أوكازيون تعدد الزوجات

هوس سلفى بعروض مميزة لرجال أعمال سلفيين بخصم 50٪ لدعم من يفكر بالزوجة الثانية و75٪ لمن يتزوج بثالثة ورابعة

الثلاثاء، 20 يونيو 2017 11:50 ص
هوس سلفى بعروض مميزة لرجال أعمال سلفيين بخصم 50٪ لدعم من يفكر بالزوجة الثانية و75٪ لمن يتزوج بثالثة ورابعة
الشيخ محمد حسان والشيخ أبو إسحاق الحوينى
أحمد السيد

مشايخ السلفية الأكثر زواجا.. والقرضاوى الوحيد الذى شذ عن الإخوان.. وبن لادن والبغدادى رسخا لفكرة الزواج بأكثر من امرأة لدعم تنظيماتهما بنشء جديد
 
يعتبر تعدد الزوجات من أهم ملامح المنهج السلفى فى مصر، حيث يضع السلفيون هذا الأمر على رأس أولوياتهم الشرعية، ويدافعون عن الفكرة بشكل شرس، كما لو كانوا يدافعون عن الإسلام، بل ويربون أبناءهم وبناتهم عليها حتى يكونوا مقتنعين بها عندما يكبرون، ولا تحدث الخلافات التى تحدث فى الأسر المصرية الأخرى عندما يقرر الزوج الزواج بزوجة أخرى دون أن يترك زوجته الأولى.
 
من أبرز مشايخ السلفية المؤمنين بتعدد الزوجات الشيخ محمد حسان الداعية السلفى الشهير الذى يقال عنه إنه متزوج بـ4 نساء بل وجعلهن جميعا يقمن فى عقار واحد مخصص لهن بأكتوبر، هذا بالإضافة إلى الشيخ أبو إسحاق الحوينى الداعية السلفى الشهير الذى رزقه الله بأكثر من ابن وابنة، وتأكيد مقربين منه زواجه بأكثر من سيدة دون أن يتم الإعلان عن عددهن، هذا بالإضافة إلى الشيخ محمود المصرى أيضا الذى تردد فى وسائل الإعلام أيضا تعدد زواجه.
 
يعتبر الداعية السلفى الوحيد الذى خرج من تنفيذ فكرة تعدد الزوجات مع أنه من أكبر المناصرين لها الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، الذى اكتفى بالزواج مرة واحدة دون أن يفكر فى تنفيذ هذا التعداد الذى يدعو إليه، ويبرره فى فتاواه بأنه سبب فى إنهاء العنوسة فى مصر.
 
وفى نفس موقف برهامى تقريبا نجل الحوينى حاتم الحوينى، الداعية السلفى البارز، الذى يدعو دائما لتعدد الزوجات ويدافع عن هذه الفكرة بضراوة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» دون أن يتزوج إلا بواحدة فقط، مؤكدا اكتفاءه بها وعدم تفكيره فى التعدد الذى يدعو إليه.
 
دعوات السلفيين لتعدد الزوجات جاوزت كل الحدود، ووصلت إلى تخصيص بعض رجال الأعمال السلفيين عروضا مميزة جدا لمن يفكر بالزوجة الثانية، فبعض رجال الأعمال السلفيين من أصحاب محال صناعة الأثاث قدم عرضا لزبائنه يفيد بخصم 50٪ من قيمة سعر أثاث المنزل الذى سيتم شراؤه من محله إذا كان الرجل يشتريه من أجل الزواج بثانية، فى حين حدد 75٪ خصما حال الزواج بثالثة أو برابعة.
 
المفاجأة أن دعم تعدد الزوجات عند السلفيين، وصل إلى حد أن نساء السلفية هن من يدعين إلى هذا الأمر، ويحثثن رجالهن على الإقدام على الزواج بأخرى ما داموا قادرين ماليا على ذلك وقادرين على العدل بين الزوجات، ولعل أبرز ملامح دعم نساء السلفية لتعدد الزوجات كتاب أصدرته كاتبة سلفية  تدعى «رانيا هاشم» وكان موجودا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب الماضى باسم «التعدد شرع» وفيه دعت النساء المسلمات بضرورة مطالبة أزواجهن حال كان لديهن قدرة مالية على الزواج بالزواج بأخرى من أجل القضاء على مشكلة العنوسة فى مصر، والمساهمة فى ستر عرض سيدة تطلقت لظروف خارجة عن إرادتها أو إنقاذ أسرة بالكامل توفى ربها فتحتاج إلى رب أسرة جديد يتولى الاهتمام والحفاظ على أبنائها.
 
وعددت «هاشم» فى كتابها ميزات التعدد للرجال والنساء، ومنها أن النساء يجدن ما يجعلهن يشتقن لأزواجهن ويسعين بكل الطرق لإرضائهن فى ظل وجود منافسة لهن من زوجة أو زوجتين آخريين.
 
وقد تلقت الكاتبة رانيا هاشم هجوما شرسا على دعواتها تلك من قبل النساء بل وأُطلقت حملات ضدها، تتهمها بأنها قد خطفت زوجا من زوجته ولذلك تدعم فكرة الزواج بأكثر من زوجة لضمان أن يتزوج جميع النساء كزواجها، وقد نفت هذا الأمر جملة وتفصيلا فى لقاءات إعلامية لها دون أن تتحدث عن حياتها الشخصية مطلقا.
 
على الجانب الآخر وعلى الرغم من أن تعدد الزوجات فى الفكر السلفى جزء من منهجه، يعتبر تعدد الزوجات فى «الفكر الإخوانى» أمرا منهيا عنه ومحرما، حيث ترفض الجماعة أن يتزوج أى من قياداتها بزوجة أخرى بل وتدعوه صراحة  لأن يكتفى بزوجة واحدة فقط وهى زوجته الإخوانية  التى تنتمى لعائلة إخوانية خالصة وليس أى سيدة من خارج الجماعة.
 
كل قيادات الإخوان بلا استثناء يسيرون وفقا لهذا المنهج وهو الاكتفاء بزوجة واحدة رغم القدرة المالية الكبيرة لمعظم قيادات الإخوان، والتى تمكنهم من تطبيق التعدد الذى يدعو إليه السلفيون، ويعتبرونه فرضا شرعيا فى ظل هذا الزمن الحالى.
 
القيادى الإخوانى الوحيد الذى شذ عن قاعدة الإخوان الأساسية بالاكتفاء بزوجة واحدة هو «يوسف القرضاوى» رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ابن الـ90 عاما، والذى تزوج بأكثر من زوجة فى مصر وقطر وغيرها من الدول التى زارها أثناء رحلته فى الخارج، وفور خروجه من مصر أنجب عددا كبيرا من الأبناء، أغلبهم ليسوا أشقاء لاختلاف الأم.
 
يؤمن القرضاوى بتعدد الزوجات، كما يؤمن به السلفيون، ولكن يطبقه على نفسه فقط، أما فى فتاواه فيفضل الزواج بزوجة واحدة، ويعتبر التعدد متاحا بشرط أن يكون للزوج مبرر لتنفيذه، مثل عدم إنجاب الزوجة الأولى كما اشترطه بتوافر قدرة مالية كبيرة يستطيع بها الزوج الإنفاق على البيوت التى يفتحها بالزواج.
 
ومن الإخوان إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة، وخاصة تنظيم «داعش الإرهابى» وغيرها من الجماعات التى تنتمى للفكر الجهادى يعتبر التعدد فرض عين على رجلها، حيث لا تجد إرهابيا واحدا مكتفيا بزوجة واحدة بل يتزوج 4 زوجات، ويتحجج فى ذلك بأنه يقتدى بالنبى، صلوات الله عليه وسلامه، ولعل أبرز من طبق التعدد وبكثافة مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابى «أسامة بن لادن»  الذى تزوج بأكثر من زوجة وأنجب منهم العديد من الأبناء والبنات.
 
ومن ضمن من طبق هذا المنهج أيضا «أبو بكر البغدادى» زعيم تنظيم داعش الإرهابى الذى تزوج بـ4 سيدات بجانب امتلاكه ما يسميه ملك اليمين وهن كثر وأنجب منهن العديد من الأبناء دون أن يتم الإعلان عنهم حاليا حتى لا يتم استهدافهم.
 
وتدعو التنظيمات الإرهابية المسلحة رجالها بشكل واضح وصريح، إلى الزواج من أكثر من سيدة والإنجاب بكثرة، بهدف تقوية بناء تلك التنظيمات من خلال الدفع بعناصر جديدة تنشأ منذ يوم ولادتها داخل كنف التنظيم الإرهابى، ووفقا لمبادئه وهو ما يجعلهم أكثر إيمانًا وولاءً لتلك التنظيمات عن باقى المنضمين لها من غير المتربين على أسس ومناهج تلك التنظيمات التكفيرية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق