موديل 507.. أيقونة سيارات الخمسينيات القوية

في خمسينيات القرن الماضى، قامت بى إم دابليو بإنتاج موديل رودستر رائع لن ينساه عشاق السيارات الرياضية. وربما تتمثل سخرية القدر في أن تلك السيارة ظهرت في أصعب مرحلة مرت بها الشركة طوال تاريخها. فقد اضرت الحرب العالمية الثانية كثيرا ببى إم دابليو حيث صارت نصف منشآت الشركة تابعة لألمانيا الشرقية التى قامت حكومتها بتأميم مصنع بى إم دابليو في عام 1945.

تمكنت الشركة من إستئناف إنتاج الدراجات البخارية فى مصنعها بميونخ ولكنها لم تتمكن من إستئناف إنتاج السيارات مرة أخرى قبل حلول عام 1951. وعندما قامت بذلك ارادت المنافسة فى قطاع السيارات الفاخرة بموديل 501 الذى كان من أفضل السيارات السيدان فى تلك الفترة. تميز هذا الموديل بالصلابة وبمحرك ذى ست سلندرات. وكانت الشركة فى تلك الفترة تقوم بتطوير محرك ذى ثمانى سلندرات مصنوع بالكامل من الألومنيوم ولكن لم يتم الإنتهاء من تطويره حين تم طرح الموديل. واجه موديل 501 صعوبات كثيرة بسبب  السعر الباهظ والأداء الذي لم يكن يتفوق كثيرا على السيارات الرياضية الإنجليزية وعلى رأسها جاجوار MK VII.

في عام 1954، إنتهت الشركة من تطوير المحرك الجديد سعة 2.6 لتر وصار جاهزا لإستخدامه في موديل 502 الذى كان بمثابة تطور طبيعي لموديل 501. ورغم أن الموديلين لم يحققا مبيعات كبيرة غير أنه كان لهما الفضل فى عودة بي إم دابليو إلى الظهور فى سوق السيارات العالمى مرة أخرى.

ساهم موديل "أيزيتا" الصغير في تعافي بي إم دابليو حيث حققت مبيعات كبيرة منذ طرحها عام 1955. ورغم أن هذا الموديل لم يحقق للشركة الصورة المرجوة في أذهان عملائها، غير أن بى إم دابليو كانت في حاجة لأي وسيلة تمكنها من تحقيق الأرباح خلال تلك الفترة العصيبة.

لم تنس بي إم دابليو هدفها الأصلى، ولهذا كانت فى حاجة لتقديم موديل مثير يعيد لها بعض البريق الذي تمتعت به خلال فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية بموديلات رائعة مثل 328. وفى الواقع كانت معظم الشركات الأوروبية والأمريكية تسلك نفس الإتجاه خلال تلك الفترة وبدا ذلك بوضوح في إطلاق جاجوار لموديل الفئة XK ومرسيدس- بنز لموديل 300SL، وشيفروليه لموديل كورفيت، حيث بدأ الإهتمام يزيد تدريجيا بقطاع السيارات الرياضية.

عندما أرادت بى إم دابليو المنافسة فى قطاع السيارات الرياضية، كان ماكس هوفمان موزع سيارات الشركة في السوق الأمريكي من أكبر المؤيدين. وكان لرأى هذا الموزع أهمية لخبراته الواسعة فى مجال تسويق السيارات الأوروبية فى الولايات المتحدة حيث كان له الفضل على سبيل المثال فى إقناع مرسيدس-بنز بتسويق موديلى 300 SL و190 SL هناك. كما قام الرجل بتقديم معظم الماركات الأوروبية الرياضية فى السوق الأمريكى. وكان هوفمان بائعا بارعا ولديه قدرة غير عادية على الإقناع وإصرار غير عادى على النجاح خاصة لو كان مقتنعا بما يقوم به.

وفي معرض فرانكفورت عام 1955، قدمت الشركة موديلى 503 و507 وكان الأول لسيارة سياحية ذات مقعدين متاحة بطرازى كوبيه وكابريوليه،  أما الثانى فكان رياضيا خالصا وبمقعدين أيضا. لم يكن الموديل متاحا سوى بطراز كابريوليه مع إمكانية الحصول على سقف معدنى يمكن نزعه ضمن الكماليات.

قام المصمم الألمانى- الأمريكي ألبرخت جويرتز بوضع خطوط كلا الموديلين وكان يعمل في السابق بشركة ستودبيكر الأمريكية، وإليه يرجع الفضل في تصميم موديلى ستار لايت وستار لاينر كوبيه.

في الواقع كان الفرق كبيرا بين موديلى بى إم دابليو. فبينما سرقت 507 الأضواء بخطوطها العصرية ومظهرها الرائع، بدت 503 طويلة وذات طابع تصميمى قديم بسبب الشبكة الأمامية العمودية المقسومة والخطوط الأفقية للهيكل الخارجى. وفي الواقع كان البعض غير مصدق بأن هذا الموديل الجديد جاء من نفس الشركة التى إنتجت موديل أيزيتا الصغير. كانت الشبكة الأمامية في موديل 507 مقسومة بشكل أفقى وكان للمقدمة مظهرا يشبه سمكة القرش.

إعتمدت السيارة على نسخة قصيرة من شاسيه موديلى 501 و502 وبلغ طول قاعدة العجلات 2.47 متر. واعتمد الموديل على محرك V8 مصنوع من الألومنيوم بسعة 3.2 لتر وصلت قوته إلى 155 حصان. إعتمد نظام التعليق على أذرع بشكل حرف A فى المقدمة ومحور صلب فى المؤخرة وقضبان إلتوائية طولية فى المقدمة والمؤخرة. وفى نفس الوقت تم تزويد المقدمة بقضيب مضاد للإنقلاب