فاتورة استهلاك المصريين في شهر رمضان وعيد الفطر.. 2 مليار جنيه كعك وبسكويت.. 30 ألف طن لحوم.. 120 مليون دجاجة.. واستيراد ياميش بـ 162.7 مليون جنيه
الثلاثاء، 27 يونيو 2017 12:00 ص
يرصد موقع «صوت الأمة» فاتورة استهلاك المصريين من المواد الغذائية خلال شهر رمضان حيث كشفت بيانات صادرة عن الغرفة التجارية بالقاهرة، أن حجم استهلاك المصريين من كعك العيد بلغ نحو 70 ألف طن، وأشارت البيانات إلى ارتفاع فاتورة الكعك والبسكويت لتبلغ نحو 2 مليار جنيه، مقارنة بالأعوام السابقة، نتيجة قرار تعويم الجنيه المصري، وارتفاع سعر الدولار إلى 18 جنيها.
وشهدت أسعار السلع زيادات غير مسبوقة منذ قرار التعويم، وارتفعت أسعار كافة أسعار مدخلات إنتاج كعك العيد من البيض والسكر والسمن، وشهدت أسعار الكحك زيادة كبيرة في الأسواق، حيث سجل سعر كيلو الكحك السادة نحو 180 جنيها، مقارنة بنحو 80 جنيها، كما سجل سعر كيلو كحك العجوة نحو 200 جنيه، مقارنة بنحو 135 جنيها، وسجل سعر كيلو الكحك الملبن نحو 170 جنيها، مقارنة بنحو 70 جنيها، فيما سجل سعر كيلو البسكويت السادة نحو 150 جنيها، مقارنة بنحو 60 جنيها، وسجل سعر كيلو البسكويت الشيكولاتة نحو 160 جنيها، مقارنة بنحو 65 جنيها.
من جانبه، أكد أحمد يحيى رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة تجارة القاهرة، أن هناك ارتفاعا بواقع نحو 20% فى أسعار البيض مقارنة بالعام الماضى، موضحاً أن سعر كرتونة البيض يبلغ حالياً نحو36 جنيهه، مضيفاً أن هناك ارتفاعا أيضاً فى أسعار باقي المكونات مثل الدقيق والذي ارتفع بنسبة بلغت نحو 10%، بالإضافة إلى السكر، الذي ارتفع ايضا بنسبة بلغت نحو15%، إلى جانب ارتفاع أسعار الحشو من مكونات العجوة والمكسرات والملبن وغيرها بنسبة 40%.
وأشار يحيى إلى أن مصانع الحلوى تعتمد على السكر المستورد بنسبة 100% لارتفاع جودته ونقائه وخلوه من الشوائب، مؤكدا أن السكر المحلى المستخرج من قصب السكر له تأثير سلبى على نقاء الحلويات، موضحاً أن سعر الكيلو يتراوح حاليا ما بين نحو 10.5 الى 16 جنيه. ويبلغ إنتاج مصر من السكر نحو 1.1 مليون طن سنويا، ومن البنجر نحو 1.4 مليون طن سنويا، كما أن حجم الاستهلاك المحلي يصل إلى نحو 3 ملايين طن سنويا.
وأضاف أحمد يحيى، أن معدل استهلاك المصريين من الطعام والشراب زاد بصورة ملحوظة خلال شهر رمضان، حيث أشارت التقارير إلى أن حجم الاستهلاك يرتفع في بداية الشهر ويبدأ بالانخفاض تدريجيًا في نهايته، حيث يتراوح حجم الاستهلاك من اللحوم ما بين نحو 70 إلى 100%، ما يعادل نحو 30 ألف طن من اللحوم البلدية والمستوردة، كما نستهلك نحو 120 مليون دجاجة على مدار الشهر ونحو 70 ألف طن من الفول المدمس، ونستهلك نحو 45 ألف طن من الأسماك، وذلك وفقًا لعدد من الدراسات والاحصائيات الواردة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وجهاز دعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء.
وكشف تقرير جهاز الإحصاء أن الأسرة المصرية تنفق نحو 44.9% من إجمالي إنفاقها على الطعام سنويُا وتتضاعف النسبة في رمضان، موضحًا أن المصريين ينفقون نحو 30 مليار جنيه خلال شهر رمضان الكريم على الغذاء أي بمعدل نحو مليار جنيه يوميًا.
وأشار إلى أن زيادة الطلب على المواد الغذائية يرتفع بشكل كبير خلال شهر رمضان الكريم، وخاصة بالنسبة للدقيق، لافتًا إلى أن الدراسات تشير إلى أن المصريين يستهلكون نحو 825 ألف طن دقيق خلال رمضان وذلك نتيجة استخدامه في الخبز والحلويات، لافتًا إلى أنه يزداد استهلاك السكر أيضًا بنسبة تبلغ نحو 50%، حيث يرتفع متوسط الطلب ليبلغ نحو 250 ألف طن خلال شهر رمضان، وذلك على الرغم من ارتفاع سعره ليتراوح ما بين نحو 5.50 و6 جنيهات. وأضاف رئيس الشعبة أن هناك سلع أخرى يزداد الإقبال عليها وخاصة السمن والزيت، موضحًا أن الدراسات تشير إلى أنه يزداد متوسط استهلاك الزيت في رمضان ليبلغ نحو 75 ألف طن، كما يزداد استهلاك الزبادي بنسبة كبيرة تقدر بنحو300%، حيث يرتفع الطلب عليه ليبلغ نحو 22 ألف طن، لافتًا إلى أن حجم استهلاك اللبن سواء كان مُعبأ أو سائب فيصل إلى نحو 50 ألف طن.
وأوضح رئيس شعبة العطارة بغرفة تجارة القاهرة رجب العطار، أنه تم استيراد هذا العام نحو 7 مليون و89 ألف طن من الياميش، لافتًا إلى أن هذه النسبة منخفضة جدًا وذلك مقارنة بالسنوات الماضية نتيجة إجراءات البنك المركزي والتي تشدد على استيراد السلع الاستراتيجية فقط، مشيرًا إلى ذلك تسبب في ندرة المعروض من الياميش بالأسواق وبالتالي ارتفاع الأسعار بنسبة وصلت إلى نحو50%، موضحًا أنه تم استيراد نحو 220 ألف طن من التمر، ونحو 785.8 ألف طن من جوز الهند، كما تم استيراد نحو 456 ألف طن من البندق، ونحو 157 ألف طن من التين المجفف.
وفي نفس السياق كشف رئيس شعبة المستوردين بغرفة تجارة القاهرة أحمد شيحة، أن إجمالي فاتورة استيراد ياميش رمضان هذا العام بلغت نحو 162.7 مليون جنيه، وذلك مقارنة بنحو 478.8 مليون جنيه خلال العام الماضي، أي بنسبة تراجع بلغت نحو 66%، لافتًا إلى أن هذا الانخفاض يرجع إلى نقص السيولة الدولارية وعدم قدرة البنوك تلبية احتياجات المستوردين بسبب إجراءات البنك المركزي الأخيرة، مشيرًا إلى أن ذلك أدى إلى حدوث انخفاض أيضًا في فاتورة استيراد السلع الغذائية بنسبة بلغت نحو 60%.
من جانبها، أوضحت أستاذة الاقتصاد بجامعة الإسكندرية دكتورة زينب عوض الله، أن هناك ثقافة سلبية يتبعها دائمًا المصريين في عمليات الإنفاق، مشيرة إلى أنهم يقومون بتعويض حرمانهم طوال العام في شهر رمضان، بالإضافة إلى القيام بشراء منتجات غير معتادة مثل الياميش والمكسرات، وغيرها من السلع الغير ضرورية، لافتة إلى أن حجم استهلاك المصريين قد يصل إلى أكثر من نحو 80%، وهو الأمر الذي يؤدي إلى زيادة معدل استيراد السلع، وبالتالي يرتفع أسعارها بشكل مبالغ فيه، حيث يستغل التجار عدم قدرة المواطنين على الإحجام عن هذه السلع نظرًا لإرتباطها بشهر رمضان، لافتة إلى ضرورة قيام الحكومة باستيراد السلع التي يحتاجها المواطنون وذلك لمحاربة جشع التجار، بحيث تتولى وزارة التموين عمليات توزيع السلع من خلال منافذ بيع ومعارض في العديد من المناطق بأسعار منخفضة.
وأضافت زينب أن من ضمن العادات السيئة التي يتبعها المصريين خلال شهر رمضان هي إهدار كميات كبيرة من الطعام والتخلص من بقاياه، وذلك من خلال العزائم والولائم الرمضانية والتي يعتاد المصريين إقامتها كل عام.