«فأس» الداخلية السعودية يحبط مخطط «ذئاب تميم المنفردة» لتفجير الحرم المكي
السبت، 24 يونيو 2017 02:45 صالسعيد حامد و محمد الشرقاوي
في الوقت الذي كان يستعد فيه زوار البيت الحرام لتأدية صلاة التراويح الأخيرة في رمضان هذا العام، حاولت عناصر إرهابية تنفيذ عملية داخل الحرم المكي، إلا أن الضربات الاستباقية التي شنتها الداخلية السعودية نجحت في إفشال هذا المخطط الإرهابي.
كانت وزارة الداخلية السعودية، نجحت في إحباط عملية إرهابية استهدفت الحرم المكي، مساء أمس، الجمعة، بعد مداهمة عدة خلايا إرهابية في جدة وحيي العسيلة وأجياد المصافي بمدينة مكة المكرمة.
الحملات التي شنتها قوات الطوارئ السعودية أسفرت عن القبض على خمسة أشخاص بينهم امرأة، فيما فجر أحد المطلوبين نفسه أثناء عملية المداهمة في حي أجياد المصافي، ما يؤكد أن «الذئاب المنفردة» التي تتبع الجماعات الإرهابية بالمنطقة وتمولها قطر تحاول استغلال التجمعات والتغييرات السياسية في المنطقة، لتنفيذ عمل إجرامي وخسيس.
سيناريوهات كثيرة قد تربط مخطط استهداف الحرم المكي اليوم بأحداث إقليمية سواء مع قطر أو إيران أو تركيا، ربما جميعها تكون صحيحة ولها وجاهتها ومبرارتها، خاصة بعد مخطط ضرب المسجد النبوي العام الماضي، ووقوع عمليتين في مصر والبحرين، من دول المقاطعة، الأسبوع الماضي.
لكن الأهم هو من كان سينفذ؟ وماذا كان يتوقع أن يحدث؟ والمكاسب التي سيحصل مهما كانت الجهة الممولة والمحرضة، إنه بيت الله الحرام، وللبيت رب يحميه.
الدكتور محمد آل زلفة، عضو مجلس الشورى السعودي السابق، ألمح إلى تورط «ممولي الإرهاب ومحتضني الإرهابيين» في التفجير الذي وقع في مكة المكرمة، في إشارة منه إلى دولة قطر.
وأكد زلفة، في تصريحات صحفية، وجوب أن «يكون هناك موقف حاسم وحازم في مواجهة الإرهاب ومصادر الإرهاب والدول التي تقف ورائه».
وفي نفس السياق، قال الخبير العسكري السعودي محمد القبيبان، إن استمرار بعض الدول في دعم الإرهاب قد يعرض السعودية لعمليات إرهابية في المستقبل، في محاولة لزعزعة أمنها.
وأضاف القبيبان، في تصريحات صحفية، أن اختيار توقيت ختم القرآن في المسجد الحرام لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف الحرم المكي، يعني أن الجماعات الإرهابية لا تعمل وحدها، مشيدا بالضربات الاستباقية التي نفذتها وزارة الداخلية لإحباط الهجوم.
وأكد الخبير العسكري السعودي، أن «(الذئاب المنفردة) التي تعمل لحساب الجماعات الإرهابية تستغل مثل هذه التجمعات والتغييرات السياسية في المنطقة، لتنفيذ عمل إجرامي وخسيس».
تأتي العملية الإرهابية المفاجئة بالتزامن مع صدور العدد الأسبوعي لصحيفة النبأ الناطقة بلسان تنظيم داعش والتي جاءات افتاحيتها بعنوان «إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه».
واشتمل المقال الافتتاحي على عدد من الدعوات التحريضية ضد نظام الحكم في المملكة العربية السعودية، واصفًا إياه بأنه «نظام طاغوتي»- على حد تعبيره.
وطالبت الصحيفة أنصار التنظيم بمهاجمة المنشآت السعودية وقوات الجيش والشرطة، وقتالهم قتالا لا هوادة فيه حتى يختل النظام، متوعدة باستمرار العمليات الإرهابية والقتال حتى إسقاط النظام السعودي، قائلة: «ليحارب كل منكم في مكانه وعلى قدر استطاعته حتى يأتي الفتح»، على حد وصف الصحيفة.
وجاءت افتتاحية العدد الجديد من صحيفة «النبأ» الداعشية ( العدد 86- الخميس 22 جوان) تحت عنوان «إن أَوْلى الناس بإبراهيم للّٓذين اتّٓبعُوه»، أن داعش هو وريث الوهابية وليس من سماهم «الطواغيت من آلِ سعود (...) وعلماء السوء المنتسبين الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الزاعمين كذبا أنهم ورثة علمه و السائرون على منهجه».
و أضافت الافتتاحية: «وقد بات الناس اليوم يعلمون يقينا من هم أتباع دعوة التوحيد والتجديد المباركة، ومن هم أشبه الناس بما كان عليه من الحق الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأوائل من تلاميذه وهم جنود الدولة الاسلامية، أعزها الله، و إمامهم أمير المؤمنين الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي».
ويأتي هذا التأكيد من داعش أنه وريث الوهابية، أولا في ظل أزمة الخليج و الخلاف السعودي القطري ( الافتتاحية لم تتعرض لهذا الخلاف من جوانبه السياسية والاقتصادية والأمنية) وثانيا، بعد أسابيع قليلة من البيان الصادر عن «أسرة آلِ الشيخ» ( السعودية) الذي نفى ما أسماه بمزاعم أمير قطر بعودة نسبه لمحمد بن عبد الوهاب.