دلال كسرت تابوهات المجتمع وعملت مكوجية فى الصباح ومسحراتية فى ليالى رمضان
الإثنين، 19 يونيو 2017 10:00 م
على مدار عقود طويلة يجد التراث من يقف حارس له كأطباء يعيدونه للحياة ويذكرون الناس به قبل أن يختفى من الدنيا ويصبح خطوط على أوراق كتب التاريخ، وقد استطاعت دلال أن تعيد شخصية المسحراتى إلى أذهان المصريين بجسد أنثوى وبطبلة ورثتها عن شقيقها لتكمل مسيرته، متخذة من تلك الطبلة مرشدا يخبرها عن آثار أقدامه، وسرعان ما انسجمت الطبلة مع صوتها وهى تنادى على الأطفال والصائمين تخبرهم بقدوم وقت السحور.
بدأت قصة "دلال" منذ خمس سنوات حينما قررت أن تخلد ذكرى أخيها وتشبع رغبتها فى الحفاظ على طقوس رمضان من خلال تجسيد شخصية المسحراتى بشكل عملى يراه الأطفال قبل أن تصبح أسطورة يقرأونها فى الكتب.
تقول دلال، " أنا ورثت تلك المهنة عن أخى وأردت العمل بها لتكون رحمة ونور على روحه، كما أنها عادة رمضانية لا يجب أن ينساها الناس، بالإضافة إلى أنها تشبع رغبتى فهى بمثابة هواية أعشق ممارستها".
وتابعت " لم تكن هذه المرة الأولى التى أخرج فيها عن عادات المجتمع فأنا أعمل مكوجية طوال العام ومن تلك المهنة أوفر الطعام والشراب لأولادى، ومع أول أيام رمضان أمارس هوايتى وهى المسحراتية ليلا، وفى الصباح أقف لأكوى الملابس، لذلك لا يجب أن يطلق عليها مهنة فهى عادة تمارس مرة فى العام".
حينما ينتصف الليل ينتظر الأطفال دلال فى الشرفات لتهل عليهم بعباءتها السوداء وغطاء رأسها الملون، ومع سماع أول طرقة لها وهى تدندن قائلة "سحورك يا أحمد، سحورك يا شيماء، سحروا حبايبكم، السحور يا حبايبى وحبايب رمضان" يهرولون على الدرج ليستقبلوها بالفرحة والمحبة لتنادى على أسمهائهم مقابل جنيه، ومن لا يقدر على الدفع منهم لا تبخل عليه بالنداء محبة منها.