آسيا جبار.. ثورة فكرية من بلد المليون شهيد

الجمعة، 30 يونيو 2017 10:24 ص
آسيا جبار.. ثورة فكرية من بلد المليون شهيد
آسيا جبار
شيماء حمدى

امرأة ارتبطت جنسيتها ببلد المليون شهيد، وكأن النضال في دمها، تحمل ثقافة وميراثا شعبياً، سطر حياتها وأثر على كتاباتها، مواهبها لم تتوقف عند حدود المكان والزمان، كاتبة مدافعة عن حقوق المرأة، تجدها روائية تبحر بك في عالم الأسرار، تجدها مخرجة تبلور فكراً وموضوعاً، تقديراً لها ولكتاباتها احتفل موقع البحث العالمي «جوجل» بذكرى مولدها اليوم الجمعة.. هي آسيا جبار.
 
لعب القدر دوره في أن تأتي ثورة٣٠  يونيو، بالتزامن مع  ذكرى مولد ثورة فكرية جسدتها امرأة عربية، ولدت في نفس اليوم عام 1936 غرب الجزائر، وكان اسمها الحقيقي في شهادة الميلاد فاطمة الزهراء.
 
تأثرت آسيا جبار بوالدها، الذي وجدت فيه نموذجاً مختلفاً للرجل العربي، الذي يحترم الحريات ويدعم التنوع، مما ساهم في تكوين شخصيتها الفكرية المتحررة، فوصفته بأنه «رجل يؤمن بالحداثة والانفتاح والحرية»، وكان يعمل مدرساً، وشيعت جنازته بحضورها وسط النزاع الدامي، الذي شهدته الجزائر في التسعينات بين قوات الأمن والجماعات الإسلامية المسلحة.
 
هموم وقضايا المرأة، كان هو محور اهتمامات آسيا جبار، حيث حملت على عاتقها الدفاع عن قضية المرأة، وآمنت بأن النساء يمكنهن أن يصنعن المستحيل، ويقدن زمام الأمور، فشاركت في إضرابات الطلبة الجزائريين، المساندين للثورة الجزائرية واستقلال الجزائر.
 
رفعت آسيا جبار، اسم المرأة العربية والعرب جميعهم، إلى السماء، بانتخابها عام  2005 عضوة في أكاديمية اللغة الفرنسية، باعتبارها أول شخصية عربية تحتل هذا المنصب، لتعلن للمجتمع الفرنسي والغربي، أنها تستطيع الدخول لعرين الأسد، لتكون ضمن أهم مؤسسة أكاديمية بفرنسا، وأعمالها رشحت لنيل جائزة نوبل في الآداب عام 2009.
 
امرأة متصالحة مع نفسها، لم تعش دور السيدة التعيسة المحرومة، من الإنجاب فتبكي حالها، بل اتخذت خطوة إيجابية، بتغير حياتها الشخصية، لتشبع غريزة الأمومة، بتبني طفل يدعى محمد قرن لتعيش معه لحظاته السعيدة، وتزوجت آسيا جبار مرتين، الأولى من الكاتب وليد قرن، والثانية من الشاعر والكاتب الجزائري عبد المالك علولة.
 
كلمة «أول امرأة» تكررت في تاريخها كثيراً، فكانت أول  امرأة جزائرية، تنتسب إلى دار المعلمين في باريس عام 1955، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب، وأول كاتبة عربية، تفوز عام 2002 بجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين.
 
قامت بإخراج عدد من الأفلام التسجيلية في فترة السبعينيات، كما خاضت الكتابة الأدبية والمسرحية والإخراج السينمائي، فنشرت أول أعمالها الروائية وكانت بعنوان «العطش» عام 1957، وكانت لم تتجاوز العشرين عاما.
 
هاجرت آسيا جبار إلى فرنسا عام 1980، وفي مسقط رأسها بشرشال غرب الجزائر، أوصت بدفنها حيث توفيت فى فبراير 2015  بفرنسا،عن عمر يناهز 79 عامًا.
 
 
1
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة