تنظيم القاعدة وخطة الحفاظ على ما تبقى

السبت، 03 يونيو 2017 09:58 م
تنظيم القاعدة وخطة الحفاظ على ما تبقى
جماعة انصار الشريعة
تحليل خبري- محمد الشرقاوي

تشهد الساحة العالمية تغيرات من ناحية التواجد الإرهابي في البؤر الأكثر صراعًا في الشرق الأوسط. على مدار الأعوام الثلاث الماضية مثل تنظيم داعش الإرهابي رأس الأفعى السامة التي تهدد كثير من الدول، وهو ما تزامن مع تراجع تنظيم القاعدة أبو التنظيمات الإرهابية في العالم، والذي مثّل هو الآخر حالة لا يستهان بها في الإرهاب الدولي.

غير أن العام الجاري، كان نقطة فاصلة في الحالة الإرهابية، حيث تآكل جسد الأفعى السامة، والتزمت القاعدة وزعيمها أيمن الظواهري، حالة الثبات والانصهار للحفاظ على ما تبقى لها من قيادات ومناطق سيطرة.

تنظيم داعش أصر على المواجهة المسلحة، وبالتالي لم تفلح تلك المحاولات في استمرار البقاء، غير أن القاعدة حاولت الانصهار داخل تنظيمات أخرى، وهو ما حدث في انفصالات ظاهرية «جبهة النصرة السورية وأنصار الشريعة الليبية» نموذجًا، واندماجات في الشمال الأفريقي كـ «جماعة أنصار الإسلام والمسلمين» نموذج آخر.

في 27 مايو الماضي، أعلنت جماعة «أنصار الشريعة» في ليبيا، والمرتبطة بتنظيم القاعدة فكريًا، عن حل نفسها رسميًا وفق بيان بعنوان «الرسالة وصلت وستحملها جموع الشعب».

أنصار-الشريعة
أنصار الشريعة

 

الانفصال ظاهريًا

مراكز بحثية قالت إن تلك الخطوة جاءت تماشيًا على خطى التنظيم الأم «القاعدة»، الذي غيّر التنظيمات المحلية في عدد من الدول، كما حدث مع الساحة السورية، دخلت جبهة النصرة في تحالفات محلية مع باقي الفصائل من باب سد الذرائع، وهو ما توافق مع بيانات صادرة عن الجبهة التي يقودها أبو محمد الجولاني.

مركز السكينة البحثي، قال إن الكتائب والأفرع التابعة والمتأثرة بتنظيم القاعدة، تعيش حالة من المرونة في عمليات «الانفكاكات والاندماجات» وهذا يجعلها أكثر تمويهًا وتمددًا وبقاءًا، مستغلة حالة الضعف التي يعيشها تنظيم داعش.

يضيف المركز أن  كل التنظيمات تعاني من فقدان رموزها ورجالها من الصف الأول والثاني، ولاشك أن هذا يؤثّر على التنظيمات خاصّة مقتل «المؤسّسين» بالإضافة إلى تسلل الخلافات والنزاعات على السلطة الداخلية، كذلك يترك القيادي فراغًا من الصعب تغطيته فكريًا وميدانيًا وماليًا، فغالبا يمتلك القيادات علاقات واسعة تتعدى المحيط الجغرافي.

يوضح أن الحالة الليبية مؤهّلة للتصاعد والتأزّم، لذلك بدأت الجماعات والفصائل فعليًا في طرح تكتيكات جديدة تحميها من الذوبان أو سهولة الاستهداف، علمًا أن مجموعات منتمية لأنصار الشريعة ما زالت تمارس عملها تحت ذات المظلّة، وثمة مجموعات انشطرت وانتمت لجماعات وتنظيمات مقاربة.

جماعات مسلحة - أرشيفية
 

 

الشريعة ليست الأولى

في مارس الماضي، أعلنت كبريات جماعات العنف في الصحراء الكبرى ودول الساحل الإفريقي ذات الأيدلوجية الدينية والتابعة إلى تنظيم القاعدة، عن الاندماج في تكتل إرهابي جديد أسموه «جماعة أنصار الإسلام والمسلمين».

4 جماعات هي قوة التنظيم الجديد، أعلنت عن تطورها الجديد في إصدار مصور صادر عن مؤسسة «الزلاقة» أحد المنابر الإعلامية للقاعدة، وأعلنت الكتائب الأربعة مبايعتها لأمير جماعة أنصار الدين إياد أغ غالي، أميرًا للتنظيم.

حضر الإعلان على رأس جماعة أنصار الدين، أميرها، إياد أغ غالي، وإمارة الصحراء الكبرى، وهي (6 كتائب تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي)، أميرها يحيى أبو الهمام، وكتيبة المرابطون (جناح الجزائري مختار بالمختار) وحضر نائبًا عنه الحسن الأنصاري نائبه، وكتائب ماسينا (إثنية الفلان) وأميرها حمدو كوفا، وأبو عبدالرحمن الصنهاجي (قاضي منطقة الصحراء).

وأعلن التنظيم الجديد مبايعته لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وأبو مصعب عبدالودود أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

أنصار الإسلام والمسلمين
أنصار الإسلام والمسلمين

 

جبهة النصرة

في أواخر يوليو الماضي، أعلن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني وقف العمل باسم «جبهة النصرة» وتشكيل جماعة جديدة باسم جبهة «فتح الشام» والانفصال عن تنظيم القاعدة.

ظهر الجولاني وقتها لأول مرة إصدار مرئي بوجهه، قال فيه إن جبهته ستتشكل باسم «جبهة فتح الشام.. وليس لها علاقة بأي جهة خارجية»

وأضاف أن هذه الخطوة يراد بها تفنيد «الذرائع التي يتذرع بها المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا وروسيا في قصفهم وتشريدهم لعامة المسلمين في الشام بحجة استهداف جبهة النصرة التابعة لتنظيم قاعدة الجهاد».

وعلى غير العادة بارك زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، انفصال جبهة النصرة الفرع السوري للقاعدة عن التنظيم.

كذلك التنظيمات المسلحة النشطة في شمال مالي، حاولت الاندماج لمواجهة التدخل الفرنسي ضدها مطلع عام 2013، لكن خلافات منعتها من ذلك، واقتصر التعاون على التحضير للعمليات العسكرية وتنفيذها.

جبهة النصرة
جبهة النصرة

 الهروب من القوائم السوداء

الانفصال يكون أحيانًا من أجل الهروب من وقع الضربات العسكرية، فجبهة النصرة فرع التنظيم السوري، كانت على قوائم الإرهاب، وانفصالها كان محاولة للهروب من ضربات التحالف الدولي، غير أن الخارجية الأمريكية أدرجت الإسم الجديد جبهة فتح الشام – النصرة سابقًا-، على قوائم الإرهاب، بموجب قانون الجنسية القسم 219 من قانون الهجرة، واعتبارها إرهابية عالمية بموجب المادة 1 (ب) من اللائحة التنفيذية ( EO 13224 ).

ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الرسمي، أن الجبهة التي أعلنت انفصالها عن تنظيم القاعدة الإرهابي مؤخرًا، بقيادة أبو محمد الجولاني، حاولت إبعاد نفسها عن قوائم الإرهاب بتغيير مسماها من جبهة النصرة وإعلان انفصالها عن تنظيم القاعدة، إلا أنها ما زالت تمارس نشاطها الإرهابي في سوريا، بحسب البيان.

أنصار الشريعة هو الأخر قد يكون حله ظاهريًا ومحاولة للهروب من وقع الضربات المصرية الأخيرة على مواقع الجماعات الإرهابية التابعة للقاعدة.

كان مجلس الأمن الدولي في نوفمبر2014 أدرج «أنصار الشريعة» على قائمته السوداء للمنظمات الإرهابية، كما أعلنته السلطات الأميركية والليبية تنظيمًا إرهابيًا.

التنظيم متهم بالتورط في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي الذي أدى الى مقتل أربعة أميركيين أحدهم السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز في سبتمبر 2012.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق