«الفردوس الرجيم» كابوس الدستوبيا في مصر

الجمعة، 04 ديسمبر 2015 04:17 م
«الفردوس الرجيم» كابوس الدستوبيا في مصر

في رواية جديدة تنتمي الي الدستوبيا أو أدب المدينة الفاسدة يجسد الكاتب الشاب حسام قطب في روايته «الفردوس الرجيم»، التي صدرت حديثا عن دار اكتب للنشر والتوزيع حجم الفساد والانحراف الاخلاقي الذي تدني إليه المجتمع فعلى الهامش الباقى من حياتنا المجنونة يتصارع قاطنى الجنة المحرمة على استسلاب ما يزيد على حاجاتهم.

«رؤوف داغر» أكبر رجال الأعمال فى البلاد يسعى الى اقتناص فرصة فى الخارج بارضاء شركائه الأجانب ولو على حساب مد دينهم فى أعماق البلاد بعقد صفقة مرابحة بينه وبين شارلى اسحاق الفتى الانجليزى ومدير أعمال والده فى نشر أعمال الخير عبر مؤسسات تحظى بسمعة جيدة، ولكنها تضفى على أعمالها صبغة دينية واضحة وتبشر بالبروستنتينة فى أعماق الصعيد، مقابل أن يحظى رؤوف باستثمارات واعدة فى الخارج تعوضه ما فقده من خسائر فى صفقات سلاح فائتة. لكن لطرفى العقد الشيطانى هذا مأخذ على كل منهما.

فشارلى الشاب المحافظ صاحب الصورة البراقة والطلة اللامعة الذى ينادى بمبادئ الدين ورفعة الانسان عن صغائر والداعى الى الفضيلة والبعد عن كل رذيلة يجانبه طرف مظلم شديد السواد المتمثل فى ميولا ترباتونى، الفتاة الايطالية فاحشة الثراء والتى تكابر بعظمة نسبها وقوة مالها وفطانة عقلها وقبلهم جميعا، تتباهى بفاحش جمالها، وعلى عكس عشيقها والقريب الى قلبها فانها ملحدة ولا تلقى لحقوق الناس بالا ولا يعنيها أن تكون مطلوبة فى المحافل الحقوقية لما تمارسه من أفعال مشينة بحق العاملين فى معاملها ومناجمها ومحاجرها حتى الخدم فى صحن بيتها.

ورؤوف داغر أيضا لم يسلم من الصورة الضبابية التى سرعان ماتتفشى فى الأفق فابنته مغرمة به وأوقعها وأوقعته عدة مرات كنوع من جلب نار الغيرة فى زوجته التى أتت لتحل محل أم ابنته والتى طعنت فى شرف ابنته وقالت إنها مارست الحب مع عاشق لها، فتتطاير الشرور وتتازم المواقف على كل الأصعدة وتبارح الحلول الوسيطة المكان فلا يبقى إلا صراعات مريرة.

على الجانب الأخر من الفردوس المهدوم، يبقى عيضا الأحف ومساعديه سعاد أبو سلطان وهجان ابو طرف يسلطان أسواط عذابهم على هالة عبد العظيم وأخيها إسماعيل، فالاحف متيم بهالة يود ان يزجها فى حظيته وتبقى محظية لديه لكنها تأبى ان تكون من فتياته فيدفع بكل من له علاقة بها علها تستخير بقوته ونفوذ سلطانه إلى أن يشاء القدير العليم أن يتكشف الأحف هول من كان يحب، إذ انها من الخناث مزدوجة الجنس.

فيصاب بلوثة ويتبخر عقله فيدخل فى حمة كالمجذوب فتستغل سعاد ابوسلطان هذه الفرصة وتبتدع انه ممسوس فتقيم حفل زار يشارك فيه كل أعوانه ويضاجعونه بعد إلباسه ثوب النساء، فيموت بسبب قلبه الضعيف الذى كانت تعلم بسره فقط سعاد التى عادة ماكان الاحف يجانبها السرير بغير حق.

تتضارع الأحداث فى الوقت نفسه إذ يظهر فى هذه الآونة جاك دودن اشكنازكى الثرى اليهودى الذى يشارف على الإفلاس فيجد فى رؤوف داغر صيده الثمين ليصعد على كتفه بعد أن يوعد رؤوف بان سموات المال والمكسب الوفير تحت أقدامه إلا أن هذا أصبح أثر بعد عين فى اعقاب الازمة المالية الطاحنة التى ضربت سوق العقارات الأمريكية وهزت التصنيف الائتمانى لأهم البنوك الأمريكية والتى وضع رؤوف داغر كامل أمواله بها بعد أن ورط قيادات الحزب الوطنى الديمقراطى وقتها معه، فيصرخ اشكنازكى الذى ابتاع أصول شركات داغر بمليارت بفتات المال ومن ثم ينجى بماله وحياته واسمه.

رواية متاشبكة الأطراف تتصارع على ارض بلادنا ظنا منها انها غانمة سالمة سترفل فى نعيم الجنة بينما الحقيقة يبقى الهلاك على بابها، والرجيم اسمها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق