«الروبيكي» مفتاح مصر للوصول إلى العالمية في صناعة الجلود
الجمعة، 16 يونيو 2017 04:00 م
فى محاولة جادة للارتقاء بصناعة الجلود وتطويرها على المستوى المحلى للوصول الى العالمية والمنافسة من جديد اقمت الدولة مدينة متخصصة لهذه الصناعة بمنطقة الروبيكى بمدينة بدر كما حرصت على نقل جميع المدابغ القديمة من منطقة سور مجرى العيون بمصر القديمة الى المدينة الصناعية الجديدة والتى تم تاسيسها على احدث مستويات التكنولوجيا لجذب مزيد من المستثمرين فى هذا النشاط وفتح فرص للتصدير الى الاسواق الخارجية
ويعود مشروع نقل المدابغ من مصر القديمة إلى عام 1995 حيث أصدر محافظ القاهرة القرار رقم 161 لسنة 1995 بتغيير إستعمال الموقع شمال مدينة بدر من استصلاح واستزراع الاراضى إلى منطقة صناعية وتخصيصها لنقل المدابغ ومصانع الغراء بمصر القديمة إليها .
وبتاريخ 10/5/2003 أصدرت اللجنة الوزارية الخاصة المنعقدة برئاسة رئيس مجلس الوزراء فى تلك الفترة قرارا بنقل المدابغ ، ولكن المشروع تعثر فى تلك الفترة قرابة 12عاما وبفضل توجيهات الرئيس السيسى لجعل الروبيكى أول مدينة متخصصة لصناعة الجلود ، استطاعت هيئة التنمية الصناعية فى عام 2015 فى سباق الزمن وإنجاز مرحلة مهمة من مراحل المشروع .
وتساهم محافظة القاهرة فى تمويل المشروع ، بالإضافة إلى منحة إيطالية بمبلغ 158 مليون جنيه لتمويل أعمال البنية الأساسية والمرافق الخارجية ومحطات المعالجة بالمشروع، بالإضافة إلى مصادر تمويل أخرى ، وتعتبر وزارة الصناعة والتجارة هى الجهة المنفذة للمشروع .
و تقع أرض المشروع عند الكيلو 45 طريق القاهرة/السويس، وعلى بعد 5 كم شمال مدينة بدر ، فى قلب تجمع صناعى على مسافة ساعة من القاهرة وتبلغ المساحة الإجمالية لمدينة الجلود بالروبيكى نحو 1629 فدانا ويتكون المشروع من ثلاث مراحل وهى المرحلة الأولى التى تستوعب جميع المصانع الموجودة بمنطقة سور مجرى العيون والصناعات المكملة لها عند نقلها إلى مدينة الجلود بالروبيكى ، وهى على مساحة 160 فدانا وبها 80 عنبرا بمساحات مختلفة وجاهزة للتشغيل ،وتصل التكلفة الإجمالية للمرحلة الأولى نحو مليار جنيه ،وقد قرر مجلس الوزاراء إنهاء المرحلة الأولى من مدينة الجلود فى يوليو 2016 لتكون جاهزة لأستقبال كافة المدابغ المقرر نقلها من منطقة مجرى العيون إلى الروبيكى ،حيث تم الانتهاء من جميع منشآت المرحلة الأولى وأعمال البنية الأساسية الداخلية والخارجية وإطلاق التيار الكهربائى وتوصيل المياه وأتمام أعمال التشطيبات حتى يمكن نقل وتسكين 1066 مدبغة وقد بدأت الخطوات التنفيذية لنقل 10 مدابغ مختلفة الأحجام من منطقة مجرى العيون إلى الروبيكى بمدينة بدر ،وتم بالفعل هدم أول مجموعة مدابغ ،ومن المقرر الأنتهاء من 40% من عمليات الهدم فى الربع الأول عام 2017 .
والمرحلة الثانية تقام المرحلة الثانية على مساحة 116 فدانا تم طرحها وتقديم العطاءات وفحصها وتحديد شركة يتم إسناد العمل لها فى ديسمبر 2016 ،وقد تم تخصيص 200 مليون جنيه من صندوق الترفيق للبنية الأساسية،وجارى اتخاذ الإجراءات التنفيذية اما المرحلة الثالثة فقد تم تخصيصها لجذب استثمارات خارجية فى مجال الصناعات المغذية وصناعات القيمة المضافة مثل صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية المصنعة سواء الموجهة للتصدير ، أو الاستخدام المحلى حيث من المتوقع أن ترتفع قيمة الصادرات من 170 مليون دولار إلى ما يقرب من 800 مليون دولار سنويا ،وأيضا تتيح المرحلة الثالثة إنشاء مقرات للشركات العالمية لزيادة فرص التصدير وفتح أسواق خارجية لمنتجاتنا الجلدية .
ويتكون المشروع من منطقة وحدات إنتاجية وخدمات مساعدة على مساحة 511 فدانا ،تشتمل على مدبغة نموذجية على غرار المدابغ العالمية لتكون مثالا جيدا للتطوير والتحديث ،كما سيتم بها أختبار نوعية الجلود وتطوير التصميمات والألوان الجديدة للمنتجات الجلدية ،بجانب القيام بعمليات التدريب للموارد البشرية العاملة بالقطاع لصقل مهارتهم الفنية وفقا لأحدث الطرز العالمية ،وذلك بالتعاون مع الخبرة الإيطالية ومنطقة محطات المعالجة لمياه الصرف الصناعى والصحى والمدفن الصحى طبقا لأحدث التكنولوجيات بما يتفق مع متطلبات التوافق البيئى على مساحة 282 فدانا منطقة الغابة الشجرية وتروى بمياه الصرف بعد المعالجة وهى على مساحة 280 فدانا بالاضافة الى مركز تكنولوجيا الدباغة وصناعة الجلود على مساحة 6000 متر مربع بالتعاون مع الجانب الإيطالى وسوف يتم إقامة متحف تراثى مخصص لبيان مراحل تطور صناعة الجلود فى مصر وكذلك مراكز خدمات عامة من بنوك وقاعات مؤتمرات ، ومعارض ،ومراكز صيانة و منافذ تسويق ، ومكاتب تراخيص ،و مستشفى ومركز إطفاء ومركز شرطة ،ومركز إتصالات ،كذلك محال مأكولات .
ويهدف مشروع مدينة الجلود بالروبيكى من الناحية الفنية الى تطوير قطاع دباغة الجلود من خلال زيادة الإنتاج من 125 مليون قدما مربعا نصف مشطب إلى 350 مليون قدما مربعا كامل التشطيب سنويا وزيادة القيمة المضافة بإستكمال مراحل التشطيب خاصة وأن 85% من الصادرات الحالية للجلود غير مشطبة وإرتفاع معدل النمو الصناعى بقطاع الجلود ليصل إلى 10% سنويا وخلق 25000 فرصة عمل مباشرة جديدة بإستكمال مراحل المشروع وزيادة الاستثمارات الصناعية إلى 5,766 مليارات جنيه ومضاعفة الصادرات الصناعية من (170 مليون دولار إلى 800 مليون دولار ) سنويا و رفع الإنتاجية من 60 قدما مربعا الى المعدل العالمى 250 قدما مربعا وإزالة التلوث الناتج من عمليات الدباغة ،نظرا لعدم وجود محطة معالجة لمياه الصرف الصحى الصناعى فى منطقة مجرى العيون بمصر القديمة .
كما تم إنشاء شركة لإدارة مشروع الروبيكى وهى شركة القاهرة للإستثمار والتطوير العمرانى والصناعى لإدارة وتطوير مشروع الروبيكى من قبل عدة جهات مثل وزارة التجارة والصناعة ،وبنك الأستثمار القومى ،ومحافظة القاهرة .
ويتمثل دور الشركة فى إدارة المدينة وتجهيز الماكينات والآلات وسيكون لها مجلس إدارة من عدة جهات و برأسمال 200 مليون ، وسيصل إلى 4 مليارات جنيه ، وسوف تتاح الفرصة للشركات الاستثمارية الاجنبية للإنتاج فى مصر بقطاع الجلود وعمل قيمة مضافة للمنتج المصرى بدلا من تصديره بصورته الأولية ، مع سعى الشركة لإقامة منطقة حرة عامة فى منظقة الروبيكى ، ومن المخطط للشركة إنشاء مجزر آلى متكامل لتلبية أحتياجات المدابغ من الجلود .