ممثل الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة لـ«صوت الأمة»: الحكومات العراقية تعمدت تهميش الأكراد وداعش ساعد في اتحاد الفرقاء والعراق مقسم على أرض الواقع
الأحد، 11 يونيو 2017 09:49 م
اتفق كبار المسؤولين الحكوميين والأحزاب السياسية في إقليم كردستان العراق، على إجراء استفتاء لاستقلال الإقليم، عن دولة العراق في 25 سبتمبر المقبل، وحدد هذا التاريخ خلال اجتماع في أربيل رأسه مسعود برزاني رئيس الإقليم.
وقال بيان إن التصويت، في الاستفتاء سيتم في ثلاث محافظات يتشكل منها الإقليم، ومناطق الأكراد خارج إدارة الإقليم.
القرار رفضته الحكومة العراقية في بغداد، وقالت إن القرار خطأ فادح، شيركو حبيب، ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، في حوار خاص لـ«صوت الأمة»، جاوب عن أبرز الأسئلة الشائكة على الساحة الدولية، وإلى نص الحوار:
كيف ترى وضع الإقليم مع الحكومات العراقية المتعاقبة، وهل ما حدث هو بداية لإعلان دولة كردستان؟
الحكومات العراقية منذ العهد الملكي قامت بشتى الوسائل لتهميش الأكراد، خاصة في المناصب العليا بالدولة، وهناك بعض الاختلافات في الرأي بين الأكراد والعراق، في تطبيق بعض مواد الدستور أو في كيفية التعامل معها.
نحن نريد أن تكون الشراكة حقيقية وليست فقط بالاسم، ولن نقبل التهميش مرة أخرى، وأكدنا الأمر للحكومة العراقية من قبل بأننا لن نقبل التهميش، أو بأن نكون مواطنين من درجة ثانية أو ثالثة، ليس الكرد فقط، بل جميع مكونات العراق، فإما أن نكون شركاء في السراء والضراء ما لنا وما علينا، أو الاستقلال.
ضحينا كثيرًا من أجل وحدة العراق، ونحن كحزب ديمقراطي كردستاني منذ التأسيس عام 1946 كان شعارنا الديمقراطية للعراق ثم الحكم الذاتي لكردستان، فعندما تسود الديمقراطية في العراق بين كافة أطيافه، ستحصل كل فئة على حقوقها.
ما رأيك في الاتهامات الموجهة للقيادة الكردية بأنها تحاول زعزعة استقرار العراق؟
القيادة السياسية الكردية، تحاول بقدر المستطاع الحفاظ على وحدة العراق، وخير دليل على ذلك، أنه بعد عام 2003 وقبله، أكّدت القيادات الكردية على وحدة العراق والعفو عما سلف، كان للرئيس برزاني دور إيجابي في تشكيل الحكومات العراقية بعد عملية التحرير خاصة من قبل الحكومة التي شكلت من قبل السيد المالكي، ولكن بكل أسف لم تطبق الاتفاقية، التي وقعت بين الأطراف الكردية، والأطراف الأخرى العراقية، وهذا ليس مع الكرد فقط، فهناك خلافات وأخطاء واضحة في إدارة العراق.
هل شاركت القوات الكردية في معركة تحرير الموصل؟
قوات البيشمركة لم تشارك في تحرير مدينة الموصل، ما عدا أطراف مدينة الموصل، وقبل البدء في تحرير الموصل، تم الاتفاق بين قوات قيادة البيشمركة، وقيادة الجيش العراقي، وقوات التحالف بأن قوات البيشمركة، تقوم بتحرير المناطق التابعة لكردستان فقط، ولا تدخل أحياء الموصل، ومنذ بدء الحرب على داعش سقط أكثر من 1800، شهيد من قوات البيشمركة وأكثر من 8 آلاف جريح فمن الصعب بعد تحرير هذه المناطق تأتي جهات أخرى بالسيطرة على هذه المناطق لكن أولاً وأخيرًا هذه المناطق عراقية.
كردستان هي جزء من العراق ونحن لم نعلن الاستقلال أو الانفصال عن العراق، لكن هذه المناطق ضمن المناطق المتنازع عليها حسب المادة 140 وهي المادة التي نطالب نحن بتطبيقها.
ما السبب وراء وصول العراق إلى تلك الحالة؟
الجميع دون استثناء، لكن بكل تأكيد هناك تفاوت في درجات الخطأ، فبالطبع ليس الدستور فلو طبق الدستور بحذافيره لما وصل العراق لما هو عليه الآن، هذا الدستور صوت عليه 85% من الشعب فيجب احترام الدستور من القادة والسياسيين.
العراق لن يعود كما كان أيام صدام حسين فهو بكل تأكيد لن يعود لما كان عليه، رغم كل الخلافات الموجودة الآن على الساحة العراقية لو قارناها مع النظام السابق وقبضته الحديدية واستخدام الكيماوي والسجون والإعدامات، لن يرجع العراق إلى هذه الوضعية.
وما عن الوضع بعد داعش؟
هناك سيناريوهات كثيرة اتفق عليها القادة السياسيون العراقيون لوضع طريق لما بعد التحرير، فعلى سبيل المثال مدينة الموصل، التابعة لمحافظة نينوى، فهي عراق صغير بها كل مكونات الشعب العراقي، إذا لابد أن نضع خارطة أو آليات مشتركة لحكم مدينة الموصل يحددها أهلها أولا فيما بعد التحرير من داعش، فهم أولى بتقرير مصير مدينتهم.
نتمنى من القيادة السياسية الكردية والعراقية أن تستمر لما بعد تحرير الموصل، فلأول مرة قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي يشاركان معا ضد عدو واحد، وهو داعش.
هل العراق يذهب إلى طريق التقسييم؟
العراق الآن منقسم على أرض الواقع، السني يعمل من أجل السنيين والشيعي يعمل من أجل الشيعة، والكرد كذلك، ونحن نحاول لم الجرح، فعندما تكون بغداد قوية تكون أربيل قوية.
هل تتوقع تفاقم الوضع ما بعد داعش وتتعمق المشاكل بين مكونات العراق؟
داعش جمعت بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي، ولأول مرة يحدث ذلك، ولن تصل الأمور إلى مرحلة الصدام، نحن ندافع عن نفسنا في حال أي هجوم ونحن ملتزمون بذلك، ويجب أن نأخذ دروسا وعبر من داعش، فهي كانت سبب لتقارب وجهات النظر، حتى ستكون هناك علاقات جيدة بين الدولتين نفي حال انفصال الإقليم، وسيكون أفضل لنا جميعًا.
ما رأيك بخصوص تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات ومخططات الدول العظمى لإعادة سايكس بيكو من جديد؟
أي دولة عظمى في العالم تعمل من أجل مصالحها قبل كل شيء، بالنسبة لتقسيم الشرق الأوسط إلى كيانات أو دويلات فهذا غير وارد، أما بخصوص الشعب الكردي فكردستان ألحقت بالعراق عام 1921 فهي لم تكن ضمن الحدود العراقية، فكردستان ليست كيانات أو دويلات.
من حق الشعب الكردي أن يكون له دولة مستقلة في المنطقة، فالشعب الكردي عانى الكثير من المظالم والأحكام التعسفية، خاصة في تركيا وسوريا فحتى هذه اللحظة لم يحصل أكراد سوريا على الجنسية السورية، لكن أؤكد أنه إذا تم تطبيق مواد الدستور في العراق فإننا لن نطالب بالاستقلال أو الانفصال.