الحدود السورية.. مسرح عمليات الصراع الأمريكي الإيراني
الخميس، 01 يونيو 2017 09:30 م
الإثنين الماضي، 29 مايو، أعلن المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي العراقي، ذات الأيدلوجية الشيعية والمدعومة عسكريًا من «إيران»، استعداد القوات لدخول سوريا وقتال تنظيم داعش فيها، بالتنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقال: «مستعدون لقتال تنظيم داعش داخل سوريا، فقد وفرنا أريحية للجيش السوري للتقدم في مناطق الرقة بعد تقدمنا اليوم عند الحدود».
وكان النوري أعلن نهاية أبريل الماضي «نقل المعركة إلى الحدود السورية»، بعد تحرير البعاج والقيروان الواقعتين غرب الموصل سنكون فتحنا خطًا كاملًا نحو سوريا، وأكملنا سيطرتنا على أهم طرق إمداد داعش ومحاصرته في الموصل لتكون المعركة داخلية.
في حال انتهت معركة تحرير الموصل- تقول القوات العراقية إنها أوشكت على الانتهاء – أصبح متاح للحشد الشعبي التوغل داخل الحدود السورية، فالدولة العراقية لا تمانع من التدخل العسكري داخل الحدود السورية، حيدر العبادي رئيس الوزراء أعلن مسبقًا تنفيذ ضربات جوية داخل العمق السوري.
الأمر الذي لن ترضى به قوات التحالف الدولي، فهي قد حذرت من دخول أي قوات تابعة لإيران العمق السوري من جهة العراق، فوزارة الدفاع الأمريكية قالت الثلاثاء الماضي، إن تواجد الميليشيات المدعومة من قبل إيران والمساندة للنظام السوري قرب منطقة «التنف» جنوبي سوريا، يشكل تهديدًا لقوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
مركز الروابط للدراسات الاستراتيجية، أكد ذلك، وقال في تقرير نشره اليوم الخميس، إن المواجهة بين قوات التحالف الدولي والمحور الإيراني باتت علنية للسيطرة على الحدود السورية العراقية، أن خبراء غربيون يرون أن المواجهة بالنسبة لـ«طهران» حتمية لجهة ارتباطها بمستقبل نفوذها في البلدين، وأن محاولاتها التقدم على مستوى هذا الجانب ستستمر على الرغم من أن التدخل الغربي لمنع ذلك بات مباشرًا.
المتحدث باسم البنتاجون العقيد جيف دافيس، قال الثلاثاء الماضي، إن الميليشيات الشيعية الداعمة للنظام السوري تواصل حشد قواتها حول المنطقة التي أعلنت الولايات المتحدة أنها منطقة فاصلة، وأن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ألقت منشورات من الجو لتحذير القوات الموالية لبشار الأسد من أجل الابتعاد عن المنطقة، لأنه غير مقبول بأي تهديد للعناصر المسلحة في منطقة الفصل.
وحذر دافيس، من أنه في حال رفضت القوات المدعومة من قبل النظام مغادرة المنطقة، فإن الولايات المتحدة سوف تخطو خطوات في إطار مبدأ حماية القوات.
يضيف مركز الروابط، أنه فيما يبدو الموقف الأميركي الميداني حاسمًا في الجهة السورية من الحدود مع العراق، لم يصدر عن واشنطن أي رد فعل واضح حول زحف قوات الحشد الشعبي في العراق نحو حدود البلاد مع سوريا، على الرغم من أن الأمر يصب في نفس الخطط الإيرانية للسيطرة على الحدود بين البلدين.
وحذر الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو، هيئة الحشد الشعبي من دخول الأراضي التي تسيطر عليها القوات في محافظة «الحسكة» شرقي سوريا، مؤكدًا أن قواته ستتصدى لأي محاولة من قبل الحشد الشعبي للدخول لمناطق سيطرة قواتنا.
بيان سوريا الديمقراطية، اعتبرها القيادي بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في بيان له، غير هامة، وأن العمليات العسكرية التي تقوم بها مليشيات الحشد في المناطق الواقعة غرب نينوى هدفها تنظيف الحدود العراقية مع سوريا، وإن قوات الحشد ستتابع أي وجود للتنظيم خارج العراق يهدد الأمن العراقي.
في السياق ذاته، أضاف القيادي في الحشد الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، إن قوات الحشد ستتقدم باتجاه مدينة القائم العراقية المقابلة لمدينة «البوكمال» في ريف دير الزور الشرقي على الحدود السورية العراقية، الأمر الذي يجعلها في مواجهة مع «قوات سوريا الديمقراطية» التي تسيطر على ريف محافظة الحسكة الجنوبي الشرقي.
الروابط الاستراتيجي، قال على لسان مراقبون للشأن الإيراني إن طهران عازمة على الهروب إلى الأمام واستخدام سياسة حافة الهاوية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجر الأميركيين إلى مواجهة حول الشأن الحدودي السوري العراقي، لما للأمر من أهمية قد تحدد مستقبل النفوذ الإيراني في المنطقة برمتها.
وتقول مصادر أميركية إن حراك القوات التابعة لدمشق والميليشيات الشيعية في سوريا كما قوات الحشد الشعبي في العراق، هدفه فرض أمر واقع ميداني يطيح بالترتيبات الجدية الجارية لعزل الحدود السورية العراقية ومنع أي تواجد لإيران وميليشياتها هناك.