كاتبة فرنسية: باريس ولندن تعيشان انتخابات 1997 مجددًا بشكل معكوس
السبت، 17 يونيو 2017 10:41 ص
قارنت الكاتبة الفرنسية بولين بوك، بين الانتخابات العامة التى شهدتها كل من فرنسا وبريطانيا مؤخرا من جهة، وانتخابات الدولتين عام 1997 من جهة أخرى، قائلة إن الدولتين تعيشان تجربة إحداهما الأخرى مُجددًا.
ولفتت بولين - فى مقال نشرته مجلة (الـنيوستيتسمان) - إلى إحراز شاب كاريزمى قادم من تيار الوسط فوزا كاسحا فى انتخابات عامة حصلت فيها حملته الليبرالية على دعم ساحق من أنحاء البلاد (فرنسا)؛ فيما على الجانب الآخر من بحر المانش، ثمة سياسية محنكة من يمين الوسط تتلقى درسًا صعبًا بأن الدعوة لانتخابات مبكرة لزيادة أغلبية الحزب البرلمانية يمكن أن تأتى بنتائج عكسية مذهلة - إن ذلك يبدو مُلخصًا للأسابيع القليلة الماضية فى فرنسا وبريطانيا 2017، لكن يمكن أن يكون تلخيصا لما حدث قبل 20 عاما فى الدولتين ولكن بشكل معكوس.
وقالت بولين، لطالما كانت السياسات فى فرنسا وبريطانيا فى حالة متعارضة من حيث الأساسيات؛ حيث الاختلاف بينهما فى النظام والدستور والثقافة الإعلامية والشخصيات القيادية - لكن فى 2017، جاءت المستجدات السياسية فى كل منهما تعكس ما فى الأخرى أو ما كانت عليه تلك قبل عشرين سنة.
ورأت الكاتبة أن إيمانويل ماكرون قد تمّتْ مقارنته بـتونى بلير عددًا لا يحصى من المرّات؛ فعلى نفس منوال (بلير)، غزلَ (ماكرون) المحّب لأوروبا مُغريًا الناخبين بإحداث ثورة فى سياسات البلاد، مُحققًا صوب أغلبية برلمانية تؤهله للدفع بإصلاحاته العصرية.
أما بريطانيا، بحسب صاحبة المقال، فهى تعيش مؤخرا حياة سياسية تحاكى تلك التى عاشتها فرنسا عام 1997؛ ففى أبريل 1997، كان حزب يمين الوسط بقيادة جاك شيراك يمتلك أغلبية برلمانية كبرى مقابل معارضة ضئيلة، إلا أن الرئيس الفرنسى (شيراك) قررّ آنذاك حلّ الجمعية الوطنية ودعا إلى انتخابات تشريعية قبل موعدها بعام بحثا عن أغلبية أكثر فى البرلمان لتنفيذ سلسلة من الإصلاحات فى ذلك الخريف.
ونوهت بولين عن أن ما حدث آنذاك هو بالضبط ما حدث مؤخرا لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى التى كانت تنعم بالقوة والاستقرار قبل الدعوة لانتخابات مبكرة؛ فقد أجبرتْ نتائج الانتخابات الفرنسية التى جرت فى يونيو 1997 جاك شيراك على إعادة تشكيل حكومته وتعيين ليونيل جوسبان من الحزب الاشتراكي، الذى فاجأ شيراك وأحرز تقدما فى تلك الانتخابات، فى منصب رئيس الوزراء.. وكانت النتيجة هى النسخة الفرنسية للبرلمان الذى بلا أغلبية.
ومن المفارقات، بحسب الكاتبة، أن جاك شيراك عندما دعا إلى انتخابات مبكرة عام 1997 كان من بين أهدافه عمل استفتاء حول الاتحاد الأوروبي، وتحديدا حول اليورو.
واختتمت بولين بالقول: ربما كان يتعين على ديفيد كاميرون وتيريزا ماى دارسة السياسة الفرنسية فى حقبة التسعينيات بمزيد من التمعن.