تحذيرات خامنئي للعبادي خوفًا من السعودية.. وصحف: تفتح عهدا جديدا في علاقات متوترة

الخميس، 22 يونيو 2017 02:06 م
تحذيرات خامنئي للعبادي خوفًا من السعودية.. وصحف: تفتح عهدا جديدا في علاقات متوترة
علي خامنئي العبادي
محمد الشرقاوي

بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للمملكة العربية السعودية، استغرقت يومًا واحدًا، ضمن جولة إقليمية يزور خلالها إيران والكويت، في مساع العراق لتبني مصالحة إقليمية، حذر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي العبادي، من اتخاذ أي إجراء يمكن أن يؤدي إلى إضعاف ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة إيرانيًا، وأن أي تصرف سيعرض استقرار بغداد للخطر.

زيارة العبادي تهدف إلى تعزيز المصالحة بين السعودية، والعراق، بحسب بيان لمجلس الوزراء العراقي، وأنها تسعى إلى المساعدة في رأب انقسامات عميقة ومريرة بين الشيعة والسنة في العراق.

وأضاف البيان: «تأتي الزيارة في ظل الانتصارات التي يحققها العراق على مسلحي تنظيم داعش، وقرب إعلان هزيمته وتطلع العراق إلى التعاون الجاد ضد الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار شعوب ودول المنطقة».

تحذيرات الخامنئي، تناقلتها وسائل إعلام إيرانية، قال خلال اجتماع في العاصمة طهران، إن الفصائل الشيعية المسلحة هي القوى الأساسية التي تصد الجماعات السنية المتشددة ويجب على بغداد ألا تثق في الولايات المتحدة في القتال ضد داعش.

وتخوض القوات المدعومة إيرانيًا معركة تحرير الموصل، باعتبارها أحد ألوية الجيش العراقي، ويقدر عددها بأكثر من 60 ألف مقاتل، غير أن اتهامات طائفية تلاحقها.

وقال خامنئي للعبادي، أثناء زيارته الثلاثاء، لطهران، إن داعش ينسحب من العراق وهذا بفضل ثقة الحكومة في هذه القوات الشابة المتفانية، والأمريكيون ضد قوات الحشد الشعبي لأنهم يريدون أن يخسر العراق مصدر قوته الأساسية.

وطلب خامنئي من العبادي ألا يثق في الأمريكيين في حربهم ضد داعش لأنهم هم وحلفاؤهم بالمنطقة، خلقوا داعش بأموالهم ولا يريدون القضاء عليه تمامًا في العراق، مضيفًا أن إيران تعارض وجود القوات الأمريكية في العراق تحت أي ظرف بما في ذلك تدريب القوات العراقية.

في الوقت ذاته، اهتمت صحف عربية ودولية بزيارة العبادي للسعودية، ولقاءه مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، كأول رئيس حكومة للعراق يزور السعودية منذ عام 2003.

تقول صحيفة الجزيرة السعودية: «وتأتي الزيارة الأولى للرئيس الدكتور حيدر العبادي، لتشكّل حدثًا مميزًا عربيًا ودوليًا مع ترقب كبير للنتائج المباركة التي ستحققها في المجال الثنائي بين البلدين والمحيط العربي والإقليمي، تزامن هذه الزيارة التاريخية والأمة العربية تعيش حالة صعبة من الفوضى الأمنية في العديد من أجزائها وسيطرة المليشيات المنفلتة الإرهابية تحرق الأخضر واليابس في وطننا العربي الممزق والذي يعيش أبناؤه حالة من الخوف والقلق وذل الهجرة القسري في وطنه ومحيطه الإقليمي».

وتضيف الصحيفة للكاتب عبدالإله سعدون: «تفتح هذه الزيارة عهدًا جديدًا في علاقات أخوية متينة مبنية على الثقة والاحترام والتعاون المشترك لما فيه خير البلدين الشقيقين العراقي والعربي السعودي، وإعادة اللحمة للوطن العربي الذي يحتاج في يومه هذا لكل جهد عربي مشترك من أجل استتباب الأمن والسلام والتنمية لربوعه القلق».

وفي العرب اللندنية، في مقال لماجد السامرائي، بعنوان «الرياض وبغداد.. هل انكسر الحاجز»، يقول: «يكتسب العراق خصوصيته وهو دائما كذلك لموقعه في قلب صراع المصالح الإقليمية والدولية بعدما وضعته إيران في مركز مجالها الاستراتيجي الحيوي وقوة نفوذها التي تكونت ونمت بسرعة داخل العراق بسبب الولاء الأيديولوجي للحكومات العراقية بعد عام 2003، والتي ابتعدت في سياساتها عن الهوية الوطنية والعمق العربي».

ويضيف السامرائي «وفق المقاييس العراقية النزيهة والحريصة على أمن البلد والطموح ببنائه بعد هذا الخراب الذي أصابه، خطوة العبادي المتبادلة مع الرغبة السعودية الجادة بتطوير العلاقات بين بغداد والرياض ستكون في صالح شعب العراق أولًا وأخيرًا».

وفي تقرير لذات الجريدة، يقول إن الزيارة تأتي في محاولة من العبادي لتثبيت نفسه إقليميًا في مرحلة ما بعد داعش، مشددةً أن القادة في السعودية يستقبلون العبادي وهم مدركون لمحدودية هامش المناورة لديه بسبب السطوة الكبرى التي تمارسها طهران على الحكم في العراق، لاسيما من خلال الأحزاب الشيعية.

وتضيف الصحيفة: ويدرك العبادي من جهته أن مرحلة ما بعد داعش تتطلب الكثير من المساعي الحقيقية لبناء ما دمرته الصراعات والنزاعات التي عاشها العراق منذ الغزو الأمريكي وهو ما لا تقوى عليه حكومته في ظل استمرار ماكنة الفساد في العمل وهو ما سيدفعه إلى الاستعانة بالاستثمارات السعودية منطلقًا من العلاقات الاقتصادية لسد الثغرات السياسية. ولن تمانع القيادة السعودية في تلبية مطالب العبادي من أجل ضخ شيء من القوة في مسعاه من أجل الانفتاح عربيا في مواجهة التشدد الذي تمثله الميليشيات الموالية لإيران وهي تستعد للقفز إلى السلطة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة