شوقي علام في «مع المفتي»: المصلحة الشرعية تقتضي اتخاذ السياسة الناجحة لعصمة الدماء
الخميس، 15 يونيو 2017 12:16 م
قال مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام في حديثه لبرنامج "مع المفتى" المذاع على قناة الناس ردًا على استدلال المتطرفين لما يسمى بأية السيف ( الأية الخامسة في سورة التوبة ) والتي يتخذونها ذريعة لقتال غير المسلمين تحت دعوى قتال المشركين : " لا يوجد في القرآن الكريم لفظ السيف، إنما أطلق المتطرفون على هذه الأية " أية السيف " لآن ظاهرها يأمر الرسول الكريم والمسلمين بأن يقتلوا المشركين كما قال تعالى :" فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة التوبة أية 5) ."
وأضاف علام : " إن هذه الأية فهمها المتطرفون فهمًا خاطئًا، وهذا جاء من منطلق أنهم يأتون على كل المجتمعات بالتكفير.
وأشار المفتى إلى أن تفسير الأية يجب أن يتم بقواعد لغة العرب، ولفظ المشركين الوارد في الأية ليس على العموم، ونفهم من الأية أنها نزلت في مجموعة معينة من المشركين المعيّنين، وليس كل من أطلق عليه هذا الوصف، وهذا هو الفهم الصحيح بأن لفظ المشركين هو للعموم ولكنه عموم أريد به الخصوص، فهولاء الناس المخصوصين المشركين المحدودين الذين يعلمهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، ويعلمهم المسلمون هم هؤلاء الذين ورد النص بخصوصهم ولا ينسحب على كل إنسان بدليل أن الله سبحانه وتعالى بعد هذه الأيات قال " وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (سورة التوبة أية 6) ".
ونبّه المفتى على أن تفسير القرآن يجب أن يتم في إطار كلى متكامل، وفى إطار تاريخ وسيرة الرسول الكريم، ونلاحظ أن غير المسلمين كانوا موجودين في مجتمعات عديدة في عهده، والمشركون كانوا في مكة أيضا، وقد أرسل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) المسلمين إلى الحبشة وهى بلد غير مسلمة، وفى عهده أيضًا لما قدم المسلمون المدينة كان هناك غير مسلمين كاليهود وغيرهم، فلو كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مأمورًا بقتل كل أحد كما تعبر عنه هذه الأية ظاهريًا، وكما يفهم هؤلاء المتطرفون من أيات أخرى لأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بالتنفيذ وقام بقتل كل أحد، ولكنه لم يقتل كل أحد إلا هؤلاء الذين ناصبوه العداء واعتدوا بالفعل، ولكن من كان مسالمًا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ولم يحارب الدين، فلم يثبت أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قتله.
وأشار شوقى علام إلى أن هناك كثير من الآيات تدعو إلى الهدنة والتعايش والرحمة والمودة، وترك الناس في حرية ومنها قوله عز وجل: " وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (سورة يونس أية 99)"، وقوله عز وجل " وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (سورة هود أية 118)"، وغيرها من الأيات التي تدل على أن المجتمع هو في مساحة كبيرة من الحرية.
وتعجب مفتى الجمهورية من اعتقاد المتطرفين بأن أيات الرحمة والمودة منسوخة، لكونها نزلت قبل فتح مكة، والرسول (صلى الله عليه وسلم ) فتح مكة ومن قبل الفتح صلح الحديبية، وصلح الحديبية كان يُعد فتحًا، ولم يأمر النبي (صلى الله عليه وسلم ) بقتل المشركين ولا غير المسلمين في ذلك الوقت، فالثابت أن بعضهم لم يدخل الإسلام بدليل أن أبا سفيان بن حرب لم يزل بعد على الشرك، ومع ذلك قال النبي (صلى الله عليه وسلم : " مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ".
وتابع علام :نماذج من الأحداث التي وقعت أثناء فتح مكة ومنها قول أحد الصحابة " الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الْيوم يوم المرحمة".
وأشار المفتى إلى أن دار الإفتاء المصرية رصدت خمسة آلاف وخمسمائة فتوى تحدد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وكان من نتائج تحليل هذا الرصد أن سبعين في المائة من هذه الفتاوى يحرم التعامل، وأن عشرين منها يجعل التعامل معهم مكروها، وعشرة بالمائة فقط تجعل التعامل معهم مباحا، وهذا التحليل يفصح عن تضييق. ائرة العيش المشترك التي كانت واسعة في أيام رسول الله صلى عليه وسلم.
وقد أثنى المفتى وبشدة على صلح الحديبية قائلًا: " صلح الحديبية في غاية البراعة لأنه أرسى لمبدأ أصيل في أنه لولى الأمر أو الدولة أن تتصرف بما تمليه المصلحة، وقد تكون المصلحة غائبة عن البعض لأن ليس عندهم المعلومات الكافية، وهو ما أُتيح للنبي (صلى الله عليه وسلم ) عن طريق الوحي فعَلِم ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، والناظر لحال الصحابة عند خروجهم لهذا الصلح يرى أنهم لم يكونوا مجيّشين أو مسلحين، بل ذهبوا لأداء العمرة، وبرغم أنهم عاهدوا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عندما بايعوه تحت الشجرة على بذل النفس في الدفاع عن الدين، إلا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان أول المتشوفين لتجنب إراقة الدماء وعصمتها وهو ما حدث.
وأشار المفتى :إلى أن المصلحة الشرعية تقتضى في كثير من الأمور اتّخاذ السياسة الناجحة التي تؤدى إلى عصمة الدماء، وهو ما حدث في تجاوز النبي (صلى الله عليه وسلم ) عن بعض الأمور من أجل المصلحة الشرعية كشطب ألفاظ في وثيقة الصلح كــ " بسم الله " أو " رسول الله " وهو الحق الذى لا حق بعده، ولكن أراد أن يعطى القدوة للمسلمين من التعامل المرن مع الأحداث، برغم تعجب بعض المسلمين في بداية الأمر كقول سيدنا عمر: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ؟ قَالَ النبي (صلى الله عليه وسلم ): «بَلَى» .. قَالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا، فَقَالَ النبي (صلى الله عليه وسلم ) : «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا»
وتابع علام : مؤكدًا أن هذه الآية المسماة بأية السيف والمخصوصة بفئة معينة وقت النبي (صلى الله عليه وسلم ) لا تنسحب على القرن الواحد والعشرين ولا القرن الثلاثين ولا القرن الخمسين.
واختتم علام :حديثه مناشدًا الشباب : " عودا إلى جادة الصواب، واعلموا أن هذه الأفكار الهدامة ليست من صحيح الدين".
قال مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام في حديثه لبرنامج " مع المفتى " المذاع على قناة الناس ردًا على استدلال المتطرفين لما يسمى بأية السيف ( الأية الخامسة في سورة التوبة ) والتي يتخذونها ذريعة لقتال غير المسلمين تحت دعوى قتال المشركين : " لا يوجد في القرآن الكريم لفظ السيف، إنما أطلق المتطرفون على هذه الأية " أية السيف " لآن ظاهرها يأمر الرسول الكريم والمسلمين بأن يقتلوا المشركين كما قال تعالى :" فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة التوبة أية 5) "
وأضاف علام : " إن هذه الأية فهمها المتطرفون فهمًا خاطئًا، وهذا جاء من منطلق أنهم يأتون على كل المجتمعات بالتكفير.
وأشار المفتى إلى أن تفسير الأية يجب أن يتم بقواعد لغة العرب، ولفظ المشركين الوارد في الأية ليس على العموم، ونفهم من الأية أنها نزلت في مجموعة معينة من المشركين المعيّنين، وليس كل من أطلق عليه هذا الوصف، وهذا هو الفهم الصحيح بأن لفظ المشركين هو للعموم ولكنه عموم أريد به الخصوص، فهولاء الناس المخصوصين المشركين المحدودين الذين يعلمهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، ويعلمهم المسلمون هم هؤلاء الذين ورد النص بخصوصهم ولا ينسحب على كل إنسان بدليل أن الله سبحانه وتعالى بعد هذه الأيات قال " وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (سورة التوبة أية 6) ".
ونبّه المفتى على أن تفسير القرآن يجب أن يتم في إطار كلى متكامل، وفى إطار تاريخ وسيرة الرسول الكريم، ونلاحظ أن غير المسلمين كانوا موجودين في مجتمعات عديدة في عهده، والمشركون كانوا في مكة أيضا، وقد أرسل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) المسلمين إلى الحبشة وهى بلد غير مسلمة، وفى عهده أيضًا لما قدم المسلمون المدينة كان هناك غير مسلمين كاليهود وغيرهم، فلو كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مأمورًا بقتل كل أحد كما تعبر عنه هذه الأية ظاهريًا، وكما يفهم هؤلاء المتطرفون من أيات أخرى لأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بالتنفيذ وقام بقتل كل أحد، ولكنه لم يقتل كل أحد إلا هؤلاء الذين ناصبوه العداء واعتدوا بالفعل، ولكن من كان مسالمًا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ولم يحارب الدين، فلم يثبت أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قتله.
وأشار شوقى علام إلى أن هناك كثير من الآيات تدعو إلى الهدنة والتعايش والرحمة والمودة، وترك الناس في حرية ومنها قوله عز وجل: " وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (سورة يونس أية 99)"، وقوله عز وجل " وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (سورة هود أية 118)"، وغيرها من الأيات التي تدل على أن المجتمع هو في مساحة كبيرة من الحرية.
وتعجب مفتى الجمهورية من اعتقاد المتطرفين بأن أيات الرحمة والمودة منسوخة، لكونها نزلت قبل فتح مكة، والرسول (صلى الله عليه وسلم ) فتح مكة ومن قبل الفتح صلح الحديبية، وصلح الحديبية كان يُعد فتحًا، ولم يأمر النبي (صلى الله عليه وسلم ) بقتل المشركين ولا غير المسلمين في ذلك الوقت، فالثابت أن بعضهم لم يدخل الإسلام بدليل أن أبا سفيان بن حرب لم يزل بعد على الشرك، ومع ذلك قال النبي (صلى الله عليه وسلم : " مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ".
وتابع علام :نماذج من الأحداث التي وقعت أثناء فتح مكة ومنها قول أحد الصحابة " الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الْيوم يوم المرحمة".
وأشار المفتى إلى أن دار الإفتاء المصرية رصدت خمسة آلاف وخمسمائة فتوى تحدد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وكان من نتائج تحليل هذا الرصد أن سبعين في المائة من هذه الفتاوى يحرم التعامل، وأن عشرين منها يجعل التعامل معهم مكروها، وعشرة بالمائة فقط تجعل التعامل معهم مباحا، وهذا التحليل يفصح عن تضييق. ائرة العيش المشترك التي كانت واسعة في أيام رسول الله صلى عليه وسلم.
وقد أثنى المفتى وبشدة على صلح الحديبية قائلًا: " صلح الحديبية في غاية البراعة لأنه أرسى لمبدأ أصيل في أنه لولى الأمر أو الدولة أن تتصرف بما تمليه المصلحة، وقد تكون المصلحة غائبة عن البعض لأن ليس عندهم المعلومات الكافية، وهو ما أُتيح للنبي (صلى الله عليه وسلم ) عن طريق الوحي فعَلِم ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، والناظر لحال الصحابة عند خروجهم لهذا الصلح يرى أنهم لم يكونوا مجيّشين أو مسلحين، بل ذهبوا لأداء العمرة، وبرغم أنهم عاهدوا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عندما بايعوه تحت الشجرة على بذل النفس في الدفاع عن الدين، إلا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان أول المتشوفين لتجنب إراقة الدماء وعصمتها وهو ما حدث.
وأشار المفتى :إلى أن المصلحة الشرعية تقتضى في كثير من الأمور اتّخاذ السياسة الناجحة التي تؤدى إلى عصمة الدماء، وهو ما حدث في تجاوز النبي (صلى الله عليه وسلم ) عن بعض الأمور من أجل المصلحة الشرعية كشطب ألفاظ في وثيقة الصلح كــ " بسم الله " أو " رسول الله " وهو الحق الذى لا حق بعده، ولكن أراد أن يعطى القدوة للمسلمين من التعامل المرن مع الأحداث، برغم تعجب بعض المسلمين في بداية الأمر كقول سيدنا عمر: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ؟ قَالَ النبي (صلى الله عليه وسلم ): «بَلَى» .. قَالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا، فَقَالَ النبي (صلى الله عليه وسلم ) : «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا»
وتابع علام : مؤكدًا أن هذه الآية المسماة بأية السيف والمخصوصة بفئة معينة وقت النبي (صلى الله عليه وسلم ) لا تنسحب على القرن الواحد والعشرين ولا القرن الثلاثين ولا القرن الخمسين.
واختتم علام :حديثه مناشدًا الشباب : " عودا إلى جادة الصواب، واعلموا أن هذه الأفكار الهدامة ليست من صحيح الدين".
موضوعات متعلقة
شيخ الأزهر: فاسخ الخطبة بغير مبرر شرعي «آثم»
رئيس جامعة الأزهر السابق:«قانون تجريم الحض على الكراهية يتوافق مع آيات القرآن»