نكشف دور قطر لتطويل أمد الحرب السورية
الإثنين، 05 يونيو 2017 01:10 ص
لدى قطر مصالح عدة لاستمرار صراعات الشرق الأوسط وتطويل أمدها، وذلك لتحتفظ الدوحة بدورها ونفوذها الذي يزيد كلما انتشرت الجماعات الإرهابية في المنطقة، لاسيما وهي تربطها علاقات قوية بتلك الجماعات.
وفي ضوء ذلك، كشفت مواقع سورية، عن وجود مساعي قطرية لإفشال مفاوضات الآستانة بين النظام السوري والفصائل المعارضة والتي يمثلها جيش الإسلام بقيادة محمد علوش، وذلك بعد التزام الأخير بالجلوس إلى مائدة المفاوضات مع النظام برعاية روسية تركية.
المساعي القطرية لتأزم الأوضاع السورية ليس بجديد، فقد اعترف حمد بن جاسم، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الأسبق، في حديث نشرته الفايننشال تايمز اللندنية بمنتصف شهر ابريل من عام 2015 بأن «ما حدث في سوريا ليس بثورة بل «لعبة دولية» أعطت فيه الولايات المتحدة الضوء الأخضر لقطر والسعودية للتدخل في سوريا»، كما أضاف: «سأقول لكم شيئاً واحداً، وربما أقوله لأول مرة عندما بدأنا في التورط بسوريا كان لدينا الضوء الأخضر بأن بإمكان قطر قيادة الأمر».
وأوضحت المواقع وفقًا لمصادرها الخاصة أنه كان هناك اجتماع جمع قادة الميليشيات السورية بهيئات دبلوماسية قطرية، طلب خلاله الجانب القطري من الفصائل وضع عدة أطروحات لابتزاز النظام والحصول على مكاسب من بينها حصار مناطق «كفريا والفوعة»، وكسر الرابط العسكري بين الفوعة وإدلب.
وتابعت المصادر أنه عقب الاتفاق القطري صدرت الأوامر لجبهة النصرة المنفصلة ظاهريًا عن تنظيم القاعدة الإرهابي، بتشكيل غرفة عمليات جيش الفتح، ودعت الجبهة الفصائل إلى اجتماعات مطولة وعملت بخطى حثيثة لتشكيل جيش الفتح الذي سيقوم بالمهمة.
وأضافت المصادر أن المساعي القطرية توافقت مع مساعي تنظيم القاعدة الإرهابي، وسارت العمليات العسكرية كما أراد لها الجانب القطري، واستحوذت المعارضة على مدينة «إدلب» وهو ما ساعد فيما بعد من انتقال الميليشيات المهزومة في «حلب» إلى المدينة.
وتساءلت المصادر عن مصير العمل العسكري بعد حصار الفوعة وكفريا، خاصة أن تلك المليشيات نجحت في السابق في الاستيلاء على المعسكرات مثل القرميد والمسطومة وبسنقول وجبل الأربعين.
وأكملت المصادر السورية أن جبهة فتح الشام «النصرة» سابقًا استأنفت معاركها العسكرية مع أحرار الشام - أقوى الميليشيات الإرهابية، بعد معارك وقعت بين الجانبين انتهت بالمبايعة لهيئة تحرير الشام - أكبر تجمع إرهابي، ومثلت المعارك الجديدة محارق للجنود هددت الآلاف من المدنيين.
وقالت المصادر إن الميليشيات التي تصدرت لملف كفريا والفوعة هي أحرار الشام وجبهة النصرة المدعومين من قطر مباشرة والتي فاوضت النظام بفك حصار بلدتي «الزبداني ومضايا»، والتي كانتا محاصرتين من قبل ميليشيات حزب الله، واعتبر محمد المحسيني أكبر قادة الميليشيات نصرًا تاريخيًا.
واشتملت بنود الاتفاق القطري على «فاجعة كبيرة ظاهره فيه العذاب وباطنه فيه العذاب» كما وصفته المصادر، أولها إطلاق جملة من الأسرى لا علاقة لهم بالقضية السورية إطلاقًا منهم 17 قطريًا يشتملون على أعداد من الأسرة الحاكمة وعدد من الأسرى الإيرانيين.
ومن بين المساعي القطرية لزيادة تأزم الأوضاع على الساحة السورية، كشفت المصادر عن وجود دعم قطري للمعارك الأخيرة الدائرة بين فيلق الرحمن وبعض الميليشيات الأخرى من أجل الاندماج تحت هيئة تحرير الشام وقتال الفصائل التي ارتضت الجلوس إلى مائدة الحوار مع النظام.