حمدين صباحي.. أنت مين.. وعايز إيه؟
الأربعاء، 31 مايو 2017 12:11 ص
نظرات ملل وأخرى ساخطة، باتت ترمق رجلا ستينيا، بات كل همه تغير رأس نظام الدولة، في آخر إطلالاته السياسية بالمؤتمر العام السنوي لحزب الكرامة، في العشر الأوائل من الشهر الجاري، قال إن من أراد حماية مصر فليقف في وجه سلطتها.
الأمر لم يقتصر على ذلك، وتعدى لـ«كوميكس» ساخرة، حملت كلمات منها «انت عاوز إيه»، تعبيرًا عن مدى حالة التخبط التي يعيشها المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي.
«السلطة أصبحت تمثل الآن خطرًا على الدولة المصرية» التصريح جاء متزامنًا مع حرب ضروس يقودها رجال الجيش والشرطة في سيناء ضد الإرهاب، وهو خطر آخر تغافل عنه المرشح الخاسر لدورتين متتالين من الانتخابات الرئاسية لـ 2012 فاز بها مرشح جماعة الإخوان الإرهابية محمد مرسي، والثانية في 2014 فاز بها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
خطر الإرهاب ليس داخليًا فقط، فهناك تهديد خارجي تعاملت معه مؤخرًا الدولة المصرية بضربات عسكرية نفذتها القوات الجوية الجمعة الماضية واستمرت حتى صباح السبت، على معسكرات للإرهابيين في ليبيا.
اكتفى «صباحي» بإدانة «فيسبوكية» لحادث المنيا الإرهابي والذي أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الأقباط، ولم يلتفت إلى الضربات التي شنتها القوات المصرية في ليبيا.
بعيدًا عن لقب «مرشح كل العصور» الذي أسماه بعض الساسة لصباحي، ولقبه الآخر «منافس الأصوات الباطلة»، غير أنه ظل قابعًا في سبعينيات القرن الماضي، ما زال يتذكر وقوفه أمام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، متحدثًا في ملفيّ الانفتاح الاقتصادي والعلاقات المصرية الإسرائيلية، وهو ما اعتبره السادات «تيهًا»، وبادره بقوله «ما تخلّيك محدّد يا ابني».
التاريخ كتب ما كتب، وسجلت انتفاضة «يناير» عام 1977، وجود صباحي، كذلك يناير 2011، لا أحد ينكر ذلك، كذلك وجوده ضد الإخوان في 2013. البعض يرى أن خروجه في تلك التظاهرات كان محاولة للعودة للسباق الرئاسي الذي خسره في 2012، فالكرسي – آن ذاك، خاليًا، كما يرى مؤسس التيار الشعبي.
الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، كان له رأي آخر، كشف عنه في ظل المحاولات الأخيرة للمرشح - الذي تمنّع عن ترشحه ثانية وهو عليه «شاق» - الترويج لمرشح «ثوري» في 2018، اعتبره رفعت بأنه من المتاجرين بالسياسة،؛ وذلك لدعوته المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية.
قال بالنص: «إن المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، وأنصاره؛ خدام لدى الإخوان، وهو فعلًا مش هزار، وأنه أراد الإبقاء على المادة الخاصة بالاحتكام للشريعة الإسلامية من تجميل صورة الإخوان، وإقامة تحالف مع حزب النور في الانتخابات الرئاسية المقبلة».
تاريخ صباحي الذي يتاجر به أنصاره لـ «نفسه»، فالتاريخ المصري قد تجاوزه، لكنه سيتذكر الفترات العصيبة التي مرت بها البلاد في حربها ضد الإرهاب وإعادة رفع الاقتصاد، دون أن يقدم مشورة واحدة- إن كان يملك، أو حتى دعم «فيسبوكي»، أو مالي لأي صندوق من صناديق الدولة.
رفعت السعيد ليس وحده الذي علق على «صباحي»، عبد المنعم أبو الفتوح كان له رأي أخر، قال إنه كانت هناك ثمة صفقة بينها في 2012، لاقتناص كرسي الحكم، تضمنت «تنازل أبو الفتوح لصباحي عن الرئاسة، مقابل تعيين الأول نائبًا للرئيس، إلا أن أبو الفتوح تعهد بتنفيذ المطلب، ورفض في المقابل الإعلان عن ذلك».