طرح برنامج لتحليل مخاطر الزلازل الأرضية في منطقة الشرق الأوسط

                                                                                             

يعيش خُمس سكان الشرق الأوسط، أي ما يقارب ٤٠ مليون نسمة، في مناطق معرضة لمخاطر وقوع الزلازل، وفقاً لبرنامج (مفتوح المصدر) لتحليل المخاطر تم اطلاقه اليوم من قبل حلول كاتريسك وهي شركة علمية متخصصة ولويدز، المؤسسة العالمية المتخصصة في التأمين وإعادة التأمين.

 

ويعتمد البرنامج الجديد مصدراً متخصصاً في تحليل أنشطة الطبقات الجيولوجية الإقليمية وعلاقتها بالزلازل للتوصل إلى تقييم دقيق لمخاطر الزلازل في بلدان تشمل البحرين والعراق والأردن والكويت ولبنان وعُمان وقطر والسعودية وسوريا والإمارات واليمن. 

 

كما يستخدم البرنامج التحليلي أحدث بيانات ترددات الطبقات الأرضية لكل الهزات الأرضية في منطقة الشرق الأوسط قاطبة، حيث أن الأضرار الناجمة عن الزلازل غالباً ما تسببها الارتدادات الأرضية التي تقع خارج المناطق التي تغطيها نماذج تحليل مخاطر الزلازل المعتمدة حالياً على مستوى المنطقة. 

 

وتشهد منطقة الشرق الأوسط على مدار الأعوام الثلاثين الماضية زيادة لافتة في توسع الحياة المدنية والنمو الاقتصادي، حيث يقطن ما نسبته ٥٦٪ من سكان المنطقة البالغ عددهم ٣٩٨ مليون نسمة في المدن. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة مع حلول العام ٢٠٢٥ لتصل إلى ٦٨٪. ويحتم النمو الكبير في التجمعات السكنية الحضرية تطوير حلول وخدمات متخصصة لتحليل أثر الكوارث الطبيعية على مستوى الشرق الأوسط.

 

وقال تريفر مينارد، رئيس الابتكار في لويدز: "كما في سائر مناطق العالم، منطقة الشرق الأوسط، وللأسف، معرضة لمخاطر طبيعية مثل الجفاف والفيضانات والعواصف والهزات الأرضية. وبالرغم من ذلك تعد واحدة من المناطق القليلة في العالم التي لا تتوفر لديها نماذج علمية ومتخصصة حول نماذج تغطية الكوارث". 

 

وتابع مينارد: "من شأن النموذج الجديد العمل على تغطية هذه الفجوة، وذلك من خلال العمل على توفير تقييم دقيق لحجم التعرض للمخاطر وبالتالي مساعدة المجتمعات وقطاعات الأعمال للإعداد وبناء مقومات التعامل مع الكوارث الطبيعية. كما من المتوقع أن يتم تطبيق التقنيات الجديدة التي يقدمها البرنامج لمخاطر أخرى في المنطقة مثل التسونامي والانزلاقات الأرضية والعواصف والفياضانات.

 

هذا وقد تعرضت منطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام ١٩٩٠-٢٠١٤ إلى ٢٠٠ هزة أرضية تراوحت بين المتوسطة والكبيرة والتي أودت بحياة ٢٥٠ ألف شخص وأثرت على مجتمعات يبلغ تعدادها ١٠ مليون نسمة، وذلك وفقاً للبرنامج الجديد الذي تم طرحه.

 

من جهته قال مارك كوبر، الممثل العام لـ لويدز في الشرق الأوسط: "نحن في لويدز بصفتنا المؤسسة المتخصصة والرائدة في قطاع التأمين وإعادة التأمين نرى أنه من الضروري تقديم عمقاً تحليلياً مستنداً إلى الابتكار ومعلومات وبيانات من شأنها دعم وتمكين مختلف الجهات العاملة في القطاع. من شأن التقرير المتخصص عن الهزات الأرضية في المنطقة تعزيز فهم القطاع للمخاطر المترتبة وبالتالي العمل على تطوير هيكلة واضحة ومبنية على معلومات الدقيقة لتغطية المخاطر المتعلقة بالزلازل في المنطقة".

 

يجدر الإشارة إلى أن نماذج تحليل مخاطر الكوارث الطبيعية لم تعطي المنطقة الاهتمام المطلوب، باستثناء تركيا وقبرص. وتعتبر نماذج تحليل البيانات المتعلقة بالكوارث الطبيعية لازمة لإصدار التغطية التأمينية وإعادة التأمين في الوقت عينه، كونها تمنح مصدري التغطية التأمينية لتقييم مدى حجم المخاطر واحتمالية تكرارها والتوصل إلى تسعير دقيق للمنتج التأميني المقدم.

 

وقدم تم طرح النموذج الجديد على منصة أويسيس، وهي طريقة جديدة بتكلفة منخفضة للحصول على نماذج المخاطر. وتمتاز هذه المنصة بأنها لا تقتصر على تقديم بيانات إحصائية فقط، وتمنح إمكانية إضافة تحسين على نماذج تحليل المخاطر، وبالتالي التحري من تقديم أحدث ما توصل إليه البحث العلمي. لمزيد من المعلومات يمكن تصفح المنصة من خلال الرابط www.oasislmf.org