«النقاب أو الموت دونه».. حكاية «الفاتنة» في أروقة المحكمة
الأحد، 18 يونيو 2017 10:14 مإسلام ناجى
اقتربت هالة من منصة القاضى بخطوات متوترة، تُظهر قلقها وخوفها، وعقل مشتت، تتقاتل فيه الأفكار الكثيرة حتى أصابتها بصداع شديد، دفعها إلى رفع يديها بعفوية تتحسس رأسها خوفًا من اكتشاف شق كبير بها، وما أن وصلت إلى هدفها، تدافعت الأفكار على لسانها، كل منها تريد الخروج أولاً، والإفصاح عن نفسها، فخرجت الكلمات مبتورة مبهمة، لم يفهم منها القاضى شيئًا، فسألها عن سبب رغبتها فى الانفصال، أخذت نفسًا عميقًا حبسته لحظات، قبل أن تطلق تنهيدة مشبعة بوجع سنوات... أخيرا تمالكت نفسها وبدأت تقص حكايتها.
هالة الابنة الوحيدة لعائلة صغيرة، ميسورة الحال، فُتنت بجارها، تلت الصلوات والدعوات أن يجمعهما عش دافئ، واستجاب الله، وتقدم سالم لخطبتها قبل 6 سنوات من الآن، واتفقا أن تنتقل إلى بيته بعد عامين من الخطبة، وبالفعل ارتدت هالة فستانها الأبيض، وجلست إلى جانب عريسها في إحدى القاعات النيلية، سعيدة راضية.
لم تمض سوى أيام قليلة على زواج هالة من سالم، وظهر الوجه الآخر للزوج الأناني شديد الغيرة، رفض أن تستمر في عملها خوفًا من نجاحها الملحوظ، سلسل الأبواب قلقًا من جمالها الساحر، حبسها في عش الزوجية، لم تجد الزوجة أمامها سوى الرضوخ، شعرت بالحب في أفعاله، لم تكن تعلم أن هذا بداية تأخذها إلى فرض النقاب بالقوة الجبرية، ثم الامتناع عن زيارة أهلها أو تكوين صداقات مع الجيران، وحجب عنها وسائل تكنولوجيا الاتصال بأشكالها، وأنواعها.
مرت الأيام بطيئة على الزوجة الحبيسة، تخلل الندم فؤادها، اعتصرت الحسرة قلبها، شعرت بأنها غدت جارية، لا ترى زوجها إلا عندما تحركه شهوته إليها، فاشمأزت من نفسها، ضاقت عليها الأرض بما رحبت، قررت أخيرًا أن تواجهه، وتبث إليه شكواها عله يشعر بها، ويرأف لحالها، لكنه غضب لتجرأها عليه، وانهال عليها بالضرب، حتى نزفت، استغاثت به لينقلها إلى المستشفى، لكنه تركها غارقة في دمائها، وغادر المنزل، وانضم لأصحابه على القهوة، وعندما رجع إليها فجرًا، وجدها غائبة عن الوعى، فاتصل بأهلها ونقلوها إلى المستشفى.
بداية النهاية.. زوجة على حافة الهاوية
ظلت هالة في المستشفى أيام، تسترجع حياتها مع سالم، تتذكر تضحياتها لأجله، وحرمانها من الأطفال بسببه، وعدم تقديره لها، وتعجرفه معها، وتعديه المستمر عليها بالضرب، فتبدل الحب داخلها إلى كراهية شديدة، جعلتها عاجزة عن النظر فى وجهه مرة أخرى، أو مسامحته على تصرفاته القاسية معها، فطلبت منه الطلاق، وعندما رفض، لجأت إلى محكمة الأسرة لتنصفها عليه، وترد لها جزءًا من كرامتها.
اقرأ أيضا