«مكافأة المسحراتي».. جولة على حمار لجمع العيديات من البيوت
الثلاثاء، 27 يونيو 2017 03:09 م
هناك طقوس وعادات مازال الريف المصري محتفظا بها، ولم يمسسها اندثار مثلما أتى على عادات كثيرة كانت تحمل بين طياتها أشياء جميلة، ومن بين هذه الطقوس مكافأة المسحراتي في أيام العيد.
ففي صبيحة ثاني يوم العيد يمتطي المسحراتي حماره واضعا عليه الطبلة وجنبتين، ويسير في الشوارع التي سبق أن قام بتسحير الناس فيها، ويدق علي طبلته فتخرج ربات البيوت حاملة معها طبق الكحك وتصبه في إحدي الجنبتين.
يقول سيد العبادلي وشهرته سيد أبوشعر مسحراتي بإحدي قري مركز الحسينية، ورثت مهنة المسحراتي عن والد زوجتي رحمه الله، وأخذت الطبلة التي كان يقوم بالدق عليها منذ سنوات مضت، مضيفا أن عادة المسحراتي في اﻷرياف أن يركب حمارة ويحمل طبلته ويسير في الشوارع يدق عليها وتخرج النساء أو اﻷطفال حاملين معهم أطباق الكحك والبسكويت ويضعوه في الجنب.
وتابع أبوشعر بعض اﻷهالي الذين لم يقوموا بعمل الكحك نظرا لظروف لديهم كحالة الوفاة التي يمتنع أهالي المتوفي وأقربائه عن صنع الكحك، ويمتنع الجيران عن نقش الكحك فقط تضامنا مع أهل المتوفي ليقوموا بإعطائي بعض القمح والذرة وهناك من يقوم بإعطاء النقود بدل الكحك
ويستطرد المسحراتي قائلا "بعض الأهالي الذين خرجوا لزيارة أقربائهم في العيد، ولم يكونوا متواجدين وقت ذهابي إليهم، يأتون إلي منزلي حاملين معهم الكحك والبسكويت وأحيانا الشيكوﻻته".
ومن اﻷهالي، قال محمد شطرة هناك طقوس ألفناها منذ كنا صغارا، ومنها رؤية المسحراتي صبيحة اليوم الثاني والثالث لعيد الفطر، وتابع والدتي تقوم كل عام بعمل كرتونة صغيرة، وتقوم بتشكيلها بأنواع الكحك والبيتي فورالتي تجيد صنعه، وتضع معه الحلبة التي تقوم بإنباتها في المنزل لتؤكل مع الكحك لتفادي مشكلات الهضم كما يعتقد الكثير.
أما عزة سليمان ربة منزل فتقول نجهز تشكيلة من الكحك والغُريبة، وكل ماصنعناه من حاجيات العيد، ونعدها حتي مجئ المسحراتي، ويجري اﻷطفال فرحين بقدومه ودقة الطبلة، ويضعون الكحك في الجنبتين، وتابعت وربما وضع البعض زجاجات المشروبات الغازية والفول السوداني والترمس، فكل منزل يجود بما لدية وهذه عادة ﻻ تنقطع.
وما أجمل عادات الريف وطقوسه الجميلة التي تحمل روح المودة والعرفان لشخص المسحراتي الذي ظل شهرا كاملا يوقظهم بدقات طبلته، ويفرح أطفالهم بالمناداة بأسمائهم.