الصعود للهاوية

الثلاثاء، 06 يونيو 2017 02:11 م
الصعود للهاوية
مني احمد تكتب:

بلغ السيل الزبى، ونفد صبر دول الجوار علي قطر، وأصبحت سياسات الدوحة ضد جيرانها أمرا فاق الاحتمال، وتسارعت حدة الأزمة في ظل التصعيد القطري والممارسات الإعلامية التحريضة المسيئة لدول مجلس التعاون الخليجي ومصر، حتي وصلت للنتيجة الحتمية بإعلان عددا من الدول العربية علي رأسها مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، واعتقد أن هناك دولا أخري في طريقها لتحذو حذو الدول المقاطعة، وهي سابقة خطيرة في منحني تاريخ العلاقات الخليجية وكانت قمة الرياض الأخيرة هي كلمة السر.
 
هذا القرار يفتح الطريق لعدد من التساؤلات والسيناريوهات أولها ما هو رد الفعل القطري علي قرارالمقاطعة بعيدا عما أعلنته الدوحة من استنكار للمقاطعة، هل ترتدع وتتراجع خطوة للخلف وتلبي بعض المطالب الخليجية وتلتزم بثوابت علاقات مجلس التعاون؟، هل تفك ارتباطها بالتنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية التي تدعمها ماليا وسياسيا وتوفر لها غطاء قانونيا بإيواء رموزهم علي أراضيها؟.
 
وهل تحاول إيجاد وسيط لحل الأزمة، وفي اعتقادي أن الكويت هي الوحيدة المؤهلة للعب هذا الدور لما تتمتع به من علاقات قوية في المنطقة الخليجية وسبق لها أن لعبت نفس الدورفي 2014؟.
 
لكن هل تقبل الكويت أن تلعب دور عراب المصالحات القطرية هذة المرة لاحتواء الموقف المتفجر في الخليج العربي؟، أم تتحرك العائلة الحاكمة القطرية وتطيح بالأمير الشاب عن سدة الحكم لاحتواء الموقف المتأزم الذي يمكن أن يعصف بمقدرات الأمارة؟.
 
ولو تغير تميم هل يغير الكفيل السياسي لها ومحرك الأحداث بها استراتجيته؟، أم أنه يريد أن يبدأ مشهد الربيع الآسيوي من قطر ويكون بداية انفراط عقد مجلس التعاون الخليجي ورسم خريطة جديدة للمنطقة بتحالفات غير مؤلوفة، وبالمناسبة هل يحمل هذا السيناريو دورا للمواطن القطري في تلك المرحلة؟، وعلي جانب آخر هل يكون قطع العلاقات العربية الخليجية خطوة أولي لها بعدها حال استمرار السياسيات القطرية المعادية.
 
الأمور معقدة للغاية ولها خطورتها، أتمنى أن تتراجع قطر عن تعنتها، وأن يكون بينهم رجل رشيد، ألمح ربيعا عربيا يطل بوجهه القبيح مرة أخري لكن هذه المرة في منطقة الخليج العربي بما لها من خصوصية وأهمية استراتيجية كبيرة في الميزان السياسي الدولي، ما يحدث الآن علي الأرض يصب في مصلحة الجار الفارسي والذئب العبري، نحن أمام فصل جديد ومشهد مثير للارتباك من العلاقات الخليجية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق