تورا بورا.. محور الحرب الرمزية بين داعش والقاعدة في أفغانستان

الأربعاء، 28 يونيو 2017 04:21 م
تورا بورا.. محور الحرب الرمزية بين داعش والقاعدة في أفغانستان
داعش
محمد الشرقاوي

في 15 يونيو الماضي، أعلن تنظيم داعش الإرهابي سيطرته على المخبأ التاريخي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن خلال فترة الحرب الأمريكية على أفغانستان عام وكانت تقع تحت سيطرة حركة طالبان 2001، لكن سرعان ما أعلنت القوات الأفغانية استعادتها للمنطقة.

المنطقة ذات رمزية لتنظيم القاعدة في الأراضي الأفغانية، ما يعني أن هناك دلالات سعى التنظيم الإرهابي لتحقيقها من وراء السيطرة عليها، فندتها دراسة بحثية لمركز المستقبل للدراسات المتقدمة، بعنوان: «لماذا سعى داعش إلى السيطرة على تورا بورا؟».

تقول الدراسة التي نشرها الموقع الإليكتروني للمركز، إن داعش يسعى إلى توسيع نطاق نفوذه في أفغانستان ليصبح التنظيم الأقوى داخل البلاد، وهو ما دفعه إلى الهجوم على منطقة تورا بورا، في وقت يحاول التنظيم التمدد بشكل ملحوظ وإحكام سيطرته على المناطق التي ينتشر فيها، وهو ما بدا جليًا في إصداره المرئي، الذي نشره في 22 فبراير 2017 تحت عنوان «الحياة في ظل الشريعة»، والذي يشرح فيه الحياة في المناطق والقرى التي يسيطر عليها والقوانين الصارمة التي يطبقها فيها.

تضيف الدراسة، أن هناك أهداف يسعى التنظيم لتحقيقها أهمها، إنهاء رمزية القاعدة، حيث تمثل المنطقة  التي حاول داعش السيطرة عليها رمزًا هامًا لتنظيم القاعدة، المنافس التقليدي للأول، نظرًا لأنها كانت معقل زعيمه السابق أسامة بن لادن، وبالتالي فإن هجوم داعش على بعض قراها يعد بمثابة محاولة لتوجيه ضربة قوية لرمزية القاعدة.

التنظيم الإرهابي يهدف من وراء تلك العملية إلى استعراض القوة، تتابع الدراسة، أنه لا يمكن فصل اتجاه تنظيم داعش إلى الهجوم على منطقة تورا بورا عن الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية في 13 إبريل 2017، بإلقاء أكبر قنبلة غير نووية في العالم، والتي تعرف بـ«أم القنابل»، على أحد معاقل التنظيم في شرق أفغانستان، وهو ما أسفر عن مقتل العشرات من عناصره وتدمير قسم كبير من معداته، وهى الخطوة التي توازت مع التصريحات التي أدلى بها قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون نيكلسون، التي تعهد فيها بالقضاء على تنظيم داعش في أفغانستان.

وهنا، يمكن اعتبار التحركات الأخيرة التي قام بها التنظيم بمثابة محاولة لتوجيه رسالة بأنه ما زالت لديه القدرة على توسيع نطاق نفوذه رغم الضربات القوية التي يتعرض لها من جانب القوات الأمريكية أو القوات الحكومية.

إضافة إلى إضعاف طالبان، يكمل المركز البحثي أنه ربما يحاول داعش من خلال السيطرة على تورا بورا فرض مزيد من الضغوط على حركة طالبان التي تبدي أهمية خاصة بتلك المنطقة منذ اندلاع الحرب الأمريكية على أفغانستان، بشكل قد يؤثر على تماسكها الداخلي ويزيد من احتمالات اتجاه بعض قادتها وكوادرها إلى الانشقاق عليها والانضمام إلى التنظيم.

ولأن التنظيم في حاجة إلى معاقل آمنة، فإن الاستيلاء على تلك المنطقة يوفر له ذلك، وهو ما يساعده في تقليص تداعيات الضربات العسكرية التي يتعرض لها، خاصة بعد اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدام أسلحة قوية في مهاجمة المناطق التي يسيطر عليها، على غرار ما حدث في إبريل 2017.

واعتبر المركز أن التنظيم يحاول، في الفترة الحالية تكرار سيناريو اتجاه تنظيم القاعدة وحركة طالبان للاحتماء بجبال وكهوف «تورا بورا» خلال فترة الحرب الأمريكية على أفغانستان، وهو ما يشير إلى أنه ربما يستعد لمرحلة جديدة من التصعيد مع الأطراف المنخرطة في الحرب ضده.

ومن بين الأهداف التي حددتها الدراسة «الانتشار الجغرافي»، يبدو أن التنظيم يعتبر أن السيطرة على تورا بورا بداية لمرحلة جديدة من الانتشار في المناطق التي تسيطر عليها حركة طالبان أو القوات الحكومية، وهو ما تعكسه تصريحات القيادي في التنظيم أبو عمر الخراساني، التي قال فيها: نحن في تورا بورا، وليس ذلك النهاية، فالخطة هي انتزاع مزيد من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق