قصر الأمير طاز.. ساقي السلطان الشاهد على التاريخ
الجمعة، 02 يونيو 2017 04:09 محسن شرف
ينظم قطاع صندوق التنمية الثقافية، حفل المنشد الشيخ محمود ياسين التهامي، وفرقته بقصر الأمير طاز، اليوم الجمعة، في تمام التاسعة والنصف مساءً.
ويأتي ذلك في إطار احتفالات قطاع صندوق التنمية الثقافية، بشهر رمضان الكريم، والتي تحمل عنوان «الإبداع في مواجهه الإرهاب».
تصحبكم «صوت الأمة»، في جولة بين جدران قصر ساقي السلطان الناصر محمد بن قلاوون، لنستعرض ونحن نتجول تاريخ صاحبه، الذي عاش أميرا ومات شريدا.
في قلب القاهرة التاريخية قريبا من القلعة، بين الصليبة والحلمية الجديدة، تسوقك قدمك إلى هذا القصر، الذي بناه أحد أمراء المماليك ولم يتمكن من الإقامة به إلا ثلاث سنوات وبضعة أشهر.
وبعدما تسوقك قدمك، للوصول إليه، ستصدم أولا بكاميرات تصوير، وعربات بث خارجي، ومصورين، وفنانين، ذهبوا هناك، محاولين أن الاقتباس، من التاريخ لحظة.
كان الأمير طاز أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون وساقيه وزوج ابنته، وتصف كتب التاريخ الأمير بأنه كان «حسن الشكل طويل القامة بطلا شجاعا محبا للعلماء كثير الخيرات علىّ الهمة قوي العزم وافر التجمل وظاهر الحشمة».
وضع الأمراء الأقوياء، أبناء الناصر بعد موته عام 1340، تحت وصايتهم، وبدأ نجم طاز في الصعود خلال حكم الصالح إسماعيل بن الناصر محمد، حتى أصبح في عهد أخيه المظفر حاجي واحدًا من الأمراء الستة أرباب الحل والعقد الذين كانت بيدهم مقاليد الدولة.
في عام 1347 تٌوج حسن سلطانا وكان صبيا عمره 12 عاما، وحينما بدأ حسن في طرد كبار الموظفين خاف طاز على منصبه وخلعه، ووضع أخاه الأصغر الملك الصالح على العرش، والذي جعله دوادار دولته.
كان حسن يحظى بدعم من الأمير «شيخو» القوي والذي كان ينتظر الفرصة ليحصل علي السلطة، وبعد ثلاث سنوات وضع شيخو، السلطان الصغير في الحريم وأعاد تنصيب حسن سلطانا، وعاد طاز إلي القاهرة مع مماليكه مستعدا للقتال لكنه وجد أعداءه يفوقون قواته عددا بنسبة خمسة إلى واحد ففرق مماليكه واختفى في بيت أخته وبعد بضعة أيام سار إلى القلعة بلا سلاح وقدم نفسه للسلطان حسن.
يرجع قصر الأمير طاز، للعصر المملوكي البحري في القرن 14 الميلادي، وبني على مساحة فدانين بشارع السيوفية حي الخليفة بالقرب من القلعة مقر الحكم وبالقرب من جامع السلطان حسن سلطان البلاد في هذا العصر بعد وفاة الناصر محمد.
وعن التكوين المعماري للقصر، فإنه مقسم ناحيتين، الناحية القبلية بها الإسطبلات، مكان الإسطبل الكبير، وقاعة ملحقة بالإسطبل وحواصل ومخازن وأحواض دواب والسكن الشتوي الذي يعلو المدخل الرئيسي.
الناحية البحرية هي الناحية السكنية، حيث الحرملك الخاص بسكن السيدات ويجاوره السلاملك الخاص بالرجال «مبني الاستقبال»، وتأثر الحرملك بالزلزال عام 1992 ولم يتبقى من القاعة العلوية سوى جدار الشمال الشرقي، وتم استكمال باقي الجدران والعقود والقبة والسقف المزخرف والشريط الكتابي المحفور عليه ألقاب الأمير طاز في الجيش والجندية.
القاعة به مثل أي قاعات في البيوت الإسلامية القديمة تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، الإيوان الرئيسي وإيوان مقابل فرعي صغير ويتوسطهم النافورة، وعلى جانبي الإيوان الرئيسي توجد حجرتين واحدة بها سقف مزخرف عليه شكل الكأس رمز وظيفة الساقي وسط ألقابه، ويقابلها حجرة شتوية بها دفاية وهي الوحيدة التي تبقت في الحجرة بأكملها بعد الزلزال.
وتبقى من الشريط الكتابي النص التالي «بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذا المكان المبارك السعيد من فضل الله الكريم وكل عطائه العميم المقر الأشرف العالي المولوي المخدومي الغازي المجاهدي المرابطي».
بعد عصر الخديوي اسماعيل قامت وزارة التربية والتعليم بتحويله إلى مخزن للكتب والمناضد، واستمر المخزن حتي بداية دخول وزارة الثقافة مشروع تطوير القاهرة التاريخية 2002 حيث بدء الترميم والذي استمر حتى أكتوبر 2005 وتحول بعدها إلى مركز إبداع تابع لصندوق التنمية الثقافية بدار الأوبرا.
يشتمل القصر حاليا علي معرض دائم بعنوان «روائع المماليك» عبارة عن خمس حجرات، تعرفنا الحجرة الأولى من هم المماليك، وتقدم الثانية نبذة مختصرة عن فنون المماليك وعصرهم وسياستهم وتجارتهم، وتتحدث الحجرة الثالثة عن حياة الأمير طاز وقصره، بينما تشتمل أخر حجرتين علي ناتج حفائر القصر أثناء ترميمه.
اقرأ أيضا: