شوارع كوبا متحف مفتوح للكلاسيكيات الأمريكية

الجمعة، 09 يونيو 2017 10:00 م
شوارع كوبا متحف مفتوح للكلاسيكيات الأمريكية
سيارة كلاسيكية
شريف على

فى معظم دول العالم تجد المكان الطبيعى للسيارات الكلاسيكية هو المتاحف ولكن فى كوبا يختلف الوضع تماماً، ففى شوارع تلك الجزيرة التى تعد  أحد المعاقل الأخيرة للشيوعية على وجه الأرض تنتشر السيارات الكلاسيكية الأمريكية التى يرجع تاريخ تصنيعها إلى الأربعينيات والخمسينيات ويصل عددها إلى ستين ألف سيارة لا تزال نسبة كبيرة منها تعمل بحالة ممتازة.

ويشعر الزوار الأجانب بمجرد أن تطأ أقدامهم أرض كوبا أنهم عادول بالزمن إلى الوراء عند مشاهدة تلك السيارات المكشوفة ذات المؤخرات الطويلة وموديلات كاديلاك واولدزموبيل الفاخرة وليموزين دى سوتو وسيارات بويك القوية وموديلات شيفروليه وبليموث وميركيورى. والمثير أن كثير من تلك السيارات تعمل كتاكسى كى تسد الفجوة التى خلفها نظام النقل العام غير الفعال فى كوبا.  ورغم أن الزعيم الكوبى فيدل كاسترو تعهد اثناء حياته بالقضاء على التاكسيات الخاصة لقيام أصحابها بالمغالاة فى الأجور وسرقتهم للوقود وقطع الغيار من الدولة وأعلن حينها عن شراء 8 آلاف حافلة وشاحنة صينية بقيمة مليار دولار. وبالفعل بدأ حينها وصول حافلات يوتونج الصينية وهى حافلات مكيفة الهواء وأستخدمت فى البداية لنقل السياح وكوسيلة نقل عام داخل المدن الكوبيه ولكن أستمر وجود السيارات الكلاسيكية الأمريكية ومرت العاصفة إلى أن خلفه رآول كاسترو فى الحكم وأعلن عن لوائح جديدة لملكية السيارات والعقارات الأمر الذى هدد عرش تلك السيارات الكلاسيكية مرة أخرى خاصة وأن كوبا كانت تنتشر فيها سيارات كيا ولادا وبيجو الحديثة وبأعداد تفوق سيارات الخمسينيات الأمريكية لكنها كانت حتى عامين مضيا مملوكة للدولة التى فرضت قيوداً على الملكية الخاصة للسيارات والعقارات.

تعرف تلك السيارات فى كوبا حتى اليوم بإسم يانك تانك ورغم أن البعض رأى إنها مهددة اليوم غير أن أعدادها لم تقل كثيراً بسبب التشريعات الكوبية الجديدة بل لا زالت تعمل وتملأ شوارع المدن الكوبية بسبب شكلها الجذاب الذى يشد إليه الكثير من السياح ناهيك عن أدائها الأقتصادى حيث تعمل تلك السيارات بمحركات كورية وروسية تدار بالديزل وذات سعة صيغرة توفيراً لأستهلاك الوقود.

تسبب فى أنتشار تلك السيارات الكلاسيكية فى كوبا الزعيم الراحل فيدل كاسترو دون أن يقصد ذلك حيث فرض قيوداً على الملمية الخاصة بعد وصوله للحكم فى عام 1959 الأمر الذى جعل من المستحيل على الكوبيين شراء سيارات جديدة بينما أطلق حرية شراء وبيع السيارات القديمة الموجودة فى البلاد قبل أندلاع الثورة الكوبية مما دفع الكثير من الكوبيين إلى نفض الغبار عن سيارات آبائهم وأجدادهم وأستغلوا خبراتهم الميكانيكية كى تعمل تلك السيارات مرة أخرى. وفى أغلب الأحيان يكون تغيير المحرك ضرورياً وعادة ما كان المحرك الذى تم تغييره هو أحد المحركات الروسية التى تدار بالديزل.

تبدو تلك الموديلات عجيبة الشكل فهى مجرد سيارات لا تحمل من مكوناتها القديمة سوى القليل منها على سبيل المثال موديل فرى ماستر الشهير الذى لا تجد من مكوناته الاصلية سوى الهيكل والشاسيه أما المحرك ونظام نقل السرعات فهو فى الغالب روسى الصنع. وتجدر الإشارة إلى أن أنتشار تلك السيارات إلى قيام العمال الميكانيكيين بتطوير أنفسهم لتوفير قطع الغيار لمحركات وفرامل تلك السيارات. وبعض تلك الموديلات يمثل خليطاً عجيباً فمثلاً فى سيارة بويك أسبشيال 1952 تجد المحرك رومانى الصنع ونظام التوجيه فرنسى الصنع بينما صنع ناقل السرعات فى اليابان بينما أخذت بعض أجزاء المحرك من ميتشوبيشى ومرسيدس والمحرك من كيا.

ويقول الكوبيون من الخبراء فى السيارات الكلاسيكية الأمريكية أن أشهرها وأقواها فى بلادهم على الإطلاق هى موديلات شيفروليه 1955 و1956 حتى أن أحدهم يقول بأنه لم يعتقد أن تلك السيارات يمكنها البقاء طويلاً ويعلق على ذلك بالقول بأنه لم يعتقد أن تلك السيارات سيمكنها البقاء طويلاً ويعلق على ذلك ساخراً بأنه "لا بد أن صانعيها أرتكبوا خطأ ما".

1
 
23
 
Cuba-american-cars2
 
cuban-cars

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة