دنجوان الصحافة.. محمد التابعي (الحلقة الثانية)
الثلاثاء، 06 يونيو 2017 09:29 م
أسرار يكشفها الكاتب الصحفي محمد ثروت:
مصطفى أمين قرأ تاريخ التابعى من منظور جنسى
التابعى قال لإحسان عبد القدوس لا تتأثر بأسلوب حياتى
لماذا غضبت زوجة التابعى وابنته من وصف أنيس منصور لأستاذه بالدنجوان؟
التابعى قال لإحسان عبد القدوس لا تتأثر بأسلوب حياتى
لماذا غضبت زوجة التابعى وابنته من وصف أنيس منصور لأستاذه بالدنجوان؟
حياة حافله، وأسرار لا تنتهي، وجزء مهم وكبير في تاريخ مصر والعالم العربي، هذا هو محمد التابعي، على الجانب الآخر هناك جزء خفي لا يعلمه الكثيرون، تتجلى فيه تفاصيل الحياة الشخصية لـ «أمير الصحافة العربية» هذا الرجل الذي عاشر الأمراء والأميرات، ودخل قصور الساسة والفنانين، وفي كل مرحلة من مراحل حياته له علاقة غرامية أو أكثر، وليس بغريب أن يلتف حول هذا الرجل الأسطورة عشرات المعجبات، يختار منهن ما يشاء، ويبعد عمن يشاء.
لقد كانت شريفة التابعى، واضحة عندما قالت عن والدها، إن دور المرأة كان كبيرا في حياة التابعي بدءا من والدته، فهو باعترافه كان ضعيفا أمام المرأة وفي عصره كان معظم الشخصيات العامة مثل كامل الشناوي، العقاد، توفيق الحكيم، والذي أحب أن يشتهر كعدو للمرأة، ويقال إن فيلم عدو المرأة كان عنه، عبد الوهاب، أحمد باشا حسنين، كلهم مروا بلحظات ضعف أمام المرأة وكان لها دور في حياتهم وبالرغم من أنه عاش معظم حياته أعزب وعازفا عن الزواج وتأثر بهذا المنظور إحسان عبد القدوس وكان مرتبطا في ذلك الوقت.
فقال له التابعي لا دخل لك بأسلوب حياتي وسعي بأن يجمعه بمن يحب وبالفعل كتب كتابهما بمكتبه، ثم استقر المقام بالتابعي بزواجه من والدتي واستقرت حياته، وحسب معلوماتي فهي الزيجة الوحيدة له، وكانت بمثابة الحارس الأمين له، وكانت تقرأ مقالاته كقارئ محايد وتبدي رأيها فيها بموضوعية.
والحقيقة أننى لا أرى مبررا فى الغضب من وصف محمد التابعى بـ«الدنجوان»، أو استياء البعض من الحديث عن جانب مهم من روح عصر من الرومانسية التى اختفت من حياتنا خصوصا وقد تأثر بغرامياته وقصص حبه الزاخرة بالدراما الإنسانية الرائعة بعض تلامذته، فطبعت عليهم شخصية التابعى. حتى أن الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، أديب الرومانسية الأول فى العالم العربى، يعترف بأن تعلم كل شىء من محمد التابعى حتى الحب فيقول إحسان عبدالقدوس فى أوراقه التى خصتنى بها تلميذته وسكرتيرته الخاصة نرمين القويسنى: «تأثرت في فترة من فترات حياتي بكل حياة محمد التابعي.. كنت أتصور أن النجاح هو أن أعيش كما يعيش التابعي، ولكن التابعي نفسه هو الذي أنقذني من ضعفه.. ساهم في حمايتي من إغراءات النجاح.. ففي سنة تخرجي في الجامعة ترددت في أن أتزوج الفتاة التي أحببتها.. كيف أتزوج والتابعي ليس متزوجا.. لا التابعي، ولا توفيق الحكيم، ولا العقاد، ولا مصطفى أمين، ولا فكري أباظة.. ولا.. ولا.. ولا أحد متزوج من الأساتذة الكبار الذين أريد أن أصل إلى مستوى نجاحهم.. فقط طه حسين ولكن لا أريد أن أكون طه حسين.. وتصادم التردد مع الحب يكاد يقتلني.. إلى أن ذهبت إلى التابعي، وشكوت له ترددي وكنت اعتقد أنه سينصحني بالعدول عن الزواج أو على الأقل تأجيله إلى أن أتأكد من مستقبلي.. ولكن بالعكس.. نصحني التابعي بالزواج بل ألح ثم دعاني وحبيبتي إلي بيته ودعا معنا المأذون وزوجنا.. وضعني في إطار يحمني مما تعرض له من إغراءات ومتاعب النجاح لو قدر لي أن أنجح، بل أنه وضعني في الوضع الذي لا يمكن أن أنسى فيه المستقبل، فالزواج يضطرك أن تحسب حساب المستقبل وأنت تحسب حساب الحاضر، والتابعي كان يعيش كل نجاحه وكل عبقريته وكل فنه لحظة بلحظة دون أن يحسب حساب المستقبل، وربما لم يبدأ في حساب المستقبل إلا بعد أن تزوج مؤخرا وبعد أن كان قد تعود أن يعيش الحياة لحظة بلحظة.
ولم يتوقف غضب هدى التابعى، على مصطفى أمين فقط، لأنه قرأ تاريخ أمير الصحافة من منظور جنسى بل صبت هدى التابعى، جام غضبها أيضا على الكاتب الفيلسوف أنيس منصور، ورفضت أن يشاركها فى كتابة ذكرياتها عن محمد التابعى، وفضلت عليه الصحافى الراحل صبرى أبو المجد.
وعندما واجهتها بتلك الحقيقة، ذكرت لى هدى التابعى: «وقد رفضت أن يقوم أنيس منصور، بكتابه مذكرات محمد التابعى، واخترت بدلا منه الصحافى الكبير صبري أبو المجد، لأن أنيس يحب يظهر نفسه هو الأول والأخير.. صحيح هو كويس وقوي و يعجبني و لكنه يدور حول ذاته فكيف يستطيع أن يتخلص من طباعه ليكتب سيره شخصيه لانسان بتجرد و موضوعية؟!».
لكن صبري أبو المجد، لم يكن كذلك!!.. وإنما كان متواضعا ومخلصا لتراث محمد التابعي.
ولم تكن هدى التابعى، فقط هى صاحبة هذا الموقف من أنيس منصور فقد اتفقت معها ابنتها شريفة التابعى التى انتقدت أنيس منصور ومقالاته عن التابعى ووصفته بالمتناقض فتقول شريفة التابعى:
«مقالات أنيس منصور عن أستاذه محمد التابعى تناقض بعضها بالإضافة للعديد من المعلومات المغلوطة أحيانا وغير الدقيقة أحيانا أخرى فمرة نرى أنيس منصور فعندما يقول أنيس منصور فى مقال له تعليقا على مسلسل الملك فاروق: «ثلاثة حول العرش.. ثلاثة ثعالب يطاردون الذئاب والكلاب والأفاعي في قصر عابدين.. الثلاثة: محمد التابعي، ومصطفي أمين، وكريم ثابت.
أما التابعي، فالمدخل عادة من باب الحريم.. ولذلك فهو يعرف كل ما يجري في داخل القصر عن طريق علاقاته النسائية المتعددة، وقبل وفاة الأستاذ التابعي ترك لي عددا من صور الجميلات وخطاباته لهن وخطاباتهن له.. والخطابات كلها رقيقة دافئة وملتهبة، ولم يكن من عادة التابعي، أن يخفي شيئا عنهن أو عن نفسه.. وقد نشرت كل الصور والخطابات.. وقد حرص التابعي علي هذه الصور والخطابات بعيدا عن زوجته السيدة هدي شفاها الله. فكانت شديدة الغيرة عليه.
فإننى أرى والكلام لشريفة التابعى، أن هذه المعلومات التى رواها أنيس منصور، هى غير صحيحة بالمرة عن الأستاذ التابعى، والتى كانت حياته السابقة لزواجه مثل الكتاب المفتوح للأسرة، كما أنكر الكاتب الكبير أحمد رجب هذا الكلام، والأستاذ أنيس منصور، وهو تلميذ تلامذة التابعى، اختار هذا االلون فى بعض كتاباته عن التابعى فى تصور خاطىء أن ذلك فيه تعظيم لأستاذه ولكنها مجرد تفسير جنسى للتاريخ.
وتضيف شريفة التابعى قائلة: لم أترك كلام الأستاذ أنيس منصور يمر هكذا فقد اتصلت به لعتابه على المقالة الخاصة بالتفسير الجنسى للتاريخ وكان رده أنه لا يجرؤ أن يعيب فى الأستاذ!، و يبقى عيب عليه!، وكان ردى أنه بالفعل فعلها وأجابنى أنه كان يقصد من خلال كلماته أن الأستاذ التابعى بما له من دراية بما يحدث خلف الكواليس استطاع أن يحكى لنا خصوصيات الحياة فى القصر الملكى، ولما قلت له إن المعنى الذى كتبه لا يمت لهذا بصلة أجاب أنيس منصور، قائلا: «معلش هى جايز فرقت معايا فى كلمتين!!»، وكان ردى إنه لا يجوز لكاتب كبير ذو عامود ثابت يقرؤه الشباب والكبار أن يقول لم أقصد وفرقت كلمتين ناقصين!.
ولم يتوقف هجوم شريفة التابعى، على أنيس منصور، عند هذا الحد بل إنها اتهمته بتجاهل والدها عند الحديث عن مشاهير محافظة الدقهلية فتقول شريفة التابعى.
عيد ميلاد أنيس منصور، كتب عن كل فرد من الأفراد المشاهير فى محافظة الدقهلية بدلتا مصر إلا محمد التابعى طبعا!!!
ذكر إبنة عمتى دكتور فتحى البطوطى، وذكر ابنة عمتى الآخر الشاعر الكبير محمد الهمشرى إنما التابعى «لا»
وعندما اتصلت به رحب بى بشدة وقلت له أموت وأعرف سر اضطهادك للتابعى، فأنكر أنيس منصور، ذلك بشدة و قال لى: مجرد سهو!!.
وإلى اللقاء غدا فى الحلقة المقبلة
اقرأ ايضاً :