من يحكم قطر بعد رحيل تميم؟

«ارحل يا تميم».. ارتفعت حدة الاحتجاجات الرافضة لسياسات الدولة القطرية في الدوحة، وصلت إلى مطالبات برحيل الأمير الحاكم تميم بن حمد آل ثاني.

وتداول نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» صورة تُظهر قيام مجموعة من المواطنين القطريين بكتابة صور جرافيتي وكلمة «ارحل» على صورة للأمير القطري.

الدولة القطرية ارتضت الصدام، قبل ساعات من نهاية مهلة الشروط التي حددتها دول المقاطعة العربية (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن بلاده رفضت قائمة شروط دول المقاطعة العربية، قائلًا: قائمة المطالب «قُدمت لكي ترفض».

مع ازدياد وقع العقوبات الاقتصادية على الشعب القطري، فإن استمرار الأمير الداعم للإرهاب بات عملية وقت، فالدول المقاطعة لن تقبل باستمرار الدعم القطري للإرهاب، يؤكد ذلك تصريحات صادرة عن الديوان الملكي السعودي: «لقد طفح الكيل»، مشيرة في بيان إلى أن «قطر لم تلتزم بتعهداتها»، معتبرة أن جميع المساعي مع الدوحة، فشلت ولم تلتزم بالمطالبات المتكررة، وكان آخرها في 2013 و2014.

في 2013، تعهد الأمير القطري للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في وثيقة الرياض، بوقف دعم الإخوان والحوثيين، إلا أن الملك أكد على عدم ثقته في تعهدات تميم، وقال: «أنت.. مثل أبوك، لن أصدق ما قلت إلا إذا كتب ووقعت عليه وشهد عليه الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وممثلو الدول الخليجية كافة».

المعارضة القطرية في جنيف، تعلم ذلك، وأكدت على تشكيل ائتلاف لها للإطاحة بالأمير - يضم أعضاء من الأسرة الحاكمة؛ لسوء استخدام السلطة، ما يعني أن هناك خطوات جادة تجاه تلك الخطوة، خاصة مع الدفع باسم سعود بن ناصر آل ثاني، كبديلًا لتميم - تم اعتقاله مؤخرًا، وهو من فرع أحمد بن على من أسرة آل ثاني، قال في تصريحات: «علينا أن نضع حدًا لهذا التطرف والتمدد».

فرع أحمد بن علي، هو الفرع المؤسس للدولة القطرية، سحب الشيخ خلفية آل ثاني بساط الحكم من تحت يده حينما وقتها وزيرًا للدفاع عام 1972.

رجوع أبناء أحمد بن علي للحكم، أقوى السيناريوهات، خاصة في ظل رضا عربي عن ذلك، كذلك إعلان الأميرة نوف بنت أحمد بن جبر آل ثاني، الأمين العام المساعد لائتلاف المعارضة القطرية، تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وذلك لرفضها سياسات عائلة خليفة بن حمد ونسله حمد وتميم، ودعمهم المتواصل للإرهاب.

في أروقة المعارضة القطرية مرشح اسم الدكتور سلطان بن جبر، مستشار ائتلاف المعارضة القطرية، والذي أكد أن تأسيس الائتلاف والمطالبة بتنحي تميم جاء على خلفية إساءة النظام القطرى الحاكم حاليًا لاستخدام السلطة.

تقارير صحفية قالت إن هناك احتمالية لعودة الأمير الأب حمد بن خليفة للحكم مرة أخرى، والعودة لأيام ما قبل انقلاب تميم في 2003، في محاولة لفتح صفحة جديدة مع الدول العربية، غير أن السياسات العربية توقن أن تميم مثل أبيه، وبالتالي تلك الاحتمالية ضعيفة، غير أن الشيخة موزة زوجة حمد، قد ترضى بانتقال الحكم لأحد أبنائها الآخرين.