا... فقضى الحب عليه وله
والرسيس: من الرس، وهو: الثبات ورسوخ صورة المحبوب فى النفس، وزعموا أنه أول المراتب، ويليه الحب، والحب أخص من العشق لأنه عن أول نظرة، وأقصاه امتزاج الأرواح.
والرأفة: أشد الحب، لأنها مبالغة فى الرحمة.
والصبوة: لا تطلق حقيقة إلا على الميل والافتتان فى زمن الصبا، لكن تطلق تجاوزا على مطلق الميل للمشابهة والنزوع.
والكآبة: شدة الحزن، كالتفجع، أو هو توجع وبكاء على الفقد والبرح.
والغل: شدة العشق.
والسهد: شدة السهر وتواتر أحوال المحبوب على القلب. وفى معناه: التحرق واللذع والولع.
والنصب: لوعة من مرض وغم.
والخبل: الجنون المتولد من شدة الحب، وهذا فى الأصح آخر المراتب.
والجزع: عدم الصبر على الفرقة.
والهلع: الشدة.
والخلابة: سلب العقل.
والبله: حمق أو غفلة، فيكون هنا استغراق فى الحب.
وفى ترتيب هذه الأسماء خلاف يرد على من التزم ترتيبها، ونحن قد أوضحنا نفس المعانى، ومنها يسهل الترتيب والتنزيل على المراتب، فتأمل. وله أسماء غير هذه أضربت عنها خوف الإطالة.
والمحبة أم باب هذه الأسماء كلها. وقيل: الشوق جنس، والمحبة نوع منه، والحب حرف ينتظم الثلاثة: العشق، والوجد، والهوى، وللناس فى حد المحبة كلام كثير، فقيل: هى الميل الدائم بالقلب الهائم. وقيل: ذكر المحبوب على عدد الأنفاس، وقيل: مصاحبته على الإدمان. وقيل: القيام له بكل ما يحبه منك. ثم القلب إذا امتلأ من الحب فلا اتساع فيه لغير المحبوب (والذين أمنوا أشد حبا لله).