المعارك والغزوات الاسلامية (25-30).. فتح بيت المقدس
الثلاثاء، 20 يونيو 2017 11:08 ص
استلم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة في عام 634 م، وكان حينها هرقل ملك الروم قد وجّه جيوشه لاسترجاع الأراضي المسلوبة من قِبل المسلمين إلا أنّ محاولته باءت بالفشل في معركة اليرموك من ذلك العام، وأمر عمر بن الخطاب القائد المسلم أبو عبيدة بالتوجه نحو سوريا لفتحها ثمّ القدس، وبالفعل تمكن المسلمون من تحقيق ذلك في شهر شوال من السنة السادسة عشرة للهجرة المصادف شهر أبريل عام 637 م.
لم يكن أمر فتح بيت المقدس بتلك السهولة، حيث أقدم ملك الروم هرقل على تحصينها بشدة بعد استرجاعها من الفرس، وتمكنوا من حمايتها بشراسة، وفي عام 13 هجريا بدأت القوات الإسلامية بتهديد وحصار الطرق الواصلة إلى بيت المقدس، حيث كانت جميع الطرق محاصرة من قبل المسلمين وخاصة بعد استيلائهم على حصون قريبة من القدس وهي بيلا وبُصرى، وكان وجود المدينة غير مفتوحة قد قطع مسير الفتوحات نحو باقي سوريا.
استعدت الجيوش الإسلامية بعد أن احتشدت في أريحا، وفي ذلك الوقت أرسل صفرونيوس بعض الآثار المقدسة ومن بينها الصليب الحقيقي لتهريبها إلى القسطنطينية، وكانت الجيوش الإسلامية قد بدأت بفرض الحصار في ذلك الوقت لإرهاق كاهل البيزنطيين بنقص الإمدادات لإبرام تفاوض يوصل إلى استسلام غير دموي، وبالفعل لم يكن الفتح دموياً بالرغم من فرض الحصار الإسلامي على المدينة لمدة أربعة أشهر، وانتهت بإعلان صفرونيوس استسلامه ورضوخه لشروط المسلمين ودفع الجزية.
وقع الطرفان اتفاقية يُقر بموجبها البيزنطيين تنازلهم عن مدينة القدس واستسلامهم للمسلمين، إلا أنّ بطريرك القدس رفض التفاوض مع المسلمين فأرسل أبا عبيدة إلى خالد بن الوليد ليبلغه بفشل مهمة التفاوض، وليوصل الأمر إلى الخليفة، ودعاه إلى الحضور إلى القدس لإقناعه بتسليم المدينة.