عبد الرحمن النعيمي.. خليفة «بن لادن» ينفث سم الأفعي القطرية
الثلاثاء، 30 مايو 2017 03:47 م
سار على خطى زعيم تنظيم القاعدة التاريخي، فهو يحلم منذ الصغر بشكيل تنظيم جهادي تحت قيادته، أعاد شمل التنظيمات المتطرفة، فبعد وفاة أسامة بن لادن والانشقاقات التي وقعت بين القيادات الكبرى في القاعدة وتكوين جماعات صغيرة، حاول أن يلملم المتشددين مرة أخرى بدعم وتمويل قطري ليكونوا رأس حربة الدوحة لتنفيذ مخططتها في الشرق الأوسط.
عبد الرحمن النعيمي، قيادي قطري تستخدمه الدوحة ليكون واجهتها في التعامل مع المسلحين والإرهابيين حول العالم، فبينما يعتمد النظام القطري علي عزمي بشارة، عضو الكنيست السابق كمستشار إعلامي يدير الأبواق الإعلامية الداعمة للتنظيمات المتشددة وتيارات الإسلام السياسي في المنطقة، يعتمد على آخرون في مجال السياسة الخارجية والداخلية وفي دعم المسلحون وتمويل الجماعات المتطرفة حول العالم، وكان النعيمي هو الشخصية المثلى لينفذ هذا الأمر بسبب علاقته الوطيدة بالمسلحون داخل التنظيمات الإرهابية، حيث يعد أحد أهم قادة الإرهاب والممول الرئيسى لجميع أنشطته حول العالم.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أدرجت النعيمي على قوائم الإرهاب بتهم تمويل نشاطات القاعدة، يقول مراقبون أن النظام القطري استمر في دعمه للإنفاق على الجماعات الإرهابية بالأموال في ليبيا وسوريا والعراق، مما يعيد إلى الأذهان، أولى خطوات «بن لادن» في درب الإرهاب بدعمه الجماعات المتطرفة ليتحول فيما بعد إلى أكبر إرهابي في العالم بمباركة شيوخ السلفية وأموال النفط والتبرعات المالية.
ووفقًا لكتاب «قطر.. إسرائيل الصغرى ورأس الأفعى» للكاتب بلال الدوي، فإن الشيخ القطري عبد الرحمن النعيمي يبقى له الدور الأبرز في دعم الجماعات الإرهابية حول العالم وذلك من خلال دعم جبهة النصرة في سوريا، وجيش المجاهدين في الصومال، وجماعات أنصار الدين وأزواد والجهاد في غرب أفريقيا، وحركة الرشاد فى اليمن، التى يقودها عبد الوهاب الحميقانى، وأنصار الشريعة فى ليبيا، وتنظيم القاعدة فى مالى، وأيضًا رصد زيارات «النعيمي» إلى ليبيا وإمداده لـ"أنصار الشريعة" بالأموال بعد رحيل القذافى.
و «النعيمى» له نشاطات متعددة في مجال التجارة والأعمال مثل كثيرين من القطريين الإثرياء ولكنه يتخفى وراء ذلك بحسب الكتاب لدعم الجماعات الإرهابية، حيث يستغل الموارد القطرية للشعب القطري من النفط وغاز مستخرجة ليستخدمها كمصدر داعم للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط .
وبحسب الكتاب ذاته فأن النعيمي اتسمت سياسيته بالتدخل الفج في الكثير من القضايا السياسية مقلدا السياسة القطرية التي من أبرز سماتها في الأعوام الماضية إشعال فتيل النزاعات وزعزعة استقرار الدول بالأعمال الإرهابية ودعم المنظمات المتطرفة، كما دأب النعيمي على استغلال منظمات خيرية كغطاء لتسهيل التحويلات المالية عبر قنوات خاصة إلى تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، حيث لم يكن انجرافه فى دعم التنظيمات المتطرفة محض صدفة بقدر ما هو نتاج فكر أصولى تكفيرى ،وما عزز ذلك السياسة القطرية نفسها القائمة على دعم التنظيمات الإرهابية فى العراق وسوريا مما جعله يتماشى مع هذه السياسة .
وبخلاف الكتاب الذي تناول فكر النعيمي المتطرف في عشرات الصفحات ومدى استغلال قطر له في تنفيذ سياسيتها في المنطقة، كشفت تقارير أخرى أن النعيمي أمر بتحويل حوالي 600 ألف دولار لحساب تنظيم القاعدة عبر ممثل هذا التنظيم في سوريا، أبو خالد السوري، بالإضافة إلى أنه عمل على تسهيل حصول تنظيم القاعدة في العراق على دعم مالي كبير، وكان بمثابة الوسيط بين تنظيم القاعدة في العراق وقادة الجهات المانحة ومقرها قطر.
وأشرف النعيمي على تحويل أكثر من 2 مليون دولار شهريا لتنظيم القاعدة في العراق لفترة من الزمن، واستخدمه الدوحة كمحاور ووسيط بين هؤلاء المواطنين القطريين وقادة القاعدة في العراق، ففي عام 2003 قدم النعيمي دعما واسع النطاق للمتمردين في العراق وكان همزة وصل بينهم وبين وسائل الإعلام لبث موادهم الدعوية
ولم يتوقف النعيمي عن دعم الإرهاب في دول الجوار، لكنه تحول إلى داعم رئيسي لحركات المتطرفة في افريقيا، كحركة الشباب الإرهابية وبوكو حرام في نيجيريا، ففي عام 2012 قدم النعيمي ما يقرب من 250 ألف دولار لشخصيتين من حركة الشباب الإرهابية في افريقيا كانا قد أدرجا بدورهما من طرف الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب، وهما مختار روبو والشيخ حسن عويس علي، وصنف هذا الأخير بدوره على قائمة الارهاب من طرف الأمم المتحدة.
الجدير بالذكر أن تصريحات أمير دولة قطر تميم بن حمد العدائية تجاه دول الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة، أعادت إلى أذهان الكثير من رواد التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر، حجم الدعم الذي تقدمه الدوحة للإرهابيين حول العالم ذاكرين عبد الرحمن النعيمي كأقوى الشخصيات القطرية التي تقوم بهذا الدور الإرهابي والمخرب في العالم.