سر اختراع الفراعنة للكتابة.. العثور على نقوش «أبومنجل الأصلع» بالأقصر (صور)
الخميس، 22 يونيو 2017 10:58 ص
تمكنت بعثة أثرية من جامعة ييل الأمريكية العاملة بمشروع مسح صحراء الكاب بالتعاون مع وزارة الآثار، من العثور على موقع جديد لنقوش صخرية بالقرب من قرية الخوي والتي تقع علي بعد حوالي 7 كم شمال مدينة الكاب الأثرية، 60 كم جنوب مدينة الأقصر.
وأوضح دكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية أن هذه النقوش عبارة عن عدة لوحات لنقوش ورسومات صخرية بارزة تمثل أوائل أشكال الكتابة في مصر القديمة، كما صور عليها أقدم وأكبر علامات من المراحل التكوينية المبكرة والبدائية للنص الهيروغليفي، ويقدم دليلا لكيفية اختراع المصريين القدماء نظام الكتابة المتفرد، ويمتد تاريخها إلى بداية عصر ما قبل الأسرات (نقادة الأولى: حوالي 4000 - 3500 قبل الميلاد)، وحتى أواخر الدولة القديمة (حوالي 2350 قبل الميلاد).
وأشار هاني أبو العزم رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا إلى الأهمية التاريخية والأثرية لهذه النقوش والتي تمثل مرحلة انتقالية هامة في تاريخ وطريقة الكتابة المصرية القديمة، كما أنها تقدم دليلاً على كيفية اختراع المصريين القدماء لنظام الكتابة المتفرد، كما أنها تعد جزء من النقوش الصخرية في منطقة الكاب التي ساعدت على فهم تطور النقوش المرسومة، والتي مهدت الطريق لظهور الكتابة الهيروغليفية الحقيقة في صعيد مصر 3250 ق.م.
وقال جون كولمان دارنييل مدير بعثة جامعة ييل الأمريكية أن النقوش المكتشفة وجدت علي أسطح الصخور العالية المطلة على خط السكة الحديدية وهي تصور رسومات حيوانية خاصة لقطيع من الفيلة الكبيرة بعضها يظهر كرموز أو كمثال للسلطة السياسية لحكام فترة أواخر عصر ما قبل الأسرات.
وأضاف دارنييل أن من أهم النقوش المكتشفة نقش يعود لعصر الأسرة صفر(نقادة الثالثة: حوالي 3250-3100 ق.م.)، وتقع في نهاية الطرف الشمالي للموقع وتحتوي على أربعة علامات، كتبت من اليمين إلي اليسار، وهو اتجاه الكتابة السائد في النصوص المصرية اللاحقة: رأس ثور علي عمود قصير، يتبعهما اثنين من طائر اللقلق معقوف المنقار غير المتواجهين، بحيث ينظر أحداهما إلى اليمين والآخر ينظر إلى اليسار، وأعلاهم وفيما بينهم يوجد طائر أبو منجل الأصلع.
وأكد دارنيل أن هذه اللوحة تعد واحدة من أكبر الاكتشافات الخاصة بالأسرة صفر تم العثور عليها حتى الآن و أن نقوشها شبه متطابقة تقريبا للعلامات المبكرة بمقبرة أم الجعاب بمنطقة أبيدوس، وبهذا تكشف عن وجود كتابات قديمة مشتركة وشائعة بالفعل في بداية فترة نقادة الثالثة .
والجدير بالذكر أن الرسومات والمخربشات الصخرية في الصحراء الشرقية والغربية لمصر ثبت أن الفنانين القدماء غالبا ما تفاعلوا مع الصور المبكرة، حيث قاموا بتجميع الصور المتشابه أو الصور ذات المعاني المترابطة علي نفس سطح الصخور، وفي المرحلة الأخيرة من عصر ما قبل الأسرات، أمكن استخدام الصور في الرسومات الصخرية مع القطع الآخرى من وادي النيل للتعبير عن المعنى والمفاهيم .
وتعطي النقوش المكتشفة حديثا بمنطقة الخوي مثال آخر علي هذه المرحلة الانتقالية الهامة. وهي من أوائل أشكال الكتابة في مصر القديمة،وعلي ارتفاع متر تقريبا،و من أكبر الاكتشافات للأسرة صفر حتي الآن، أول بدايات الهيروغليفية البارزة .
موضوعات متعلقة