صانع البهجة

الأحد، 02 يوليو 2017 07:15 م
صانع  البهجة
بهجة_أرشيفية
نجوى رسمى

قليلون هم من نقابلهم فى حياتنا قادرون على صنع البهجة ورسم معالمها على شفاه ووجوه من حولهم، قليلون هم من نتذكرهم فى ساعات الصفاء وترتسم البسمات على شفاهنا وتسود الراحة فى نفوسنا، هؤلاء أُناس عاشوا حياتهم لكى يعطوا، لكى يمنحوا بلا مقابل أو فى انتظار رد، هم عملة نادرة، قد نقابلهم صدفة فى مشوار الحياة، وقد يمضى العمر من غير أن نقابل أحدهم فيستحيل علينا تصديق وجودهم فى هذا العالم.
 
أسترجع شريط الذكريات الذى امتد لأكثر من أربعين عاما فأجد شخصيات محورية لامعة ذات بريق ولكن صانع البهجة شىء آخر.
 
تذكرته فجأة هو من صناع البهجة بلا شك، قابلته عند بداية تعيينى فى إحدى المؤسسات الحكومية قبل أن أتخذ قرار السفر بوقت قصير.
 
عند الالتحاق بأى عمل حكومى تصطدم تلقائيا بتلك الشخصيات، ما يُسمى بالموظف الحكومى العتيد ذلك الذى يصنع سورا من العظمة الزائفة مبنية على أقدمية فى العمل. كنت شابة حديثة التخرج وكانوا يعاملوننى وكأنهم يمتلكون سر دوران الأرض أو مفتاح سر التاريخ كما كنت أقول لهم ساخرة، وكنت أسخر من نصائحهم التى لا أجد لها فائدة تُذكر.
 
كانوا يتحدثون معى بفوقية عجيبة، بينما كان هو وبرغم أقدميته أخا كبيرا عاقلا، يعطينى النصائح ولا يلزمنى بها أعرف الطيبين بسيماهم، أعرفهم بنظراتهم الحانية وقلوبهم الكبيرة...هذا ما وجدته عليه عندما رأيته لأول مرة، طيبا ورقيقا كفتاة خجول، يُبادر للمساعدة حتى ولو لم تطلبها منه، ظلت صداقتنا حتى بعد سفرى، كنت أتابع أخباره أولا بأول، تزوج وأنجب بنتين، شارك فى ثورة 25 يناير استشهد فى يوم الغضب، لا أعرف تفاصيل استشهاده وقلت لزوجته أنى لا أود معرفتها.
 
تخبرنى زوجته أنها كادت تموت اختناقا فى طابور تحديث بيانات بطاقة التموين الذكية، أنظر إليها وعلى وجهى ابتسامة بلهاء، وأقول لها الكلمة التى أكرهها: معلهش يا عزة.
 
الفاتحة أمانة على روح الورد اللى اتقطف بدرى، عشان إحنا نعيش.
أخصائية  كمبيوتر 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق