«فاينانشيال تايمز»:من الضروري عدم انسحاب العالم من جنوب السودان
الثلاثاء، 30 مايو 2017 02:49 م
اعتبرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أنه من الضروري عدم انسحاب العالم من دولة جنوب السودان، مشيرة إلى أن زعماء المنطقة يتعين عليهم الاضطلاع بمسئولية خاصة من أجل التحرك.
وذكرت الصحيفة ، في سياق مقال رأي نشرته اليوم الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني ، أن أحدث دولة في العالم، التي أعلن قيامها في عام 2011 عقب عقود من الحرب الأهلية واستفتاء من أجل الانفصال عن السودان، سرعان ما هوت في مستنقع الاقتتال والدمار.
وأضافت أن "السخط القديم، الذي كان محدودا بينما كان الجنوب يقاتل الشمال، تحول وتطور إلى حرب شريرة تتلاعب فيها مجموعة فاسدة من القادة بولاء العرقيات من أجل أغراضهم المالية".
وأشارت إلى أن تلك كانت مجرد بداية فخلال العام الماضي فقط ازداد الوضع سوءا بشكل حاسم حيث أنه عقب انهيار اتفاقات السلام المتعاقبة هرب ريك مشار نائب الرئيس السابق، الذي اتهم في وقت من الأوقات بالتخطيط لانقلاب، من البلاد تاركا السيطرة للرئيس سلفا كير.
وقالت "فاينانشيال تايمز" إن ما كان يصور عادة على أنه نزاع بين قبيلة "دينكا" التي ينتمي إليها كير وقبيلة "نوير" التي ينتمي إليها مشار انقسم إلى عدة صراعات ومعارك دموية بين مجموعة من الجماعات المتمردة.
وأضافت أنه كالمعتاد فإن الشعب هو الذي يعاني، فمن بين سكان جنوب السودان البالغ تعدادهم 12 مليون نسمة هرب تقريبا مليون ونصف المليون من البلاد فيما نزح مليونان آخران داخل البلاد ويواجه نحو 5 ملايين شخص الجوع حيث أعلنت الأمم المتحدة عن أول مجاعة منذ ستة أعوام.
واعتبرت الصحيفة أن هذه هي أسوأ أزمة إنسانية منذ الإبادة الجماعية الرواندية عام 1994، مردفة :"من المغري ترك جنوب السودان لمصيره لاسيما منذ أن استخدمت الحكومة في جوبا المساعدات الغذائية لخدمة أغراضها الخاصة : سواء كمصدر للايرادات أو كسلاح للحرب، لكن التخلي عن هذا البلد سيكون خطأ ، لأسباب إنسانية وأخلاقية وعملية".
ونوهت الصحيفة إلى أنه في حالة توقف المساعدات ، في حقيقة الأمر إن لم تتم زيادتها ، فإن عشرات الآلاف أو أكثر قد يتضورون جوعا، موضحة أنه مثلهم مثل كافة الضحايا في كل مكان يجد مواطنو جنوب السودان العاديين أنفسهم في دوامة أحداث ليس لهم قدرة على التحكم بها.
ووفقا للصحيفة فإن الوازع الأخلاقي يرتبط بدور الغرب خاصة الولايات المتحدة في المساعدة على تكوين الدولة، فبعد أن دفعت واشنطن الخرطوم إلى السماح لجنوب السودان بالانفصال سقطت البلاد من الخريطة بالنسبة للتيار السياسي الرئيسي في أمريكا.
وبحسب الصحيفة فإنه في الوقت الذي لا يمكن فيه للغرب أن ينسحب، تبقى المسئولية الكبرى ملقاة على عاتق القوى الإقليمية خاصة كينيا وإثيوبيا وأوغندا والسودان، ومع ذلك لا يحرص أحد على التحرك.