لكل شعب حكاية: «المرأة والشيطان والكمان»
الثلاثاء، 30 مايو 2017 12:59 م
تختلف الشعوب في لغتها وعقيدتها وسياستها، لكنها تقترب من بعضها البعض في الثقافات والعادات، التي تعد جسرًا للتواصل ما دامت البشرية، وبمناسبة شهر رمضان الكريم، يقدم «صوت الأمة» لجمهور القراء، تحت عنوان «لكل شعب حكاية» مجموعة من هذه الحكايات الشعبية، من التي تشيع ثقافة التسامح والحوار، والتي تتشابه في بعضها مع الحكايات أو العادات لدينا في مصر.
ويختار «صوت الأمة» هذه الحكايات المنتقاة من سلسلة ثقافات الشعوب، التي أصدرها مشروع كلمة للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، ونقدم اليوم للقراء حكاية «المرأة والشيطان وصناعة الكمان» وهي حكاية شعبية تراث الغجر، من بين الحكايات التي جمعها جمعها فرانسيس هنديس غروم، في كتاب «الأمنيات الثلاث.. الحكايات الشعبية عند الغجر» ونقلها إلى اللغة العربية المترجم يوسف رخا.
حكاية «المرأة والشيطان وصناعة الكمان»
في كوخ على الجبل وسط الغابة الجميلة، كانت تعيش فتاة مع أبيها وأمها وإخوتها الأربعة، وكانت تحب صيادًا وسيمًا غنيًا كثيرًا اعتاد أن يجوب الغابة جيئة وذهاباً ولكن من دون أن يحدثها.
اسم هذه الفتاة مارا، وقد كانت مارا تبكي ليل نهار لأن الشاب الوسيم لا يقترب منها وإذا حدثته لا يجيب بل يظل سائرًا في طريقه من دون التفات.
ألفت الفتاة أغنية تقول فيها: «أيها العزيز الآتي من بلاد بعيدة ضيع يدك في يدي واحضني بذراعيك ولتكن حبيبي الوحيد»
غنت هذه الأغنية كثيرًا، لكنه لم ينتبه لها. وحين استنفدت كل الحيل استعانت بالشيطان فجاء يمسك في يده مرآة وسألها ماذا تريد. حكت مارا للشيطان قصتها وبثته حزنها فقال: «بوسعي أن أساعدك. سأترك لك هذه المرآة، فلتريها لمحبوبك فيقع في حبك».
وحين عاد الصياد ذهبت لتقابله ووضعت المرآة أمام عينيه. وما كاد يرى نفسه حتى صاح: «إنني أرى نفسي، هذا من صنع الشيطان»؟ وفر هاربًا فلم يعد إلى الغابة.
صارت مارا تبكي ليل نهار، فلما تأكدت من إحباطها استعان بالشيطان وحكت له كيف هرب الصياد حين رأى نفسه في المرآة. فضحك الشيطان وقال: «دعيه يهرب، سأمسك به فكلاكما الآن من أملاكي لأنكما نظرتما في المرآة، ومن ينظر في المرآة فهو لي. الآن سأساعدك، لكن بشرط أن تعطيني إخوتك».
غادر الشيطان وعاد في الليل، بينما الإخوة الأربعة نائمون، وصنع منهم أربعة أوتار للكمال، كل واحد أرفع من الذي يسبقه في الترتيب. ثم قال لمارا: «أحتاج إلى أبيك أيضًا».
فقالت: «طالما تساعدني أعيك أبي أيضًا».
وصنع من الأب هيكلاً ركب عليه الأوتار فاكتمل الكمال ثم قال: «أعطيني أمك».
فردت: «لا بأس طالما تساعدني».
ابتسم الشيطان، وصنع من الأم قوسًا استبدل فيه شعر الخيل بشعرها. فلما عزف ابتهجت مارا بادئ الأمر لكنه ظل يعزف ويعزف ولما بكت لأنه لم يساعدها، قال: «اعزفي وحسب. فسوف تجر الأنغام محبوبك إليك».
عزفت مارا، وجاء الصياد على صوت أنغامها. وبعد تسعة أيام عاد الشيطان إلى الحبيبيين وقال: «أنا ربكما فلتعبداني». فرفضا ذلك، فخطفهما وذهب بهما بعيدًا.
بقي الكما في الغابة ملقى على الأرض حتى رآه غجري فقير كان مارًا من هناك. التقطه وأخذ يعزف عليه، وحين يعزف هذا الغجري في القرية أو في المدينة، يضحك الناس أو يبكون بحسب إرادته.
حلقات أخرى:
لكل شعب حكاية: «الشيخان».. حكاية من قبيلة الشيروكي