جاز 13 شايكا .. السيارة المفضلة لحكام الإتحاد السوفييتي
الثلاثاء، 13 يونيو 2017 12:00 م
وسط التنافس المحموم الذي أمتد لكافة جوانب الحياة خلال فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي السابق، ظهرت تلك السيارة التي لم تكن تهدف سوى لأبراز قدرة الأتحاد السوفييتى على أنتاج سيارة فارهة، كتلك السيارات الفخمة الكبيرة التي تنتجها الشركات الأمريكية.
أنتجت شركة زيل تلك السيارة فى مصنعها بجوركي خصصت الكثير من المال والجهد لهذا المشروع، وظهرت النسخ الأولى منها فى أواخر الخمسينات من القرن الماضي، بدا تأثر شايكا كثيرًا بتصميم موديل باكار باتريشيان الأمريكى وبتقنياته الهندسية، ولكن كان هناك الكثير من الأختلافات التي كان أبرزها المحرك المصنوع بالكامل من مادة الألومنيوم الخفيف، والذى كان وزنه يزيد قليلا عن ثلث وزن محرك سيارة باكار.
كان المحرك ذى 8 سلندرات بسعة 5500 سى سى و قوة بلغت 195 حصانًا عند 4400 لفة فى الدقيقة، وبعزم 297 رطل/قدم عند 2200 لفة في الدقيقة.
وكانت السيارة مجهزة بناقل أوتوماتيكى لثلاث سرعات ووصلت سرعتها القصوى الى 160 كيلومترًا في الساعة، مع معدل تسارع من السكون وحتى 100 كم / ساعة خلال 20 ثانية. الواضح من تلك الأرقام أن السيارة لم تكن تركز على الأداء بقدر التركيز على الفخامة، ويبدو ذلك واضحًا من الأبعاد الضخمة حيث وصل الطول الأجمالي الى 219 بوصة والعرض 72 بوصة، أما الهيكل فصنع من الصلب و جهزت السيارة بشاسيه قوي نظرًا لوزنها الكبير الذى وصل إلى 5300 رطل كما جهزت بنظام تعليق تقليدي ومحور خلفي قوي، وتراجع مسؤولو الشركة عن تجهيز السيارة بنظام تعليق هوائي نظرًا لضيق الوقت.
كانت شايكا التى يمكنها أستيعاب سبعة أشخاص بالغين رمزا للقوة والسلطة معا، وتميزت بالتفاصيل الكثيرة لتصميمها الخارجي حتى أن ذلك جعلها تشبه نسخة مقلدة من السيارات الأمريكية الفاخرة بالفعل، وقد كانت ذلك بالفعل الى حد كبير، ولكن خلال الستينات بدت تلك السيارة أكثر أهمية من مرسيدس 600 التي أعتبرت فى تلك الفترة أحد أفخم سيارات العالم، ويرجع الفضل في ذلك للتجهيزات الفاخرة داخل صالونها الداخلي من جهاز راديو مزود بحلى الكروم والزجاج الكهربى وعجلة القيادة كبيرة الحجم. وكان توزيع المقاعد على صفين يسع الأول لثلاثة أشخاص والثانى لأربعة.
أستمر أنتاج السيارة حتى عام 1981، عندما أدرك مسئولو الشركة أن تصميم السيارة لم يعد مناسبا لروح العصر. وحتى هذا التاريخ كانت زل قد أنتجت منها حوالى 2000 نسخة فقط. أعلنت زل قبل وقف أنتاجها عن موديل أخر أكبر حجما سيخلف شايكا، وأستمر أنتاج هذا الموديل من أواخر السبعينات وحتى نهاية عقد الثمانينات ولكنه لم يكن متطورا بكافة المقاييس، حيث طرحت السيارة بشكل يشبه السيارات الأمريكية التي يرجع تاريخها الى حقبة الستينيات.
أقتصر بيع السيارة الى كبار المسئولين الحكوميين والدبلوماسيين خلال وجود الأتحاد السوفييتي، ولم يكن يتم بيعها لأفراد عاديين والأستثناءات الوحيدة من تلك القاعدة كانت لحكومات دول الكتلة الشرقية آنذاك.