«شيال الشنطة».. كيف وظفت مخابرات دولية قطر لتقسيم المنطقة؟ (تقرير)
الأحد، 04 يونيو 2017 11:40 م
مع تراجع اعتماد الإدارة الأمريكية الجديدة على قطر في تقسيم بعض دول الجوار بالشرق الأوسط، عبر بث الفتن والشائعات التي من شأنها زعزعة الأمن والسياسة والاقتصاد بعدد من الدول العربية، يتكشف الدور الحقيقي للمخابرات القطرية في الأزمات التي ضربت المنطقة العربية، هل كانت فاعلة بوجه حقيقي، هل كان لها الحجم الذي يتصوره كثيرون، أم أن دورها اقتصر على التنسيق ولعب دور السكرتارية، خلال السطور المقبلة، يجيب على تلك الأسئلة وغيرها، اللواء محمود منصور، أحد الضباط المصريين الذين ساهموا عبر الانتداب في تأسيس جهاز المخابرات القطرية.
يقول «منصور»: « أفراد المخابرات العامة القطرية، كما دربتهم أنا وزملائي المصريين، ومنهم غانم الكبيسي، رئيس الجهاز الحالي، ومساعده للشئون القانونين جاسم آل محمود، ومساعده لشئون التدريب عبد العزيز الهيدوس، وآخرين في مناصب رؤساء الشعب، لم يحتكوا بالعمل الخارجي، لأنا دربناهم فقط على العمل الداخلي، ولم نتطرق للقيام بأي خارج أراضي قطر، ولعل ذلك يؤكد أنهم عناصر تنفيذ لنقل الأموال من قطر إلى الدول الموجودة بها الجماعات الإرهابية أيًا كانت، ويستخدمون في ذلك الساتر الدبلوماسي، يمكننا القول بأنهم فقط «حاملي الشنطة» تحت غطاء الساتر الدبلوماسي، الذي يمكن أي دبلوماسي من المرور بما يحمله من أموال أو ذهب».
وتابع «منصور» قائلاً:« دورهم اقتصر على شن الحرب النفسية على الأمة العربية، مستخدمين في ذلك القنوات الفضائية من على أرض الدوحة، وتركيا، ولندن، في محاولة منهم في خفض الروح المعنوبة للشئون العربية، وبث الفتنة بين مكونات المجتمعات العربية، لينشب صراع داخل الوطن الواحد، بين مكوناته، وإحباط كل الإنجازات التي تتم داخل الدول العربية، بالإضافة لنشر أكاذبيب وإشاعات مكذوبة، صنعت في لندن، أكبر دليل على فشل المخابرات القطري، إنفاقهم أموالاً طائلة على الحرب النفسية التي ظنت أنها يمكن أن تقسم الشعوب العربيىة، فصرفت قطر ما تخطى الاحتياطي النقدي لها في السنوات العشر الأخيرة، وأصبحت قطر التي كانت أغنى دولة في العالم، دولة مديونة، تحتاج دائما ًإلى قيمة البترول والغاز المنتج يوميا،ً لم يعد لديها احتياطًا نقديًا» .
وتابع «منصور»:« ممثلوا المجموعات الارهابية ضحكوا على أمير قطر واستطاعوا أن يحصلوا على أكبر دعم مستمر من أمير قطر الحالي والسابق، وهو ما سيتم منعه خلال الفترة المقبلة، بناءاً على الأوامر التي صدرت لتهميش الأمير الخائن للإسلام والعروبة، والذي يحتاج لعلاج نفسي وسلوكي طويل، يحتمل بعده أن يعود قابلاً لأن يستمر في الحياة، كشخص سوي، فقطر الآن في حاجة لاستثمار جزء ضئيل من الأموال التي تنفق على الإرهاب، والتي كانت كفيلة أن تضمن للشعب القطري حياة كريمة».
وأضاف «منصور» فائلاً:« قطر لم يعتد عليها أحد في يوم من الأيام من الدول العربية، لقد عاملها العرب حتى اللحظة الأخيرة، بمنتهى الرأفة، كدولة شقيقة، ولكنها كانت تريد استكمال ماتم في العراق، ليتم في سوريا وتونس ومصر، ولذلط عمل الغرب على محورين كعناصر دعم لهم في مصر ، مايسمى بزعماء 6 إبريل، الذين تم تدريبهم في صربيا ولندن، والإخوان الذين كانت لديهم قناعة، بأنهم لا يمكن أن يحكموا مصر إلا بمباركة أمريكية وغربية، وهنا برز الدور القطري، ونظراً لقدرات قطر المحدودة بشريا، تم استخدامها كمصدر للتمويل المالي إلى حدود، وحيث أن المؤامرة كانت تحتاج إلى عناصر دعم، مقاتلة فقد كلف الجانب التركي بذلك الدور، وهو استجلاب المقاتلين من كافة أرجاء الأرض، واستكمال البناء العقائدي الإرهابي لهم، ثم إيوائهم وتدريبهم، وتسليحهم بالأسلحة والذخائر والمفرقعات، ثم نقلهم براً وبحراً وجواً إلى الدول المرغوب العمل بها، وأثناء تورط أمير قطر السابق حمد بن خليفة، في تمويل تركيا، التي قامت بدور السمسار الوسيط، فإنه برزت أمامهم مجموعات أخرى تمارس القتل والتخريب، في دول العالم العربي والإسلامي، مثلت تهديداً لقطر، نظراً لبذخها وسفهها، التي كانت تمارسه في التمويل، فقام أمير قطر السابق حمد بن خليفة بالخروج عن أوامر آمريه الغربيين، وقام بتمويل جماعات غير مسيطر عليها من الجانب الغربي، وغير مشاركة في المؤامرة على العالم العربي والإسلامي، وإنما تمارس الإرهاب كمرتزقة يعملون لحساب أنفسهم، وحينما اشتد عودهم بدأووا يستقوون على الغرب، وتمدد إرهابهم إلى دول في أوروبا الغربية، وبعض الدول الأفريقية، بالإضافة لكل الإرهاب الكثيف على أرض أفغانستان وباكستان، وحينما افتضح أمر الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني، سارع بالهروب من السلطة، ونقلها إلى ابنه تميم، الذي لم يستطع أن يغير من توجه قطر في البذخ والإنفاق على المخطط الغربي، وتمويل المجموعات الإرهابية الشاردة الأخرى بالأموال، وترتب على ذلك خروج الأحداث الإرهابية في العالم عن السيطرة الدولية فوجدنا انفجارات في عواصم أوروبا، شاركت في دعم تلك الجماعات من قبل، وهنا كانت فترة الحكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد قاربت على الانتهاء مما سمح لظهور فريق رئاسة أمريكي جديد يحمل أفكار جديدة، بملامح للاستغناء عن دور أمراء قطر في تمويل الإرهاب على الأرض العربية والإسلامية، بشكل مختلف يتركز على تمويل الاقتصاد الغربي للخروج من أزمته الحالية، مباشرة، فالإدارة الأمريكية الجديدة حصلت على أكثر من 20 مليار من قطر، لتمويل تطوير البنية التحتية بأمريكا».
وأضاف«منصور» قائلاً:« من كل ذلك يتضح أن النجومية السوداء التي حققتها أسرة آل ثان من خلال القتل والدمار والخراب والتهجير، والمصابين، والمعاقين، قد ولى عهدها، وأصبحنا نتشوق إلى بزوغ اليوم الجديد» .