عندما صفع عبدالناصر مرشد الإخوان رافضا الوصاية الدينية والسياسية على الثورة
الإثنين، 19 يونيو 2017 03:33 معنتر عبداللطيف
اتصل المرشد العام لجماعة الإخوان وقتها حسن الهضيبي بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر قائلا له بأن مكتب الارشاد كلف كلا من حامد أبو النصر والشيخ فرغلي بمقابلته لأمر لا يعتقد الإخوان بأنه قابل للتأجيل.
التقى عبدالناصر موفدي جماعة الاخوان اللذان عرضا عليه رسوما قالوا إنها تقريبية لثلاثة نماذج من الحجاب يمكن تطبيقها على مراحل بصورة تدريجية وفور مشاهدة عبدالناصر لهذه الرسوم التقريبية ضحك ساخرا وقال لهم: أنا مش عارف سبب اهتمامكم باستهداف الستات، ثم توجه إلى حامد أبو النصر متسائلا: طيب ليه بناتك سافرات يا استاذ حامد و ليه ما تلزمهمش بواحد من الحجاب ده اللي عايزين من مجلس قيادة الثورة فرضه على الستات بمراسيم.
بعد فشل هذا اللقاء حاول الإخوان المسلمون صياغة أفكار جديدة حول شكل النظام السياسي الذي يجب أن تحدده الثورة.
قبل هذه الواقعة وبالتحديد بعد أربعة أشهرعلى قيام الثورة، في صبيحة يوم صدور قانون حل الأحزاب في يناير سنة 1953م حضر إلى مكتب جمال عبدالناصر وفد من جماعة الإخوان، مكون من الصاغ الإخواني صلاح شادي والمحامي منير الدولة وقالا لعبدالناصر: الآن وبعد حل الأحزاب لم يبق من مؤيد للثورة إلا جماعة الإخوان ولهذا فانهم يجب أن يكونوا في وضع يليق بدورهم وبحاجة الثورة لهم.
رد عليهم جمال عبدالناصر قائلا: إن الثورة ليست في أزمة أو محنة، وإذا كان الإخوان يعتقدون أن هذا الظرف هو ظرف المطالب وفرض الشروط فأنهم مخطئون.
عاد عبدالناصر ليقول: حسنا ما هو المطلوب لاستمرار تأييدكم للثورة؟ قالا لعبدالناصر: اننا نطالب بعرض كافة القوانين والقرارات التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها.. وهذا هو سبيلنا لتأييدكم إذا أردتم التأييد.
فقال لهما جمال: لقد قلت للمرشد في وقت سابق إن الثورة لا تقبل أي وصاية من الكنيسة أو ما شبابهها، وإنني أكررها اليوم مرة أخرى وبكل عزم وحزم، لكنهما أصرا على موقفهما وأبلغا عبد الناصر أن مهمتهما في هذا اللقاء ليست النقاش بل إبلاغ مطالب الاخوان فقط ونقل رد مجلس قيادة الثورة إلى مكتب الإرشاد.
في منزله بمنشية البكري في حي مصر الجديدة التقى جمال عبدالناصر ومرشد الإخوان حسن الهضيبي لبحث سبل التنسيق والتعاون بين الثورة والإخوان لكن بشرط وهو بعد الجماعة عن محاولة فرض وصاية دينية أو سياسية على الثورة من أي نوع.
الهضيبي فاجأ عبدالناصر بتقديم قائمة مطالب جديدة قائلاُ إن على مجلس قيادة الثورة إصدار مراسيم بفرض الحجاب على النساء وإقفال دور السينما والمسارح ومنع وتحريم الأغاني والموسيقى وتعميم الأناشيد الدينية وإصدار مرسوم يلزم القائمين على حفلات وقاعات الأفراح باستخدام أناشيد مصحوبة بإيقاعات الصاجات (الدفوف) فقط، ومنع النساء من العمل وإزالة كافة التماثيل القديمة والحديثة من القاهرة وكل أنحاء مصر.
وقال عبدالناصر ردا على الهضيبي: لن اسمح لهم بتحويلنا إلى شعب بدائي يعيش في أدغال أفريقيا مرة أخرى.
وتساءل عبدالناصر: لماذا بايعتم الملك فاروق خليفة على المسلمين؟ ولماذا لم تطالبوه بهذه المطالب عندما كانت هذه الأشياء مباحة بشكل مطلق؟ ولماذا كنتم تقولون قبل قيام الثورة: إن الأمر لولي الأمر.