في ذكرى وفاة أبو الواقعية.. «العزيمة» التي جعلت صلاح أبو سيف رائدًا
الخميس، 22 يونيو 2017 05:19 م
20 عامًا مرت على رحيل المخرج صلاح أبو سيف، أحد أفضل وأهم مخرجي السينما العربية منذ بدايتها، وحتى الآن، وما جعله يصل إلى هذه المكانة العالمية، هو إخلاصه لرؤيته لما يقدمه، بدأها بمساعد مخرج في فيلم «العزيمة»، التي جعله فيما بعد يتربع على عرش الواقعية في السينما المصرية.
كل ما قدمه صلاح أبو سيف، يؤكد أن هذا الرجل أحب عمله منذ أن بدأ فيه حينما تم تعينه موظفًا في قسم المونتاج في استوديو مصر، في منتصف الثلاثينات، ومن ثم أصبح مديرًا للقسم بعد أربع سنوات من عمله.
وظيفته الأولى التى ترقى فيها، مكنته من السفر إلى باريس لدراسة المونتاج، إلا أن فترة تعليمه في عاصمة النور، لم تكتمل، وعاد إلى مصر، عندما زحف النازيون على فرنسا.
اختار صلاح أبو سيف المدرسة الواقعية طريقًا له، ففي عام 1946 قام بإخراج أول أفلامه «دايمًا في قلبي» وهو دراما اجتماعية عاطفية، ليأتي بعده فيلمه الثاني «المنتقم» والذي يمثل بذرة توجهاته الواقعية، إلا أن الأفلام التي تلت ذلك، كانت مختلفة «مغامرات عنتر وعبلة»، «شاعر البهلوان»، و«الصقر»، وبعد هذه الأفلام الثلاثة، عاد صلاح أبو سيف إلى اللمسة التشويقية مع فيلم «لك يوم يا ظالم».
نجيب محفوظ -الذي كتب سيناريو مغامرات عنتر وعبلة، والمنتقم- وصلاح أبو سيف كلاهما وجدا في الآخر معينًا على تقديم السلسلة اللاحقة من الأعمال التي تبحر في تقديم قضايا اجتماعية بالحفر الواقعي لحياة شخصياتها، كما هو الحال في أفلام «ريا وسكينة»، «الوحش»، «شباب امرأة»، و«الفتوة».
هذه المجموعة من الأفلام هي التي جعلت النقاد يعتبرونه المخرج الواقعي الأول في السينما المصرية، كما برهنت أفلامه التي تلت ذلك، على أن ليس كل فيلم يدور في حارة شعبية بات واقعيًا، بل إن ما يبث في المشهد من معالجة ترتبط بعمق الشخصيات ومصادرها النفسية والعاطفية والاجتماعية هو ما يمنح الفيلم الجانب المكمل لنزول الكاميرا إلى المواقع الطبيعية.