المعارك والغزوات الاسلامية "19 - 30" معركة ذات الصوارى

الخميس، 15 يونيو 2017 05:00 ص
المعارك والغزوات الاسلامية "19 - 30" معركة ذات الصوارى
غزوة - أرشيفية
أمل عبد المنعم

معركة ذات الصواري معركة بحرية حدثت في العام 35 هـ 655 م بين المسلمين والإمبراطورية البيزنطية وانتهت بنصر المسلمين، ومثلت هذه المعركة نهاية سيطرة الدولة البيزنطية على البحر الأبيض المتوسط كما أنها أول معركة بحرية يخوضها المسلمون ، وكان وراء اللجوء إلى معركة ذات الصواري العديد من الأسباب، حرمان المسلمين من الحصول على الأخشاب التي لزمتهم في صناعة السفن إجهاض قوة البحرية الإسلامية النامية بعد غزو الأسطول الإسلامي لقبرص إجهاض تدابير المسلمين لغزو القسطنطينية عاصمة بيزنطة أحداث المعركة قام قسطنطين الثاني خليفة هرقل بإعداد أسطول عظيم للقاء الأسطول الإسلامي ،تراوح عدده بين 700 و1000 سفينة شراعية و قد كان قسطنطين هو قائده قاد عبدالله بن سعد بن أبي سرح والي مصر الأسطول الإسلامي، و قد كان ذلك الأسطول يتألف من مائتي سفينة قامت نصف قوة المسلمين بالنزول إلى البر بقيادة بُسر بن أبي أرطأة و ذلك للقيام بواجبات قتال البيزنطينين المرابطين على اليابسة و للاستطلاع بدأت أحداث القتال بين كلا الأسطولين و ذلك من خلال التراشق بالسهام و الحجارة وبعد أن نفدت حجارة المسلمين ، قاموا بربط سفن البيزنطينين بسفنهم ،

و بدأ بعد ذلك القتال المتلاحم بالخناجر و السيوف فوق السفن و قد قالفي ذلك ابن عبد الحكم: «إن عبدالله بن سعد لما نزل ذات الصواري، أنزل نصف الناس مع بسر بن أبي أرطأة سرية في البر، فلما مضوا أتى آتٍ إلى عبدالله بن سعد يخبره بحشد قسطنطين لأسطوله لملاقاته، وإنما مراكب المسلمين يومئذ مائتا مركب ونيف، فقام عبدالله بن سعد بين ظهراني الناس، فقال: قد بلغني أن قسطنطين قد أقبل إليكم في ألف مركب، فأشيروا علي، فما كلّمه رجل من المسلمين، فجلس قليلاً لترجع إليهم أفئدتهم، ثم قام الثانية، فكلمهم، فما كلمه أحد، فجلس ثم قام الثالثة فقال: إنه لم يبق شيء فأشيروا علي، فقال رجل من أهل المدينة كان متطوعاً مع عبدالله بن سعد فقال: أيها الأمير إن الله جل ثناؤه يقول: «كم من فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرةً بإذن اللهِ والله مع الصابرين»، فقال عبدالله: اركبوا باسم الله. فركبوا، وإنما في كل مركب نصف شحنته، وقد خرج النصف إلى البر مع بُسْر، فلقوهم -أي أسطول البيزنطيين- فاقتتلوا بالنبل والنشاب، فقال: غلَبت الروم -أي انتصرت- ثم أتوه، فقال: ما فعلوا؟ قالوا: قد نفد النبل والنشاب، فهم يرجمون بالحجارة وربطوا المراكب بعضها ببعض يقتتلون بالسيوف، قال: غُلِبَتْ.

وكانت السفن إذ ذاك تقرن بالسلاسل عند القتال، فقرن مركب عبدالله يومئذ، وهو الأمير، بمركب من مراكب العدو، فكاد مركب الروم يجذب مركب عبدالله إليهم فقام علقمة بن يزيد العطيفي، وكان مع عبدالله بن سعد في المركب فضرب السلسلة بسيفه فقطعها».

كما روى ابن الأثير:«خرج البيزنطيون في خمسمائة مركب أو ستمائة، وخرج المسلمون وعلى أهل الشام معاوية بن أبي سفيان «رضي الله عنهما»، وعلى البحر عبدالله بن سعد بن أبي سرح، وكان الريح على المسلمين لما شاهدوا الروم، فأرسى المسلمون والروم، وسكنت الريح، فقال المسلمون: الأمان بيننا وبينكم. فباتوا ليلتهم والمسلمون يقرؤون القرآن ويصلون ويدعون، وفي الغد قرب الروم سفنهم، وكذلك فعل المسلمون، فربطوا بعضها مع بعض واقتتلوا بالسيوف والخناجر، وقتل من المسلمين بشر كثير، وقتل من الروم ما لا يحصى، وصبروا صبراً لم يصبروا في موطن قط مثله، ثم أنزل الله نصره على المسلمين فانهزم قسطنطين جريحاً ولم ينجُ من الروم إلا من فر بجلده منهزما، وأقام عبدالله بن سعد بذات الصواري بعد الهزيمة أياماً ورجع».

وسميت هذه المعركة التي انتصر فيها المسلمون انتصارا مؤزرا بذات الصواري لكثرة عدد صواري السفن التي اشتركت فيها من الجانبين، وبها انتهى عصر السيادة البيزنطية على البحر المتوسط.

موضوعات متعلقة

المعارك والغزوات الإسلامية «14- 30».. غزوة أحد

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة