تفاصيل معركة البطريرك والأسقف
الأنبا أغاثون: معمودية الكاثوليك باطلة واتفاق الباباوين تواضروس وفرنسيس تم دون علم المجمع المقدس
الإثنين، 12 يونيو 2017 01:00 مكتب- عنتر عبد اللطيف
الاتفاق مع الكاثوليك على الاعتراف بمعموديتهم عرض على المجمع المقدس فى 2014 وتم رفضه
ليس لدى البابا صلاحية للموافقة على أى شىء دون موافقة أغلبية المجمع المقدس
هل هدد البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية بابا الإسكندرية، الأساقفة ومن ينتقدونه قائلا لهم إنه لن يتسامح مع المتطاولين عليه؟ موجهًا كلامه للأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، تحديدًا قائلًا له: «مش هاسمح لك تتكلم أو تنتقد فى الميديا والسوشيال ميديا، وده إنذار، ولن أتساهل وسيكون فيه حساب وسأستعمل السحق بالحق، ولن يمر الموضوع مرور الكرام ولنا جلسة بعد تذكار أربعين الشهداء». وهى التصريحات التى نشرتها صفحة «أرثوذكس حقيقيون» على مواقع التواصل الاجتماعى، ليست لدينا إجابة محددة إذا ما كان هذا التهديد حدث؟ أم لا؟ فرغم نفى الكنيسة الواقعة فى بيان لها، إلا أن هناك مقدمات وكواليس لم يذكرها البيان، ربما يكشف لنا ما حدث من نتائج.
مطرانية مغاغة والعدوة للأقباط الأرثوذكس، أكدت محبة وتقدير واحترام الأنبا أغاثون أسقف المطرانية، للبابا تواضروس الثانى، نافية صحة ما نشرته صفحة «أرثوذكس حقيقيون»، حول حدوث شجار بين الطرفين فى ختام الجلسة العامة لاجتماع المجمع المقدس.
وقالت المطرانية فى بيان لها: «إن كل ما نُشر بهذا الشأن عارٍ تمامًا من الصحة»، موجهة تساؤلًا لمروجى الشائعة عن مصدر هذه التصريحات؟
وتابعت المطرانية مخاطبة القائمين على صفحة «أرثوذكس حقيقيون»: «بدلًا من أن تعزونا فى شهدائنا تقومون بطعننا من الخلف؟!» لافتة إلى أن بيانها توضيحى، ردًا على ما نشر بهذه الصفحة وأمثالها وفق البيان.
فهل فعل الأنبا أغاثون- أسقف مغاغة والعدوة- ما أثار غضب البابا تواضروس؟
بالبحث وراء هذا الموضوع الشائك اتضح أن الأنبا أغاثون هو القيادة الكنسية الوحيدة الذى أبدى اعتراضه علنًا بشأن اتفاقية توحيد سر المعمودية، بعد التوقيع على بيان بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية عقب زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى مصر.
أغاثون قال: «نحن مع الحوار (يقصد الحوار بين الكنيستين) وقد استؤنف الحوار بعد توقف استمر لمدة 15 قرنًا، بدأ فى حبرية قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث فى عام 1973 حيث ذهب قداسته فى زيارة لروما، وتقابل مع البابا يوحنا بولس بابا روما، واتفقا على بدء الحوار، وظل الحوار قائمًا منذ عام 73 حتى عام 1990 حول المشكلة التى أدت لشق الكنيسة إلى نصفين، بعدها تم قبول الأمر الخاص بطبيعة السيد المسيح؛ لكننا فوجئنا بالأخوة الكاثوليك يعقدون اتفاقية مع النسطوريين (الذين يؤمنون بطبيعتين منفصلتين للسيد المسيح) فاستنكرنا اتفاقهم مع مجموعة تؤمن ضد مجمع أفسس وضد البابا كيرلس عمود الدين.
وتابع أغاثون فى الحوار الذى أجرته معه الزميلة مريم راجى، ونشره موقع «أقباط متحدون»: «وبناء عليه توقف الحوار آنذاك وأؤكد أننا مع الحوار والوحدة المشروطة، حيث يتم تشكيل لجنتين من الكنيستين، ليدرسوا ما سيتم التحاور بشأنه، ثم يرفعوا تصوراتهم للمجمع المقدس، لأن المجمع لم يعلم بما سيتم بين قداسة البابا تواضروس وبين الكاثوليك. وقداسته يعلم أن كنيستنا كنيسة مجمعية منذ تأسيسها وبنعمة ربنا ستظل هكذا حتى مجىء الرب الثانى، عكس الكنائس الأخرى، وهذا هو سر قوتها واستمرارية عقيدتها، وإيمانها الصحيح، فوجئنا بقداسة البابا يريد عمل اتفاق مع الكاثوليك للاعتراف بمعموديتهم وقبولها».
وأضاف أغاثون: «هذا الموضوع سبق عرضه على المجمع المقدس فى 2014 مع موضوع عيد القيامة، وكل منهما رُفض بالإجماع فى اللجان الفرعية، واعتقدنا أن الموضوع أغلق على ذلك، حتى فوجئنا باتفاقية تتم من وراء المجمع المقدس، ومع احترامنا وتقديرنا لقداسة البابا (أبونا الكبير) نحن لا نقبل إطلاقاً اتفاقية تتم مع كنيسة خارج المجمع المقدس، وذلك حسب لائحته المُعتمدة، مؤخراً تم عرض الموضوع مجدداً قبيل زيارة بابا الفاتيكان، عُرض على مقررى اللجان، الذين لا يتجاوز عددهم حوالى 15 أبًا أسقفًا، وقد وافق بعضهم، فيما رفض البعض الآخر، وحتى لو وافقوا بالإجماع؛ فهذا لا يعطى الصلاحية لهم أو لقداسة البابا أن يقرروا شيئاً دون موافقة أغلبية المجمع المقدس، من حق قداسة البابا أن يقترح ما يخص الإيمان، لكن ليس من حق قداسته أن يقرر أمر ًا مصيريًا يخص العقيدة والإيمان بدون المجمع، يجب أن يدرس الأمر ويرفع للمجمع فى لجنة عامة، ويعرف رأى كل عضو بالمجمع ولازم موافقة أكثر من 3/4 الأعضاء أى موافقة 75 % من أعضاء المجمع المقدس».
وحول إعداده ورقة بحثية بعنوان «معموديات قانونية صحيحة وأخرى غير قانونية وباطلة» قال الأنبا أغاثون: «هذا البحث ليس كلامى الشخصي؛ إنما هو كلام المجامع المحلية والمسكونية مثل مجمع قرطاجنة وأخرى ومجمع نيقية المسكونى 325 الذى حضره 318 بطريركًا وأسقفًا من كل كنائس العالم، بما فيهم كرسى روما وكنائس أخرى، كانت ترى أن معمودية الهراطقة صحيحة، فى المادة الثالثة من مجمع نيقية أمر وقرر ببطلان المعمودية التى تمت على يد أناس انشقوا عن الكنيسة الجامعة، هدفى من هذه الورقة هو التذكرة والتوضيح أن هناك ثوابت إيمانية لا يمكن التفريط فيها، لذلك تعيد كنيستنا معمودية من ينضم إلينا من الكنائس التى انشقت عن إيمان الكنيسة الجامعة، من قال إن معمودية الكاثوليك وغيرهم من منشقين باطلة ليس أنا؛ وإنما المجامع المحلية والمسكونية».
يذكر أن بابا الفاتيكان فرانسيس كان قد وقع مع البابا تواضروس الثانى، اتفاقًا وصفه البعض بالتاريخى نظراً لأنه ينهى أزمة خلاف سر المعمودية بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية حيث أن الأرثوذكسية ترى أن المعمودية سر يحصل به المعمد على نعمة الميلاد الجديد، وهو باب كل الأسرار، ويتم بالتغطيس للصغار والكبار، ومادة السر الماء، أما الكاثوليك فيقولون: يجوز العماد بالرش أو السكب فيما يرى البروتستانت أنه ليس سرًا مقدسًا بل علامة تجوز ممارستها بالرش أو التغطيس.
فيما قال ناشطون أقباط: إن البيان الذى صدر من المركز الإعلامى للكنيسة يخالف البيان المشترك الذى صدر من فرنسيس وتواضروس حول الموافقة على عدم إعادة سر المعمودية للمنتقل بين الطائفتين، وهو البيان الذى نشرته إذاعة الفاتيكان عبر موقعها باللغة العربية.